جامعة أكاديميون العالمية AIU :: الشفاعات التي وردت في احاديث لم تثبت للنبي صلى الله عليه وسلم
تقاطعنا مع

الشفاعات التي وردت في احاديث لم تثبت للنبي صلى الله عليه وسلم


تفاصيل البحث

 

الشفاعات التي وردت في أحاديث لم تثبت للنبي ﷺ - جمعاً ودراسة -

نداء خالد عبد المطلوب الحربي

 

The unproven intercessions attributed to the Prophet Muhammad (peace be upon him): Collection and study.

Nedaa Khalid Abdulmutallab Al-Harbi

 

الملخص

تهدف الدراسة إلى بيان الشفاعات التي لم تثبت للنبي ﷺ ودراستها دراسة موضوعية في ضوء العقيدة الإسلامية، وتخريج أحاديثها من مصادرها، ونقل كلام أهل العلم في الحكم على أسانيدها ورواتها، وذلك من خلال الحديث عن الشفاعات التي وردت في أحاديث لم تثبت للنبي ﷺ والكلام عليها في تسعة محاور وهي: ماورد في شفاعته ﷺ فيمن زار قبره، وشفاعته للأقرب فالأقرب منه، وشفاعته لأهل مدن بعينها، وشفاعته لأكثر مما على وجه الأرض من شجر ومدر، شفاعته لمن مات في أحد الحرمين، شفاعته لمن تآخيا في الله، ولمن قضى حوائج آل البيت، وشفاعته لمن حفظ أربعين حديثاً، وأخيرًا ما ورد في شفاعته ﷺ لمن قضى حوائج الناس.

ومن ثم الحديث عن مسألة طلب الشفاعة من الرسول ﷺ وجاء ذلك في ثلاثة محاور وهي: طلب الشفاعة في حياته ﷺ، ويوم القيامة، وبعد وفاته.

وتنبع أهمية هذا البحث من أهمية الحياة الآخرة والإيمان بها، ومن حاجة الناس الماسة لاكتساب المعرفة بالعقيدة الصحيحة فيما يتعلق بالشفاعة. فالشفاعة من أعظم النعم التي ينعم بها الله علينا في يوم القيامة، ومن أرفع الثوابات التي يحظى بها المؤمنون من نبينا الحبيب، بإذن الله. في كتابه الحكيم.

وتكمن أهمية الدراسة أيضًا في فحص الشفاعات التي لم تثبت للنبي ﷺ وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي انتشرت في الآونة الأخيرة. وقد وصل الأمر إلى حدٍ تمَّ فيه بعض الأفراد الذين يدَّعون العلم في الشؤون الدينية إلى نفي الشفاعة ورفض أحاديثها. لذلك، فمن الضروري التأكيد على أهمية البحث عن المعلومات من مصادر موثوقة للتقاليد النبوية.

ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة:

  • انقسام الشفاعة لعدة أنواع وثبوتها للنبي ﷺ والأنبياء والملائكة والمؤمنين بعضهم لبعض.

  • أن للشفاعة شروط لا تتم بدونها فإذا انتفت بعض هذه الشروط تصبح الشفاعة مستحيلة.

  • اختصاص النبي ﷺ بشفاعات لا تتم لغيره كشفاعته لباقي الأنبياء وشفاعته لعمه أبي طالب.

  • إنكار بعض الطوائف لبعض أنواع الشفاعات وإجماعهم على بعضها.

وقد خرجت هذه الدراسة بالتوصيات الآتية:

  • تكثيف الإنتاج التأليفي في الشفاعات والتفريق بين أنواعها وتصحيح المتداول بين الناس.

  • عقد محاضرات وندوات علمية للتعريف بالشفاعات المثبتة والمنفية لكثرة اللغط فيها.

  • نشر الأحاديث الصحيحة التي تُغني عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة.

كلمات مفتاحية: (الشفاعة، المثبتة، المنفية، النبي ﷺ، تخريج الأحاديث)

Abstract:

The study aims to clarify unconfirmed intercessions for Prophet Muhammad (peace be upon him) and objectively examine them in light of Islamic creed. It involves verifying narrations, conveying scholars\' opinions on authenticity, and discussing nine aspects of unconfirmed intercessions. These include intercession for visitors to his grave, close relatives, specific cities, abundant trees and pebbles, those who die in Mecca and Medina, brotherhood in Allah, fulfilling the needs of the Prophet\'s family, memorizing forty hadiths, and fulfilling people\'s needs. The study also addresses seeking intercession during his lifetime, on Judgment Day, and after his death. Importance lies in understanding the afterlife, correct creed, and countering misconceptions.

Findings include various types of intercession, conditions for validity, unique intercessions for Prophet Muhammad, and sects\' differing beliefs. Recommendations include increasing scholarly production, educating about confirmed and refuted intercessions, and promoting authentic hadiths while disregarding weak and fabricated ones.

Keywords: Intercession, Established, Refuted, Prophet Muhammad, peace be upon him, Authentication of Hadiths.

مقدمة:

الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً ﷺ عبده ورسوله، وبعد؛

إن من أركان الإيمان التي يجب على المسلم أن يؤمن بها الإيمان باليوم الآخر، قال الله تعالى: ﴿ليس ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ﴾ [ البقرة: 177]، وفي حديث جبريل عليه السلام، مع رسول الله ﷺ  «قال: ‌ما ‌الإيمان؟، فقال صلى الله عليه وسلم: أن تؤمن بالله، واليوم الآخر، والملائكة، والكتاب، والنبيين، والموت، والحياة بعد الموت، والجنة والنار، والحساب، والميزان، والقدر كله خيره وشره». () .

وإن مما يتعلق بالإيمان باليوم الآخر هو الإيمان بالشفاعة وهي التوسط للغير لجلب منفعة او دفع مضرة.

فمن رحمة الله بعباده أن يغفر لهم سيئاتهم، فإن لم يجدوا التوبة في الدنيا فيكرمهم الله الشفاعة في الآخرة على يد أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد ﷺ، يوم يفر المرء من أخيه وأهله وزوجه ويقول: نفسي نفسي، إلا رسول الله ﷺ يقول: أمتي أمتي، فقد شرفه الله تعالى وخصه بالشفاعة على سائر خلقه.

ولخطورة انتشار الشفاعات التي لم يرد بها نص صحيح، وتصديقها والأخذ بها، وجب علي كطالبة في تخصص العقيدة أن أنتصر لرسولي الكريم بأن أقف على تلك الشفاعات وأُجلي الأمر بالبينة والدليل.

فبتوفيق من الله سبحانه وتعالى، وقع اختياري في كتابة موضوع بحثي عن (الشفاعات التي وردت في احاديث لم تثبت للنبي ﷺ جمع ودراسة، وأسأل الله تعالى أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه وأن يجعله في ميزان حسناتي، وأن يكون حجة لي أنال بها شفاعة رسول الله ﷺ، فإن أخطأت فمن الشيطان ونفسي، وإن أصبت فمن الله وتوفيقه.

أهمية البحث:

يرجع أهمية البحث إلى أهمية الحياة الآخرة والإيمان بها، ومدى حاجة الناس إلى معرفة العقيدة الصحيحة في موضوع الشفاعة فهي من أكرم ما نفعنا الله به يوم القيامة وأشرف ما يناله المؤمن من رسولنا الكريم بإذن الله، وأخبرنا في كتابه الحكيم بقوله تعالى: ﴿‌مَن ‌ذَا ‌ٱلَّذِي ‌يَشۡفَعُ ‌عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾  [سورة البقرة:255]، كما تكمن أهمية الدراسة في الموضوع ذاته وهو الشفاعات التي لم تثبت للنبي ﷺ وتصحيح ما شاع في الآونة الأخيرة من معتقدات خاطئة حتى وصل الأمر ببعض من ينتسبون إلى أهل العلم أن ينفي الشفاعة ويرد أحاديثها، والحث على أخذ المعلومات من مصادر السنة الصحيحة .

المبحث الأول

الشفاعات التي وردت في أحاديث لم تثبت للنبي ﷺ والكلام عليها

يتحدث هذا المبحث عن بعض ما اعتقدوه الناس من شفاعات يطلبون الله عز وجل بها، وهي في الواقع غير ثابتة، ونتجت عن أحاديث ومرويات ضعيفة وموضوعة ولم تروى في الصحاح ولا في السنن، وهي:

المطلب الأول: ماورد في شفاعته صلى الله عليه وسلم فيمن زار قبره.

ويستدلون بالأحاديث التالية:

عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من زار قبري، أو قال: من زارني كنت له شفيعاً أو شهيداً، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله في الآمنين يوم القيامة». ()

هذا الحديث رواه سوار بن ميمون بن الجراح العبدي عن رجل من آل عمر عن عمر عن رسول الله ﷺ.

علل الحديث:

هذا الحديث ضعيف، لأن في إسناده رجل من آل عمر لم يسم، وقد اختلفت الروايات في ذكر سوار بن ميمون أو ميمون بن سوار، وهو شيخ مجهول، لا يُعرَف بعدالة ولا ضبط، ولم يشتهر بحمل العلم ونقله.

اضطرابه.

انقطاع سنده.

اختلاف رواته.

وقال عنه ابن عبد الهادي في كتابه الصارم المنكي:" هذا الحديث ليس بصحيح لانقطاعه وجهالة إسناده واضطرابه، ولأجل اختلاف الرواة في إسناده واضطرابهم فيه جعله المعترض ثلاثة أحاديث، وهو حديث واحد ساقط الإسناد، لا يجوز الاحتجاج به، ولا يصلح الاعتماد على مثله". ()

وقال الالباني: " وهذا إسناد واهٍ من أجل الرجل الذي لم يسم، وسوار بن ميمون أغفلوه فلم يذكره ابن أبى حاتم ولا الذهبي ولا العسقلاني". ()

عن أنس بن مالك مرفوعًا: قال رسول الله ﷺ: «من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شهيداً، أو شفيعاً يوم القيامة». ()

هذا الحديث رواه أحمد بن عبدوس عن حمدوية الصفار النيسابوري عن أيوب بن الحسن عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك بالمدينة، عن سليمان بن يزيد الكعبي، عن أنس بن مالك عن رسول الله ﷺ.

علة الحديث:

وهذا الحديث ضعيف، لأن في إسناده أبو المثنى سليمان بن يزيد الكعبي، وهو شيخ غير محتج بحديثه، ولم يدرك أنس بن مالك فروايته عنه منطقة غير متصلة، أي منقطعاً إسناده.

وقال ابن عبد الهادي: "هذا الحديث ليس بصحيح ولا ثابت، بل هو حديث ضعيف الإسناد منقطع". ()

عن ابن عباس قال: قال رسول ﷺ: «من زارني حتى ينتهي إلى قبري، كنت له يوم القيامة شهيداً».

روى هذا الحديث فضالة بن سعيد بن زميل المازني عن محمد بن يحيى المازني عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس عن الرسول ﷺ.

علل الحديث:

حديث منكر، وليس صحيح.

وفي متنه تصحيف التصحيف في متنه فقوله: ((من زارني)) من الزيارة وإنما هو ((من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي)) ( وعلى هذا يكون معناه معنى الحديث الصحيح.

وفي إسناده ‌فضالة ‌بن ‌سعيد ‌بن ‌زميل ‌المازني شيخ مجهول لا يعرف له ذكر إلا في هذا الخبر الذي تفرد به ولم يتابع عليه، ومحمد بن يحيى المازني مجهول له خبر كذب في فضل البلدان ()  أحاديثه مظلمة منكرة.

وقال ابن عبد الهادي: "وهو حديث منكر جداً ليس بصحيح، ولا ثابت، بل هو حديث موضوع، وقد وقع تصحيف في متنه وفي إسناده"().

عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «من زار قبري وجبت له شفاعتي». ()

هذا الحديث رواه موسى بن هلال العبدي عن عبد الله العُمَري عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله ﷺ.

علة الحديث:

هو حديث منكر، لأن في إسناده موسى بن هلال العبدي، هو مجهول. ()

قال البيهقي: "وقد روى هذا الحديث ثم قال: وقد قيل عن موسى عن عبد الله. قال: وسواء عبد الله أو عبيد الله فهو منكر عن نافع عن ابن عمر؛ لم يأت به غيره.

وقال ابن عبد الهادي: " هذا حديث غير صحيح ولا ثابت، بل هو حديث منكر عند أئمة هذا الشأن ضعيف الإسناد عندهم لا يقوم بمثله حجة ولا يعتمد على مثله عند الاحتجاج إلا الضعفاء في هذا العلم، وهو حديث منكر ضعيف الإسناد واهي الطريق، لا يصلح الاحتجاج بمثله، ولم يصححه أحد". ()

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (): " وأما قوله «‌من ‌زار ‌قبري ‌وجبت ‌له ‌شفاعتي» فهذا الحديث رواه الدارقطني فيما قيل بإسناد ضعيف، ولهذا ذكره غير واحد من الموضوعات.

ولم يروه أحد من أهل الكتب المعتمد عليها من كتب الصحاح، والسنن، والمسانيد"()

عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «من جاءني زائراً، لا تعمله حاجة إلا زيارتي، كان حقاً علي أن أكون له شفيعاً يوم القيامة».  ()

هذا الحديث رواه عبدان بن أحمد عن عبد الله بن محمد العبادي البصري عن مسلم بن سالم الجهني عن عبيد الله بن عمر عن نافع، عن سالم، عن ابن عمر عن رسول الله ﷺ.

علل الحديث:

وهو حديث ضعيف؛ لأن في إسناده مسلم بن سالم الجهني، وهو ليس ثقة وضعيف.

منكر المتن.

قال الهيثمي:" فيه مسلمة بن سالم وهو ضعيف" ().

قال ابن عبد الهادي:" ضعيف الإسناد منكر المتن"().

عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «من زار قبري حلت له شفاعتي» ()

هذا الحديث رواه قتيبة عن عبد الله بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن ابن عمر عن النبي ﷺ.

علل الحديث:

وهو حديث ضعيف، لأن في إسناده عبد الله بن إبراهيم الغفاري وهو شيخ ضعيف الحديث جداً، منكر الحديث وقد نسبه بعض الأئمة إلى الكذب ووضع الحديث.

وفي إسناده ايضاً عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف.

وقال ابن عبد الهادي: "حديث ضعيف منكر ساقط الإسناد لا يجوز الاحتجاج بمثله عند أحد من أئمة الحديث وحفاظ الأثر". ()

عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «من زارني متعمداً كان في جواري يوم القيامة». ()

هذا الحديث رواه شُعبة عَن سوار بن ميمون عن هارون بن قزعة عن رجل من آل الخطاب عن النبي ﷺ.

علل الحديث:

وهذا الحديث ضعيف، لأن في إسناده سوار بن ميمون وقد سبق الحكم عليه كما تقدم في صفحة 31، وهارون بن قزعة المدني لا يتابع عليه.

اسناده مجهول.

اضطرابه.

وقال ابن عبد الهادي: "انه حديث ضعيف ومضطرب، وإسناده مجهول، ولا يحتج به"().

تلك الأحاديث كلها لم يثبت منها شيء عن الرسول ﷺ بإسناد صحيح، فرواتها ما بين ضعيف، أو منكر، أو مجهول، أو وضاع، لا يعتمد على روايتهم ولا يحتج بها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " فإن أحاديث زيارة قبره كلها ضعيفة، لا يعتمد على شيء فيها في الدين؛ ولهذا لم يرو أهل الصحاح والسنن شيئاً منها، وإنما يرويها من يروي الضعاف؛ كالدارقطني والبزار وغيرهما"()

المطلب الثاني: ماورد في شفاعته صلى الله عليه وسلم للأقرب فالأقرب منه

استدلوا بحديث ضعيف أيضاً، يدل على ترتيب شفاعة الرسول ﷺ أن يبتدئ بالأقرب إليه، إلى أن انتهى بالأعاجم، وهو حديث ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال: «أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي، ثم الأقرب فالأقرب، ثم الأنصار، ثم من آمن بي من أهل اليمن، ثم سائر العرب، ثم سائر الأعاجم، ومن أشفع له أولاً أفضل» ().

هذا الحديث رواه عبد الله بن محمد عن أبو الربيع عن حفص بن أبي داود عن ليث عن مجاهد، عن ابن عمر عن رسول الله ﷺ.

علة الحديث:

وهو حديث موضوع.

يقول العسقلاني ابن حجر: "ليث بن أبي سليم بن زنيم واسم أبيه أيمن. وقيل غير ذلك، صدوق اختلط أخيراً، ولم يتميز حديثه فترك " ().

وعن حفص يقول: "حفص بن أبي داود القارئ، صاحب عاصم، ويقال له: حفيص، متروك الحديث مع إمامته في القراءة")).

 

المطلب الثالث: ماورد في شفاعته صلى الله عليه وسلم لأهل مدن بعينها

واستدلوا بحديث عبد الملك بن عباد بن جعفر، أنه سمع النبي -ﷺ- يقول:

«إن ‌أول ‌من ‌أشفع ‌له ‌من ‌أمتي أهل المدينة، ثم أهل مكة، ثم أهل الطائف». ()

روى هذا الحديث أبي زهير، أن حمزة بن عبد الله بن أبي أسماء الثقفي، أخبره أن القاسم بن جبير أخبره أن عبد الملك بن عباد بن جعفر أخبره أنه سمع رسول الله ﷺ.

علل الحديث:

هذا الحديث ضعيف؛ لأن في إسناده عبد الملك بن عباد وهو لا صحبة له ولا لوالده.

جهالة اسناده.

وقال الهيثمي: "فيه جماعه لم اعرفهم". ()

المطلب الرابع: ماورد في شفاعته صلى الله عليه وسلم لأكثر مما على وجه الأرض من شجر ومدر.

كما جاء في حديث بريدة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إني أشفع يوم القيامة لأكثر مما على وجه الأرض من شجر ومدر ()». ()

هذا الحديث رواه محمد بن أحمد بن أبي خيثمة عن أحمد بن عمرو صاحب علي بن المديني عن أشعث بن أشعث السلمي عن عباد بن راشد عن ميمون بن سياه عن شهر بن حوشب عن أنيس الأنصاري عن رسول الله ﷺ.

علة الحديث:

حديث ضعيف، لأن إسناده غير معروف.

قال الهيثمي: " فيه أحمد بن عمرو صاحب علي بن المديني ويعرف بالقلوري ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم". ()

قال السفاريني: " أخرجه الطبراني في الأوسط عن أنيس الأنصاري، ولفظه " «أكثر مما على وجه الأرض من حجر ومدر» ". ()

المطلب الخامس: ماورد في شفاعته صلى الله عليه وسلم لمن مات في أحد الحرمين.

واستدلوا بما روي عن سلمان عن النبي ﷺ أنه قال: «من مات في أحد الحرمين استوجب شفاعتي، وكان يوم القيامة من الآمنين ».))

هذا الحديث رواه أبو الحسن خلف بن عبد الحميد عن أبو الصباح عبد الغفور بن سعيد الأنصاري، عن أبي هاشم الرماني، عن زاذان، عن سلمان، عن النبي ﷺ.

علة الحديث:

حديث ضعيف؛ لأن في إسناده عبد الغفور وهو ضعيف ووضاع.

قال البيهقي: "عبد الغفور هذا ضعيف" ().

وقال الهيثمي: "وفيه عبد الغفور بن سعيد وهو متروك" ().

أتفق الهيثمي والبيهقي على ضعفه؛ فلا يستدل به على ثبوت هذه الشفاعة لضعف رواته.

المطلب السادس: ماورد في شفاعته صلى الله عليه وسلم لمن تآخيا في الله.

وأخذوا في هذه الشفاعة بحديث سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أنا شفيع لكل رجلين تآخيا في الله من مبعثي إلى يوم القيامة». ()

روى هذا الحديث أبو محمد بن حيان عن محمد بن عبد الرحيم بن شبيب عن إسحاق الطائي الكوفي عن عمرو بن خالد الكوفي عن أبو هاشم الرماني، عن زاذان أبي عمر الكندي، عن سلمان، عن رسول الله ﷺ.

علة الحديث:

هذا الحديث موضوع، لأن في اسناده ابو خالد الواسطي. ()

فلا يمكن الاستدلال به، لأن في ذلك كذب وافتراء على رسول الله ﷺ، وفي بيان فضل الأخوَّة بين المسلمين، وفضْل التراحم بينهم، يتضح ذلك جلياً في قوله تعالى: "‌إِنَّمَا ‌ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ‌إِخۡوَة " [سورة الحجرات: 10]، وقوله ﷺ: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». ()، والمؤمنون يشفع بعضهم في بعض، لكن لا يمكن القول بأن التآخي مما يوجب ثبوت الشفاعة.

المطلب السابع: ماورد في شفاعته صلى الله عليه وسلم لمن قضى حوائج آل البيت.

يستدل بهذه الشفاعة:

بما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «ثلاثة أنا شفيع لهم يوم القيامة: الضارب بسيفه أمام ذريتي، والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه». ()

هذا الحديث رواه داود بن سليمان الجرجاني، عن موسى الرضى رواها علي بن محمد بن جهرويه القزويني الصدوق عن علي بن موسى عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي عن رسول الله ﷺ.

علة الحديث:

والحديث غير ثابت، لأن في سنده داود بن سليمان الجرجاني ()، وهو مجهول.

اضطراب متنه.

وقال الشوكاني: "إنه موضوع، وقد أورده بلفظ «أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة: المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم مما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه». ()

فلا يمكن الاستدلال لوضوح طابع المذهب الشيعي في متن الحديث، ولعدم ثقة رجالاته.

وبما روي عن أنس رضي الله عنه: عن رسول الله ﷺ قال: «من أحبني فليحب علياً، ومن أحب علياً فليحب فاطمة، ومن أحب فاطمة فليحب الحسن والحسين، وإن أهل الجنة يباشرون ويسارعون إلى رؤيتهم ينظرون إليهم، محبتهم إيمان، وبغضهم نفاق، ومن أبغض أحداً من أهل بيتي فقد حرم شفاعتي، فإنني نبي مكرم، بعثني الله بالصدق، فحبوا أهل بيتي، وحبوا عليًّا». ()

هذا الحديث رواه عبد الله بن حَفْص عن بشر بن الْوَلِيد عن حزم الْقطعِي عن ثَابت عن أنس عن رسول الله ﷺ.

علة الحديث:

وهذا الحديث باطل وموضوع، لأن في إسناده عبدالله بن حفص.

وقال الجوزي: " قال ابن عدي: هذا حديث باطل بهذا الإسناد وكذب بارد، فإن المعتمر لا يروي عن الأوزاعي شيئا، وكان عبد الله بن حفص يحدثنا بأحاديث لانشك أنه هو الذي وضعها". ()

المطلب الثامن: ماورد في شفاعته صلى الله عليه وسلم لمن حفظ أربعين حديثاً.

ويستدلون بما يروى عن أنس بن مالك قال: قال رسول ﷺ: «ما من مسلم يحفظ على أمتي أربعين حديثاً يعلمهم بها أمر دينهم إلا جيء به يوم القيامة فقيل له: اشفع لمن شئت». ()

روى هذا الحديث أبو بكر عبد الله بن محمد ابن أبي الدنيا عن الفضل بن غانم عن عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن أبي الدرداء عن رسول الله ﷺ.

علل الحديث:

انقطاع سنده.

جهالة اسناده.

ذكر ابن الجوزي عدة أحاديث في ثبوت الشفاعة لمن حفظ أربعين حديثاً، ثم عقب عليها بالتضعيف، وهذا الحديث من ضمنها ().

قال البيهقي في شعبه عقب حديث أبي الدرداء: "هذا متن مشهور فيما بين الناس؛ وليس له إسناد صحيح"()

وقال النووي رحمه الله: " هذا الحديثُ روّيناه من رواية جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، وطرقُه كلُها ضعيفة وليس هو بثابت". ()

وقال ابن عبد الهادي: " هذا الحديث ليس بصحيح ولا ثابت، بل هو حديث ضعيف الإسناد منقطع، ولو كان ثابتا لم يكن فيه دليل على محل النزاع، ومداره على أبي المثنى سليمان بن يزيد الكعبي الخزاعي المديني وهو شيخ غير محتج بحديثه، وهو بكنيته أشهر منه باسمه، ولم يدرك أنس بن مالك فروايته عنه منطقة غير متصلة، وإنما يروي عن التابعين وأتابعهم". ()

المطلب التاسع: ماورد في شفاعته صلى الله عليه وسلم لمن قضى حوائج الناس.

ما يروى عن استحقاق الشفاعة لمن قضى حوائج الناس؛ مثل ما يروى عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «من قضى لأخيه حاجة كنت واقفاً عند ميزانه، فإن رجع وإلا شفعت له». ()

هذا الحديث رواه عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي عن علي بن إبراهيم بن الهيثم عن علي بن الحسين بن الخواص عن عبد الله بن إبراهيم بن الهيثم الغفاري عن مالك بن أنس، والعمري عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله ﷺ.

علة الحديث:

وهو حديث موضوع؛ لأن في إسناده عبد الله بن إبراهيم بن الهيثم الغفاري، وهو تفرد برواية هذا الحديث، علي بن إبراهيم بن الهيثم البلدي، قال عنه الخطيب: " هذا الحديث منكر جدًّا، ورجال إسناده كلهم مشهورون بالثقة سوى أبي الحسن البلدي". ()

وقال الألباني: "موضوع". ()

وأخذوا أيضاً بحديث أبي هريرة وابن عباس عن النبي ﷺ جاء فيه: «ومن بنى على ظهر طريق يهوي إليه عابروا السبيل بعثه الله يوم القيامة على نجيبة من در، ووجهه يضيء لأهل الجمع حتى يقول أهل الجمع: هذا ملك من الملائكة لم ير مثله، حتى يزاحم إبراهيم في قبته، ويدخل في الجنة بشفاعته أربعون ألف رجل »، وفيه كذلك: «ومن احتفر بئراً حتى يبسط ماؤها فيبذلها للمسلمين كان له أجر من توضأ منها وصلى، وله بعدد شعر كل من شرب منها حسنات: إنس، أو جن، أو بهيمة، أو سبع، أو طائر، أو غير ذلك، وله بكل شعرة من ذلك عتق رقبة، ويرد في شفاعته يوم القيامة حوض القدس عدد نجوم السماء. قيل: يا رسول الله، وما حوض القدس؟ قال: حوضي، حوضي، حوضي». ()

علة الحديث:

هذا الحديث موضوع، ومن وضعه ميسرة بن عبد ربه، قال عنه آبي حاتم: " وكان يضع الحديث وضعا قد وضع في فضائل قزوين نحو اربعين حديثا كان يقول انى أحتسب في ذلك". ()

قال ابن حجر العسقلاني: "هذا الحديث بطوله موضوع على رسول الله ﷺ، والمتهم به ميسرة بن عبد ربه، لا بورك فيه"().

فبعد دراسة هذه الأحاديث، التي اتضح لنا ضعفها وضعف إسنادها، فلا يجوز أن تُروى هذه الأحاديث دون بيان ضعفها، حتى لا يعتقد الناس صحتها، فهي رويت كذباً على رسولنا الكريم ﷺ، الذي حذرنا من الكذب عليه في قوله: «من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار». ( فقوله صلى الله عليه وسلم هذا يدل على خطورة الكذب عليه، سواء من يضع الحديث بنفسه، أو من رواه كذبا.

المبحث الثاني

مسألة طلب الشفاعة من الرسول ﷺ

طلب ‌الشفاعة ‌من ‌الرسول ‌ﷺ ينقسم إلى:

  1. طلب الشفاعة في حياته صلى الله عليه وسلم:

فهذا جائز؛ ان يأتي للنبي ﷺ، ويطلب منه الشفاعة، والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كانوا يأتوا إلى النبي ﷺ في حياته.

قال الهندي في ذلك: " وهذا النوع من الشفاعة يجوز طلبه منه صلى الله عليه وسلم بلا مرية، بأن يأتي أحد منهم النبي ﷺ في حياته ويستشفع به، لا أن يدعوه غائباً عنه" ()

التوسل بالنبي ﷺ بمعنى التوسل بدعائه وشفاعته جائز ونافع يتوسل به من دعا له وشفع وهذا كان في حياة النبي ﷺ ويكون يوم القيامة يتوسلون بشفاعته.

 

  1. طلب الشفاعة من النبي ﷺ يوم القيامة:

وهذا لا إشكال فيه، فإنه يطلب الشفاعة والدعاء من حي ينظر إليه ويستطيع أن يدعو له، وكما ورد في حديث ‌الشفاعة الطويل.

  1. طلب الشفاعة من النبي ﷺ بعد وفاته:

فإنه لا يجوز، وهو شرك، فإنه طلب من الغائب أن يشفع له فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل، فإن الشفاعة ملك لله عز وجل، كما قال الله عز وجل: " قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" [ الزمر: 44]، فالشفاعة ملك خاص لله عز وجل لا يجوز أن تطلب إلا منه، فهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، فضلاً لمن استغاث به وطلبه أن يشفع له عند الله، وهذا من جهله بالشافع والمشفوع عنده، فأنه لا يقدر أن يشفع له عند الله إلا بإذنه، والله لم يجعل استغاثته وسؤاله سبباً لأذنه وإنما السبب هو كمال التوحيد، إذن هو في منزلة من استعان في حاجته بما يمنع حصولها.

وقال بن تيمية رحمه الله: " فإن دعاء الملائكة والأنبياء بعد موتهم وفي مغيبهم وسؤالهم والاستغاثة بهم والاستشفاع بهم في هذه الحال ونصب تماثيلهم - بمعنى طلب ‌الشفاعة منهم - هو من الدين الذي لم يشرعه الله ولا ابتعث به رسولا ولا أنزل به كتابا وليس هو واجبا ولا مستحبا باتفاق المسلمين ولا فعله أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا أمر به إمام من أئمة المسلمين". ()

قال ابن القيم رحمه الله (): " ومن أنواعه () طلب الحوائج من الموتى، والاستغاثة بهم، والتوجه إليهم.

وهذا أصل شرك العالم، فإن الميت قد انقطع عمله، وهو لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، فضلا عمن استغاث به وسأله قضاء حاجته، أو سأله أن يشفع له إلى الله فيها، وهذا من جهله بالشافع والمشفوع له عنده، كما تقدم، فإنه لا يقدر أن يشفع له عند الله إلا بإذنه، والله لم يجعل استغاثته وسؤاله سببا لإذنه، وإنما السبب لإذنه كمال التوحيد، فجاء هذا المشرك بسبب يمنع الإذن، وهو بمنزلة من استعان في حاجة بما يمنع حصولها، وهذه حالة كل مشرك، والميت محتاج إلى من يدعو له، ويترحم عليه، ويستغفر له، كما أوصانا النبي ﷺ إذا زرنا قبور المسلمين أن نترحم عليهم، ونسأل لهم العافية والمغفرة". ()

ولا يوجد أي دليل يدل على جواز ‌طلب ‌الشفاعة ‌من ‌الرسول ‌ﷺ بعد موته، بل الأدلة صريحة في المنع من عدة وجوه:

أولاً: ما مر معنا أن الشفاعة بمعنى الدعاء، والدعاء هو العبادة، ولا يجوز العبادة لغير الله مطلقاً، سواء كان نيباً مرسلاً أو ملكًا مقرباً.

ثانياً: أن الصحابة رضي الله عنهم، كانوا يأتوا إلى النبي ﷺ في حياته، وأما بعد موته فما كانوا يأتون إليه، ولو كانت مشروعة لكانوا أحرص عليها، ولم يتركوا طلبها منه بعد موته،

ثالثاً: أن أهل السنة أجمعوا على أن للنبي ﷺ أنواعاً من الشفاعة يشفع بها، ولم يذكروا منها طلبها منه في قبره، بل كلها يوم القيامة.







الخاتمة

الحمدالله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات والأرض وما بينهما والحمدالله الذي هداني لهذا وماكنت لأهتدي لولا أن هداني الله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آل بيته الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

النتائج:

تم بحمدالله وتوفيقه الانتهاء من دراسة الشفاعات التي لم تثبت للنبي ﷺ جمعاً ودراسة، وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج التي من أهمها:

- انقسام الشفاعة لعدة أنواع وثبوتها للنبي ﷺ والأنبياء والملائكة والمؤمنين بعضهم لبعض.

- أن للشفاعة شروط لا تتم بدونها فإذا انتفت بعض هذه الشروط تصبح الشفاعة مستحيلة.

- اختصاص النبي ﷺ بشفاعات لا تتم لغيره كشفاعته لباقي الأنبياء وشفاعته لعمه أبي طالب.

-  إنكار بعض الطوائف لبعض أنواع الشفاعات وإجماعهم على بعضها.

التوصيات:

وقد خرجت هذه الدراسة بالتوصيات الآتية:

  • تكثيف الإنتاج التأليفي في الشفاعات والتفريق بين أنواعها وتصحيح المتداول بين الناس.

  • عقد محاضرات وندوات علمية للتعريف بالشفاعات المثبتة والمنفية لكثرة اللغط فيها.

  • نشر الأحاديث الصحيحة التي تُغني عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة.

 

المراجع

  1. القرآن الكريم.

  2. إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، محمد ناصر الدين الألباني، (ت: 1420ه)، (ط2)، المكتب الإسلامي، بيروت: 1405ه -1985م،

  3. الإصابة في تمييز الصحابة، الحافظ شهاب الدين ابن حجر العسقلاني، (ت: 852ه)، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، (ط1)، دار الكتب العلمية، بيروت: 1415ه- 1995م.

  4. تاريخ بغداد، أحمد بن علي الخطيب، (ت: 463ه)، تحقيق: بشار عواد معروف، (ط1)، دار الغرب الإسلامي، بيروت: 1422ه-2002م

  5. تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد، عبد الهادي بن محمد العجيلي، (ت: ق13ه)، تحقيق: حسن بن علي العواجي، (ط1)، أضواء السلف، الرياض1419ه – 1999م

  6. تقريب التهذيب، الحافظ شهاب الدين ابن حجر العسقلاني، (ت: 852ه)، تحقيق: محمد عوامة، (ط1)، دار الرشيد، سوريا: 1406ه.

  7. التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، الحافظ شهاب الدين ابن حجر العسقلاني، (ت: 852ه)، (ط1)، د.م. دار الكتب العلمية 1419ه – 1989م

  8. الجرح والتعديل، عبد الرحمن بن محمد التميمي أبي حاتم، (ت:327ه)، (ط1)، دار إحياء التراث العربي، بيروت: 1271ه- 1952م

  9. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، أحمد بن عبد الله الأصبهاني، (ت: 430ه)، (ط1)، دار السعادة، القاهرة، مصر: 1394ه-1974م.

  10. الحياة الآخرة ما بين البعث إلى دخول الجنة أو النار، د. غالب بن علي عواجي، (ت:1438ه)، (ط2)، المكتبة العصرية الذهبية، 1421ه-2000م.

  11. سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة، محمد ناصر الدين الألباني، (ت:1420ه)، (ط1)، دار المعارف، الرياض: 1412ه- 1992م).

  12. سنن أبي داود، أبو داود سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني، (ت: 275ه)، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، محمد كامل قره بللي، (ط1)، دار الرسالة العالمية، (1430ه-2009م).

  13. سنن الترمذي، محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك الترمذي، (ت: 279ه)، تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر وآخرون (ط2)، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، (مصر: 1395ه – 1975م).

  14. سنن الدارقطني، الدارقطني، علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي، (ت: 385ه)، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وآخرون، مؤسسة الرسالة، (ط1)، (بيروت، 1424ه – 2004م،

  15. السنن الكبرى، أبو بكر البيهقي- أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخراساني-، (ت: 485ه)، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، (ط3)، بيروت:1424ه – 2003م

  16. شرح رياض الصالحين، محمد بن صالح العثيمين، ت:1421ه، ط1426ه، دار الوطن للنشر، الرياض، د.ت.

  17. شعب الإيمان، أبو بكر البيهقي، ت:458ه، ط1، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، الرياض: ،1423ه.

  18. الصارم المنكي في الرد على السبكي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي، (ت:744ه)، تحقيق: عقيل بن محمد بن زيد اليماني، (ط1)، مؤسسة الريان، بيروت:1424ه- 2003م. 

  19. الصحاح في اللغة والعلوم، نديم مرعشلي، أسامة مرعشلي، د.ط، د.م،1431ه.

  20. صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة ابن بردزبه البخاري الجعفي، (ت:256ه)، تحقيق: جماعة من العلماء، (ط1)، د.م، دار طوق النجاة، (1422ه).

  21. صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، (٢٠٦ - ٢٦١ هـ)، صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية: فيصل عيسى البابي الحلبي – القاهرة، د.ت.

  22. صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان، محمد بشير بن محمد بدر الدين السهسواني الهندي، (ت:1326ه)، (ط3)، د.م.، د.ت. المطبعة السلفية.

  23. ضعيف الجامع الصغير وزياداته، محمد ناصر الدين الألباني، (ت:1420ه)، د.م، الطبعة: المجددة والمزيدة والمنقحة، المكتب الإسلامي، د.ت.

  24. العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، جمال الدين الجوزي، ت: 597، تحقيق إرشاد الحق الأثري، ط2، فيصل آباد، إدارة العلوم الأثرية،1401ه

  25. غاية المريد في شرح كتاب التوحيد، عبد الرحمن بن عبد العزيز العقل، ط3، (د.م، مطبعة معالم الهدى للنشر والتوزيع،1439ه.

  26. فتاوى الإمام النووي المُسماة بالمسائل المنثورة، يحيى بن شرف النووي، (ت: 676ه)، تحقيق: محمد الحجار، (ط6)، دار البشائر الإسلامية، بيروت: 1417ه-1996م

  27. الفتاوى الكبرى، احمد بن عبد الحليم الحنبلي ابن تيمية، (ت:728ه)، (ط1)، د.م.، دار الكتب العلمية، 1408ه- 1987م.

  28. فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد، عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، (ت:1285ه)، تحقيق: الوليد آل فريان، (ط8)، دار المؤيد، الرياض، (1423ه – 2002م).

  29. الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، محمد بن علي الشوكاني، ت:1250ه، تحقيق عبد الرحمن اليماني، د.ط، دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت،

  30. قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة، احمد بن عبد الحليم الحنبلي ابن تيمية، (ت:728ه)، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، (ط1)، رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء الرياض: 1420ه

  31. اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، جلال الدين السيوطي، ت911ه، تحقيق صلاح بن عويضة، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت ،1417ه.

  32. لسان الميزان، أبو الفضل العسقلاني، ت:852ه، تحقيق دائرة المعرف النظامية، ط2، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت،1390ه.

  33. لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المضية، شمس الدين الحنبلي، ت:1188ه، ط2، مؤسسة الخافقين ومكتبتها، دمشق،1402ه

  34. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، أبو الحسن نورالدين الهيثمي، ت:807ه، تحقيق حسام الدين القدسي، د.ط، مكتبة القدسي، القاهرة: ،1414ه.

  35. مجموع الفتاوى، احمد بن عبد الحليم الحنبلي ابن تيمية، (ت:728ه)، تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، د.ط.، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة المنورة: 1416ه- 1995م 

  36. مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن القيم، ابن قيم الجوزية، (ت: 751ه)، تحقيق: محمد المعتصم بالله البغدادي، (ط3)، دار الكتاب العربي، (بيروت: 1416ه – 1996م).

  37. مسند الإمام أحمد بن حنبل بن حنبل، أحمد، ت: 241، تحقيق شعيب الأرنؤوط وآخرون، ط1، د.م، مؤسسة الرسالة،1421.

  38. مشكاة المصابيح، ولي الدين التبريزي، ت:741ه، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، ط3، المكتب الإسلامي، بيروت،1985م

  39. المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد، عبد الرحمن بن حسن التميمي، ط1411ه (د.م، دار الهداية للطباعة والنشر والترجمة،1411ه)

  40. المعجم الأوسط، أبو القاسم الطبراني، ت360ه، تحقيق طارق بن عوض الله وعبد المحسن الحسيني، دار الحرمين، القاهرة، د.ت.

  41. المعجم الكبير، أبو القاسم الطبراني، ت:360ه، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، ط2، مكتبة ابن تيمية، القاهرة،1415ه.

  42. معجم مقاييس اللغة، أحمد بن فارس الرازي، ت:395ه، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، د.ط، د.م، دار الفكر،1399ه-1979م.

  43. الموضوعات، جمال الدين عبد الرحمن الجوزي، ت597ه، تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان، ط1، المكتبة السلفية المدينة المنورة ،1386ه.

  44. ميزان الاعتدال في نقد الرجال، شمس الدين أبو عبد الله الذهبي، ت:748ه، تحقيق على البجاوي، ط1، (دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت ،1382ه.

  45. النهاية في غريب الحديث والأثر، ابن الأثير مجد الدين أبو السعادات، ت 706ه، تحقيق طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي، د.ط، المكتبة العلمية، بيروت،1399 

 

الفهرس

العنوان

الصفحة

الملخص

28

Abstract

28

مقدمة

30

أهمية البحث

30

المبحث الأول: "الشفاعات التي وردت في أحاديث لم تثبت للنبي ﷺ والكلام عليها"

31

المطلب الأول: ماورد في شفاعته ﷺ فيمن زار قبره.

31

المطلب الثاني: ماورد في شفاعته ﷺ للأقرب فالأقرب منه

36

المطلب الثالث: ماورد في شفاعته ﷺ لأهل مدن بعينها

37

المطلب الرابع: ماورد في شفاعته ﷺ لأكثر مما على وجه الأرض من شجر ومدر.

37

المطلب الخامس: ماورد في شفاعته ﷺ لمن مات في أحد الحرمين.

38

المطلب السادس: ماورد في شفاعته ﷺ لمن تآخيا في الله.

38

المطلب السابع: ماورد في شفاعته ﷺ لمن قضى حوائج آل البيت.

39

المطلب الثامن: ماورد في شفاعته ﷺ لمن حفظ أربعين حديثاً.

40

المطلب التاسع: ماورد في شفاعته ﷺ لمن قضى حوائج الناس.

41

المبحث الثاني: مسألة طلب الشفاعة من الرسول ﷺ

43

طلب الشفاعة في حياته ﷺ

43

طلب الشفاعة من النبي ﷺ يوم القيامة

44

طلب الشفاعة من النبي ﷺ بعد وفاته

44

الخاتمة

46

النتائج

46

التوصيات

46

المراجع

47