جامعة أكاديميون العالمية AIU :: الحوار بين الأديان في ميزان الإسلام
تقاطعنا مع

تفاصيل البحث

 





الحوار بين الأديان في ميزان الإسلام


إعداد

أ.د. بسمة بنت أحمد جستنية











 

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد،

فقد احتدم الجدل حول جدوى حوار الأديان، والتطورات المستقبلية لحوار الحضارات، وتباينت الآراء، حيث يرى فريق أن ما أدى إليه التقدم التكنولوجي من زيادة الصراعات والقوة يقتضي البحث عن سبل تنقذ البشرية من هذا الخطر، وتخفف من حدة الصراع والخلاف، وتحقيق السلام. وأن الحوار هو من أهم السبل التي يمكن أن تساعد على تحقيق ذلك.

وذهب فريق آخر إلى أنها دعوى بدعية ضالة، حملت الخبث والمكر، تحمل مصدراً مروعاً مخيفاً، ولا يجوز الاستجابة لها بحال، بل لا بد من نبذها والحذر منها وعزلها عن ديار المسلمين.

ومع تباين تلك الآراء تتضح الحاجة إلى بحث هذه المسألة، وضرورة تحقيقها ودراستها، وتقويمها في ميزان الإسلام. لكل هذه الأسباب أحببت أن أكتب حول هذا الموضوع " الحوار بين الأديان في ميزان الإسلام "، وبيان المنهج الشرعي في الحوار مع المخالفين في الدين. وموازين وضوابط ذلك. 

ودراستي هذه تعد استكمالا لدراسات سابقة، تناولت الحديث عن الموضوع، إما باستفاضة واستطراد حسب طبيعة البحث، مثل كتاب: دعوة التقريب بين الأديان، للدكتور أحمد بن عبدالرحمن القاضي ،نال بها درجة الدكتوراة في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، عام1421هـ.وقد أفدت من موضوعاته ذات العلاقة في نفس الموضوع، ولا يخفى أنه من تاريخ تأليف الرسالة إلى وتاريخ كتابة هذا البحث ما يزيد عن أربعة عشر عاما، استجدت فيها على الساحة العالمية والإعلامية والحوارية من مراكز ومؤتمرات، استدعت تسليط الضوء عليها في ثنايا هذا البحث.

وكتاب آخر أفدت منه فيما يخص التأصيل العقدي لهذه المسألة، حوار الأديان، وهو كتاب: الحوار مع أهل الكتاب أسسه ومناهجه في الكتاب والسنة، لمؤلفه: خالد ابن عبد الله القاسم. رسالة ماجستير تقدم بها لكلية التربية جامعة الملك سعود مسار العقيدة، وقد تمت مناقشة الرسالة سنة 1412هـ. وفيه تحدث عن الأسس والمناهج الصحيحة للحوار مع أهل الكتاب، والتنبيه على ضرورة تحقيق الأهداف الشرعية من الحوار معهم، وواضح من موضوعه أنه دراسة تأصيلية لمنهج التعامل مع أهل الكتاب، بخلاف ما عناه موضوع بحثي من دراسة الحوار بين الأديان قديما وحديثا وأشهر مؤتمرات الحوار حتى تاريخ كتابة هذا البحث.

وقد حرصت على تقديم دراسة مركزة، تلم بجوانب الموضوع قدر الإمكان. 

وقد قسمت البحث إلى مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة على النحو الآتي: أما المقدمة فقد سبقت.

 وأما المباحث فالأول منها: حوار الأديان حقيقته وأصوله والمصطلحات المتقاربة.

المبحث الثاني: الحوار بين الأديان قديماً وحديثاً. وحوى:

أولاً: الحوار بين الأديان قديماً.

ثانياً: الحوار بين الأديان حديثاً.

المبحث الثالث: في المنهج الشرعي في الحوار بين الأديان.

ثم الخاتمة: وفيها أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث والتوصيات. وأتبعت ذلك بفهرس للمصادر المعتمدة في هذا البحث.

أسأل الله أن أكون قد وفقت. وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم 


 

المبحث الأول

حوار الأديان حقيقته وأصوله والمصطلحات المتقاربة

الحوار بين الأديان، والتعايش، وتقريب الأديان، ووحدة الأديان، وتوحيد الأديان مصطلحات ظهرت وانتشرت انتشاراً عالمياً في العصر الحاضر، واكتسبت معاني جديدة، وأهدافاً متعددة، مما يتطلب توضيحاً وبياناً لها.

أولاً: معنى الحوار: 

الحوار: أصله من الحور وهو الرجوع عن الشيء وإلى الشيء. والمحاورة: المجادلة. والتحاور التجاوب. وهم يتحاورون أي يتراجعون الكلام. وعلى هذا جاء استعماله في القرآن الكريم. قال الراغب في مفردات القرآن: " والمحاورة والحوار: المرادّة في الكلام. ومنه التحاور. قال تـعالى: ﴿والله يسمع تحاوركما [المجادلة1].

وفي الاصطلاح: الحوار يعني التباحث بين طرفين أو أكثر، ومراجعة الكلام بينهم بغرض التوصل إلى اتفاق وإبداء وجهة نظر. أو وصول إلى الحق للأخذ به وترك ما سواه.

وهو مصطلح جديد، كما يقول د. عبد العزيز التويجري:، فلم يعهـد تداوله في المواثيق والعهود الدولية، وهو ليس من ألفاظ القانون الدولي.

فالحوار كما يتضح من التعريف مصطلح يحوي مواداً متباينة.

فإذا قصد به الحوار الدعوي فهو يعني في المفهوم الإسلامي: الحوار مع أتباع الأديان الأخرى لبيان صحة هذا الدين، وبيان محاسن الإسلام.

   إن الحوار بين الأديان – بالمفهوم الإسلامي الذي سنوضحه – مطلبٌ شرعي لازم لتوضيح الصورة الصحيحة لعقائد الإسلام وآدابه وأحكامه، وهو وسيلة من وسائل دعوة أتباع الأديان إلى الإسلام، والدعوة إلى الله تعالى موجهةٌ لكل الناس، وإقناعهم بالحق هدف شرعي مطلوب.

 ثانياً: التقارب:

التقريب أو التقارب في اللغة: ضد التباعد. وتقارب الشيئان تدانيا. والتقرب: التدني إلى الشيء والتوصل إلى إنسان بقربة أو بحق. واقترب أو تقارب القوم: دنا بعضهم من بعض.

والتقارب حسي بالمكان ومعنوي بالمعاني من أخلاق وديانة. ولفظ "التقريب" أو " التقارب" يدل على مسألة نسبية هي " القرب " وهي تتفاوت في حقيقتها وتطبيقاتها لدى مختلف الأطراف، بل وفي نظرة كل طرف على حدة في فترة زمنية معينة ".

ثالثاً: الوحدة والتوحيد:

وحد الشيء جعله واحداً. وتوحيد النمط أو الشيء: الاقتصار على إنتاج نموذج واحد. واتحد الشيئان أو الأشياء: صارت شيئاً واحداً.

أما في الاصطلاح فإن:

وحدة الأديان تعني: "الاعتقاد بصحة جميع المعتقدات الدينيّة، وصواب جميع العبادات، وأنها طرق إلى غاية واحدة".

وتوحيد الأديان يقصد جملة من الأديان والملل في دين واحد مستمد منها جميعاً، بحيث ينخلع أتباع تلك الأديان منها به: "دمج وينخرطون في الدين الجديد".

والفرق بين وحدة الأديان وتوحيد الأديان كما هو واضح من المعنى اللغوي أن من قال بوحدة الأديان اعتقد بصحة جميع الاعتقادات الدينية، واعتقد أن أصحابها كلهم ناجون، وأن العبادات فيها تؤدي إلى غاية واحدة. أما توحيد الأديان فيعني دمج الأديان في دين واحد مستمد منها جميعاً، بحيث يترك كل صاحب دين دينه، ويؤمن بالدين الجديد الملفق.

رابعاً: التعايش:

التعايش: في اللغة مشتق من العيش، والعيش الحياة.

والتعايش في الاصطلاح يقصد به: العيش المتبادل مع الآخرين القائم على المسالمة والمهادنة.

وهو من المصطلحات الحديثة، التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، ويراد به حالة السلم التي تعيش فيها دول ذات أنظمة اجتماعية، وعقائد سياسية متباينة. لا سيما كتلة الدول الرأسمالية الغربية، وكتلة الدول الاشتراكية من دون نشوب الحروب بينها.

إن معنى التعايش السلمي ينصب على التفاهم، وليس على التعايش بين الطبقات، ومؤداه في الواقع قبول الوضع الراهن في العلاقات بين الدول، وإزالة حدة التوتر في العلاقات الدولية، والتعبير عن التعايش يكون بعبارات: التسامح، التقارب، التساكن، التكامل، التلاقي، التجانس.

تلك كانت أشهر المصطلحات المتقاربة مع معنى الحوار. 

ويطالعنا أيضاً مصطلح (حوار الحضارات)، أو حوار الثقافات. وهو مصطلح برز على الساحة الإعلامية والثقافية والسياسية، وهو وإن كان جديداً نسبياً، جاء الاهتمام به رداً على أطروحة (صموئيل هنتنجتون) "صدام الحضارات"، وما أثارته من جدل، حيث ادعى أنه لا يمكن أن يكون هناك لقاء بين الإسلام والغرب، فكانت الحوار بعد ذلك على الساحة رداً على قوله، بل هناك من دعا إلى أن يكون حوار الأديان حواراً للحضارات.

ومهما تعددت المصطلحات، فالذي يهمنا أنه قد شاع في العقود الأخيرة استعمال مصطلح (الحوار)، فحوار الأديان أو الحوار بين الأديان أو حوار الحضارات أصبح هو التعبير الشائع على الساحة الإعلامية الآن.

وربما استعمل مصطلح الحوار ليس فيما يرتبط بالأديان، بل يدخل فيه ما يكون بين الدول من مباحثات حول قضايا اجتماعية أو سياسية، كل هذا يدخل ضمن نطاق الحوار، بل حتى بين أفراد المجتمع الواحد، بل الأسرة الواحدة فيما تختلف فيه من وجهات النظر، أو ما يتصل بالأفكار وغيرهما.

والذي يعنينا في هذا المقام هو ما قام عليه هذا البحث، وهو الحوار بين الأديان بصورته التي نشهدها اليوم، وتاريخه في القديم والحديث، على ما سأعرض في المبحث التالي.

 

المبحث الثاني

الحوار بين الأديان قديماً وحديثاً

أولاَ: الحوار بين الأديان قديماً:

لم تظهر الدعوى إلى الحوار بين الأديان فجأة كما تنبت الكمأة. والمتتبع لآيات القرآن الكريم تظهر له أن المشركين حكى الله تعالى عنهم الدعوة إلى هذا التوجه مع المسلمين. قال تعالى: ﴿ودوا لو تدهن فيدهنون [القلم9].

وقد اختلف العلماء فيها: فقيل: لو ترخص فيرخصون. وقيل: لو تكفر فيكفرون. قال ابن جرير الطبري:" وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: ودّ هؤلاء المشركون يا محمد لو تلين لهم في دينك بإجابتك إياهم إلى الركون إلى آلهتهم فيلينون لك في عبادتك إلهك كما قال جل ثناءه ﴿وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً. إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً.

والحوار مع المخالفين قديم، بدأه النبي . فقد أرسل النبي إلى هرقل وجاء في رسالته: " من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم. سلام على من اتبع الهدى. أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام. أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين. ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران64].

واستقبل النبي وفد نصارى نجران. روى ابن إسحق قال: "وفد على رسول الله وفد نصارى نجران بالمدينة فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير قال لما قدم وفد نجران على رسول الله دخلوا عليه مسجده بعد صلاة العصر فحانت صلاتهم فقاموا يصلون في مسجده فأراد الناس منعهم فقال رسول الله دعوهم فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم ".وورد عنه عهد للنصارى بينهم وبين المسلمين.

وهنا يبرز جانب السماحة منه صلى الله عليه وسلم وجانب الرفق والتلطف مع المخالف ولو تأملنا هذا الفعل منه لوجدنا الدلالات الآتية: 

  1. ‌أنهم فعلوا وهم كفار، ويقولون بالتثليث ويعبدون الصليب ومع ذلك يأذن لهم بدخول المسجد النبوي الشريف.

  2. ‌قيامهم بتأدية صلاتهم في مسجده عليه الصلاة والسلام مع أنها تخالف صلاة المسلمين.

  3. استقبالهم للمشرق وهذا فيه مخالفة لقبلة المسلمين.

ولا شك أن فعله ذلك هو من التسامح الداعي إلى ترغيبهم في قبول الحق وتأليف القلوب.

وفي القصة أنهم عادوا إلى رسول الله ،فسلموا عليه فرد سلامهم، ثم سألهم وسألوه فلم تزل به وبهم المسألة حتى قالوا له: ما تقول في عيسى عليه السلام؟ فإنا نرجع إلى قومنا ونحن نصارى فيسرنا إن كنت نبياً أن نعلم ما تقول فيه؟ فقال رسول الله : "ما عندي فيه شيء يومي هذا فأقيموا حتى أخبركم بما يقال لي في عيسى عليه السلام"، فأصبح الغد وقد أنزل الله عز وجل: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ*الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ*فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ [آل عمران 59 – 61]، فأبوا أن يقروا بذلك، فلما أصبح رسول الله الغد بعدما أخبرهم الخبر أقبل مشتملاً على الحسن والحسين رضي الله عنهما في خميل له وفاطمة رضي الله عنها تمشي عند ظهره للمباهلة، وله يومئذ عدة نسوة، فقال شرحبيل لصاحبيه: يا عبد الله بن شرحبيل ويا جبار بن فيض قد علمتما أن الوادي إذا اجتمع أعلاه وأسفله لم يردوا ولم يصدروا إلا عن رأيي، وإني والله أرى أمراً ثقيلاً، إن كان هذا الرجل ملكاً متقوياً فكنا أول العرب طعن في عينه ورد عليه أمره لا يذهب لنا من صدره ولا من صدور قومه حتى يصيبونا بجائحة، وإنا أدنى العرب منهم جواراً، وإن كان هذا الرجل نبياً مرسلاً فلاعنَّاه فلا يبقى على وجه الأرض منا شعرة ولا ظفر إلا هلك! فقال له صاحباه: فما الرأي فقد وضعتك الأمور على ذراع فهات رأيك؟ فقال: رأيي أن أحكمه فإني أرى رجلاً لا يحكم شططاً أبداً. فقالا له: أنت وذاك. فلقي شرحبيل رسول الله فقال: إني قد رأيت خيراً من ملاعنتك، فقال: ((وما هو؟)) قال شرحبيل: حكمك اليوم إلى الليل وليلتك إلى الصباح، فمهما حكمت فينا فهو جائز. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعل وراءك أحداً يثرب1 عليك)) فقال له شرحبيل: سل صاحبيَّ، فسألهما فقالا: ما يرِد الوادي ولا يصدر إلا عن رأي شرحبيل. أيضاً يبرز هذا الجانب حينما طلب أحد قادة الوفد النجراني عدم المباهلة وقال لرسول الله : "إني رأيتُ خيراً من مُلاعنتك فقال: وما هو؟ قال شرحبيل وهو من أشرافهم: حُكمك اليوم إلى الليل وليلتك إلى الصباح فهما حكمت فينا، فهو جائز. فقال رسول الله : "لعلَّ وراءَك أحداً يثربُ عليك" فقال شرحبيل: سل صاحبي، فسألهما، فقالا: ما يَردُ الوادي، ولا يصدرُ: لا عن رأي شُرحبيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كافر" أو قال: "جاحد موفق".

   والشاهد هنا تنبيهه لهذا الرجل النصراني لأمر قد لا يقدر عليه وقد يجد فيه حرجاً من قومه أو قد يثّربوا عليه والحقيقة أن المتأمل لهذا المنهج الذي سار عليه الرسول ليجد قمة العدل والأمان والرحمة والشفقة مع المخالف.

فهذا نهج رسمه لنا نبينا محمد   ،الاستقبال والتعامل والتحاور، ومع ذلك فالكفار حسابهم على الله تعالى، ولهم علينا حق الدعوة إلى الإسلام والإيمان بنبيه محمد   ،فحدد الإسلام الجزية إذا تركوا على دينهم، وأجاز المعاهدات بيننا وبينهم، كل ذلك من تسامح الإسلام.

ولا شك أن حواره عليه الصلاة والسلام مع المخالفين له أهميته، بل إنه حدد الأصل الشرعي للحوار مع أهل الأديان، والذي نجمله مما سبق فيما يلي:

  • وسيلة، بل من أهم وسائل الدعوة إلى الله تعالى، وإظهار الحق وإحقاقه، وبيان الباطل وزيفه. وهو بهذا المفهوم ووفق هذا الأسس لهو نافذة من نوافذ الخير والنور. وبهذا المعنى وبهذا المفهوم كانت بداياته إلى أن تغير هذا المفهوم فيما بعد كما سيتضح، بعد العهد النبوي، والذي فيه أرسيت قواعد الإيمان، وتقررت أحكام أهل الكتاب والتعامل معهم، والتحذير من الانسياق وراء شعاراتهم وادعاءاتهم كما يقول المولى عزوجل: ﴿وَأَنِ ٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ وَٱحۡذَرۡهُمۡ أَن يَفۡتِنُوكَ عَنۢ بَعۡضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعۡضِ ذُنُوبِهِمۡۗ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَٰسِقُونَ [المائدة49].

  • مجادلة أهل الباطل، وإقامة البرهان على صدق الحق، والرد على الشبهات المانعة من قبوله. قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل125].

  • المباهلة: وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله في فقه قصة وفد نجران السابق ذكرها ومنها: " أن السنة في مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حجة الله، ولم يرجعوا، بل أصروا على العناد أن يدعوهم إلى المباهلة، وقد أمر الله سبحانه بذلك رسوله، ولم يقل: إن ذلك ليس لأمتك من بعدك". 

  • البراءة من الحوار. المفاصلة والبراءة بين المسلمين والكفار بكل أصنافهم ثابتة قبل الحوار، ولكن المراد بها هنا نوعاً خاصاً هو بمنــزلــة البيان الختــامي للحوار الذي يتولى ويعـرض فيه المحاور عن الحق كما قال تعالى: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران: 64]، ويقـول تعالى: ﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَــدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ الله وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة:137]. 

وبهذا يتبين أنه بعد الدعوة والبيان التام، وكشف الشبهة، وإقامة الحجة فإن المحاور يتحدد موقفه: إما الإسلام، وإما التولي، «وحينئذٍ فلابد من الحجة والإعلان والإشهاد بعد المحاورات والمفاوضات المنتهية بالتولي والإعراض: بأنَّا مسلمون، ومن سوانا ليسوا كذلك". 

 قد تبين مما ذكرنا من المنهج الشرعي للحوار مع أصحاب الأديان أنَّ الأساس في الحوار هو الدعوة وإقامة الأدلة على صحة دين الإسلام، ووجوب الانقياد له ونبذ الأديان المحرفة، وبيان ما في دينهم المحرف من الباطل بلغة علمية، ومنهجية سليمة، وهذه حقيقة شرعية واضحة لمن استقرأ نصوص الكتاب والسنة، وطالع أخبار الأنبياء وعرف طبيعة رسالتهم. وهو الذي يكون في حال إعراض المحاور وتوليه عن الحق. 

ثانياً: الحوار بين الأديان حديثاً: 

مر الحوار بين الأديان بمراحل في العصر الحديث، فمن دعوة إلى توحيد الأديان، لدى مؤسس المدرسة العصرانية الحديثة، (جمال الدين الأفغاني) ، إذ يقول: "… وعلى هذا لاح لي بارق أمل كبير أن يتحد أهل الأديان الثلاثة مثل ما اتحدت الأديان في جوهرها وأصلها وغايتها، وأن بهذا الاتحاد يكون البشر قد خطا نحو السلام خطوة كبيرة في هذه الحياة القصيرة ... وأخذت أضع لنظريتي هذه خططاً وأخط أسطراً وأحبر رسائل للدعوة". 

يقول توفيق الطويل: " سرت هذه الروح - يعني وحدة الأديان – بعد الشيخ محمد عبده حين اشتعلت في مصر الثورة سنة 1919م بقيادة صحبه وتلاميذه، وفي مقدمتهم سعد زغلول حتى اتحد الصليب والهلال، وخطب شيوخ الأزهر في الكنائس، واعتلى القس منابر الأزهر ". ومن النصارى الذين اعتلوا منابر الأزهر القمص سرجيوس، والقمص بولس بال.

كما ظهرت الدعوى إلى الحوار بين الأديان بهدف الوحدة والتقريب لدى الماسونية. وهي منظمة سرية يهودية، عالمية، يرجع بعض الكتاب تاريخ إنشائها إلى حقب بعيدة في التاريخ، ترفع شعارات إنسانية، وتخفي ملامح يهودية في ورمزها واصطلاحاتها، تهدف في آخر المطاف إلى سيطرة اليهود على العالم.

فالماسونيون يخدعون أتباعهم بوضع المصحف والإنجيل والتوراة بجواره، ليتقبلها جميع الأتباع، ويعلنون أن الماسونية تدعوا إلى الإيمان بالله إيماناً مطلقاً، لا يحده حد، ولا تشوبه شائبة، ويفترض على الواحد منهم حب الله والكنيسة والمسجد ويرفعون شعار الحرية والإخاء والمساواة.

وهم في حقيقة أمرهم يهود يسعون إلى هدم الأديان، وسوق الناس إلى مطامعهم وأغراضهم التي لا تنتهي إلى حد.

وبدأت فكرة حوار الأديان في الغرب في الظهور على الساحة العالمية في القرن الماضي وتحديدا في عام 1932م كانت فرنسا أول من نادى بها، عندما قامت بإرسال ممثلين إلى علماء الأزهر للتحاور معهم حول إمكانية توحيد الديانات الثلاث، الإسلام والنصرانية واليهودية.

واستمرت هذه الدعوة، فظهرت على ألسن كثير من المستشرقين في العصر الحاضر أمثال: ج. س قنواتي، ولويس غارديه، ومنهم أيضاً لويس ماسينيون، وهو من كبار المستشرقين، (ت1962)، وكان كاثوليكياً * فرنسياً، فقد دعا إلى وحدة الأديان، ولا شك أنه تأثر بدراسته لحسين الحلاج. المقتول بالزندقة سنة 309هـ، حيث كان من أكثر الناس عناية بدراسته، كما اعتنى بدراسة الشيعة، وكان له اهتمام خاص بالمذاهب الباطنية، والصوفية.

فدراسته أوصلته في النهاية إلى دعوى وحدة الأديان والإخاء بين الشعوب. واستمرت دعواته المستمرة لتوحيد الديانات السماوية الثلاث -حسب زعمه-، وتركيزه على فكرة التوحيد. ومن أقواله في ذلك:" إن نداء الإسلام هو استمرار للعقيدة الإبراهيمية ".

ويمثل الفيلسوف الروسي (فلا ديمير سولوفيوف) النصراني الأرثوذكسي نموذجاً آخر لنماذج الممهدين للوحدة بين الأديان. حاول اكتشاف الأسس التاريخية -حسب زعمه- الدينية البعيدة لإقامة وحدة روحية بين الديانات، المنحدرة حسب تعبيره من "الأرومة الإبراهيمية". 

وكذا (أليكسي جرافسكي) في كتابه: الاسلام والمسيحية من التنافس والتصادم إلى الحوار والتفاهم. ومنهم أيضاً وات مونتغمري، حيث يقول: " إننا نأمل أن نصل بعد مدة طويلة لا شك إلى تحقيق دين واحد للعالم بأسره، يتضمن في نطاقه اختلافات مشروعة شرعية المذاهب الأربعة…".

وقد ظهرت هذه الدعوى جادة واضحة بعد المجمع الفاتيكاني الثاني، الذي انعقد في روما سنة 1962-1965م. وتمخص عن قرارات كان لها أثر كبير على المسلك الذي سلكه النصارى مع الإسلام أو الأديان الأخرى.

جاء في أول دساتير المجمع (الكنيسة: دستور عقائدي) فقرة 16: ".. بيد أن تدبير الخلاص يشمل أيضاً أولئك الذين يؤمنون بالخالق، وأولهم المسلمون الذين يعلنون أنهم على إيمان إبراهيم، ويعبدون معنا الله الواحد الرحمن الرحيم، الذي يدين الناس في اليوم الآخر ". وهذا النص " يسجل تغيراً جذرياً في موقف الكنيسة الكاثوليكية بالنسبة إلى سائر الأديان. وهو تغير لا رجوع ممكن عنه. وهو ملزم بما للمجمع المسكوني من سلطة ".

وبهذا المجمع الفاتيكاني الثاني فتح الباب على مصراعيه، لانعقاد مئات المؤتمرات والندوات في سبيل التقارب بين الأديان، وتبعه على ذلك مجلس الكنائس العالمي.

ومن أهم قرارات ذلك المجمع المتعلقة بموضوعنا قرارين مهمين:

أولها: إقرار الحريات الدينية للناس، وأن أي شكل من أشكال الإكراه والضغط يعتبر مخالفاً لطبيعة رسالة المسيح.

ثانيها: الاعتراف للمسلمين بأنهم يعبدون الله الأحد الحي القيوم، وأنهم يسلمون أنفسهم لله، وأنهم يقرون بالبعث والجزاء، " ونتمنى للنصارى والمسلمين أن يتناسوا الماضي، وأن يعملوا باجتهاد صادق سبيلاً للتفاهم فيما بينهم، وأن يتماسكوا من أجل جميع الناس على حماية وتعزيز العدالة الاجتماعية، والقيم الأدبية، والسلام والحرية ".

هذه القرارات كان لها دور كبير في تغيير خطة الكنيسة وتكتيكها في الدعوة إلى التنصير، خاصة بين المسلمين، فكان من خطتها أن تسعى إلى التنصير من خلال الدعوة إلى هذه المعاني والمصطلحات.

ثم دعا البابا يوحنا بولس رئيس المجمع الفاتيكاني الثاني إلى صلاة مشتركة في قرية أسيس الإيطالية في 27/10/1986م حضرها عدد من المسلمين، وجعلوا ذلك اليوم وهو 27أكتوبر عيداً لكل الأديان، وأول يناير، وهو السنة الميلادية يوم التآخي.

ومن الكنيسة الكاثوليكية إلى مجلس الكنائس العالمي، والذي يمثل الطوائف النصرانية غير الكاثوليكية، وتنطوي تحته جميع الكنائس البروتستانتية والأنجليكانيةوالأرثوذكسية.

تأسس هذا المجلس عام 1947م، وقد شكل عام 1955م مشروعاً دراسياً بعنوان " كلمة الله والأديان الحية للبشر "، وكانت حصيلة الدعوة إلى الانفتاح والحوار مع الإسلام. وتمخض عن جهود المجلس مؤتمر " كارتيني " عام 1969م، الذي رأى ضرورة الحوار وتعزيز التفاهم. وقد كان للمجلس نشاطاته في تفعيل قضية الحوار على مستويات عالمية وإقليمية.

ومما هو معلوم أن قوام الحركة البروتستانتية والكنائس المتأثرة بها هو العمل التبشيري، وبعبارة أصح التنصير. وهـو ما يتعارض مع مفهوم الحوار والتقارب    ولذلك فالملحوظ أن المجلس يستفرغ وسعه في السعي لاستغلال الحـوار للتنصير.

وتتابعت اللقاءات والمؤتمرات والندوات بين المسلمين والنصارى.

ومن الجمعيات التي تأسست لتحقيق هذه الدعوى " جمعية المؤمنون المتـحدون "، وتنعت نفسها بأنها الجماعة العالمية للمؤمنين بالله.

ومن تصورات تلك الجمعية أن الأديان لها مستوى واحد، ومنها اليهودية والنصرانية والإسلام والبوذية والماسونية والمؤمنون الأحرار بإله واحد. ويضعون صلاة مشتركة يمارسها كل المؤمنين، اسموها صلاة روح القدس وكذلك نشيد يردده الجميع اسموه " نشيد الإله الواحد رب وأب "

كما تأسس نادٍ يسمى " نادي الشباب المتدينين "، ومقره نيويورك. وهم يخاطبون الشباب بدعوى عالم يسوده السلام، ومن أجل تآلف الأديان.

ومن المهم الإشارة إلى مجموعة من المراكز العلمية في البلدان العربية، مثل: جامعة القديس يوسف الكاثوليكية في بيروت، المعهد الدومينيكاني للدراسات الشرقية في القاهرة، معهد دراسات الآباء البيض في تونس، وهي جمعية من الكهنة الكاثوليك أسسها الكاردينال لافيجري أسقف الجزائر. 

وهذه المراكز اليوم مراكز علمية ضخمة ليست للاستشراق فقط، ولكنها محاضن رئيسية للحوار الإسلامي المسيحي.

    ومن المهم بمكان الإشارة إلى أحد المراكز في هذا المجال وهو: مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، افتتح في شهر مايو 2007 كثمرة لتوصيات مؤتمر الدوحة لحوار الأديان. وتم افتتاحه رسمياً في 14 مايو 2008 ويعتبر الدور الرئيسي للمركز هو نشر ثقافة الحوار وقبول الآخر والتعايش السلمي بين أتباع الديانات.

ومنذ إنشاء المركز عقدت العديد من المؤتمرات السنوية الدائمة له للحوار، وأشهرها: 

  • مؤتمر الدوحة السابع لحوار الأديان الثلاثاء 20 أكتوبر 2009 تحت شعار "التضامن والتكافل الإنساني"

  • مؤتمر الدوحة الثامن لحوار الأديان (دور الأديان في تنشئة الأجيال).19-21 أكتوبر 2010م.

  • مؤتمر الدوحة التاسع لحوار الأديان 24 أكتوبر 2011م.

  • مؤتمر الدوحة الدولي العاشر لحوار الاديان 2013م. " تجارب ناجحة في حوار الأديان.

  وقد أثار هذا المؤتمر وسابقه جدلا واسعا، بسبب مقاطعة العديد من العلماء له ورفض حضوره لما رأوا فيها من مخالفات، خالفت الهدف الذي كانت من أجله كما صرحوا.

وتوالت مؤتمرات الحوار بين الأديان، وأشهرها مؤخرا:

  • المؤتمر الأول لحوار الأديان في شرق أوروبا في ابريل من العام 2012 في البوسنة بالتعاون مع جامعة سراييفووهو مؤتمر دعيت له كل دول شرق أوروبا، لمد جسور التواصل بين مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ودول البلقان وشرق أوروبا.

  • المؤتمر الرابع لزعماء الأديان العالمية، في كازاخستان وهدف المؤتمر تعزيز الحوار النشط بين الأديان، وإيجاد فرص للتعاون في مكافحة التطرف والنازية والعنف في أشكالها كافة.

ولعل من أكثر ما سجله تاريخ القرن العشرين على مستوى الحوارات الجماعية بين المسلمين والنصارى، هي مؤتمرات الحوار الإسلامي المسيحي.

والمقصود بالمؤتمرات أو الندوات أو الملتقيات، هي تلك اللقاءات التي جرت بين المسلمين والنصارى لبحث قضية أو عدة قضايا للدراسة والحوار، والجهة المنظمة لهذه اللقاءات إما حكومات، أو دول، أو وزارات تابعة لها، أو تجمعات دينية كالمؤسسات والهيئات والمجالس التي ترعى القضايا الدينية، مثل الفاتيكان للنصارى، أو جمعيات الدعوة الإسلامية للمسلمين.

وقد بلغ عدد المؤتمرات والندوات -بالاستقراء والتتبع على الساحة الإعلامية- التي عقدت من تاريخ أولها، وهو (مؤتمر تاريخ الأديان الدولي عام 1935م في بروكسل -بلجيكا، وحتى وقتنا الحاضر أكثر من ثلاثمائة مؤتمراً.

معظم تلك المؤتمرات إن لم يكن جميعها قامت بمبادرات من الجهات المنشئة لها، والسابق ذكرها. ويستثنى من تلك المبادرات، مادعت إليه حكومة خادم الحرمين الشريفين في المملكة، قبل تأسيس مركز الملك عبد الله للحوار العالمي.

مركز الملك عبد الله للحوار العالمي:

يُعد مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات تتويجا لجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – في نشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي بين البشرية كافة ومبادرته – أيده الله – التاريخية بالدعوة للحوار بين أصحاب الديانات السماوية والثقافات الإنسانية. وتلا تلك المبادرة من رعايته المتكررة لمؤتمرات الحوار ومنها المؤتمرات الثلاثة للحوار:

  • أولها المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار بين أتباع الأديان المنعقد في مكة المكرمة في شهر يونيو سنة 2008.

  • ثانيها المؤتمر العالمي للحوار المنعقد في مدريد في شهر يوليو سنة 2008.

  • ثالثها الاجتماع رفيع المستوى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات المنعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك خلال شهر نوفمبر سنة 2008م وكانت نتائج تلك الجهود تأسيس المركز ومقره العاصمة النمساوية فيينا.

وجاء إنشاء مركز الملك عبدالله العالمي لحوار أتباع الأديان والثقافات بفيينا في شهر أكتوبر 2011م الذي تم افتتاحه بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ومعالي نائب رئيس وزراء جمهورية النمسا وزير الخارجية ميخائيل شيبندل ايغير ومعالي وزير خارجية مملكة إسبانيا خوسيه مانويل جارثيا مارجاللو وأعضاء مجلس إدارة المركز بمبنى شتورني التاريخي بفيينا تجسيداً لهذه الصيغة، وثمرة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين مما يجعلها وسيلة لتعميم الحوار الحقيقي على شتى المستويات بين المنتمين إلى الثقافات والحضارات الإنسانية ذات التنوع الخلاق.

وقد عقد المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار فور انطلاق مبادرة الملك عبدالله للحوار بحضور عدد من كبار علماء الأمة ومفكريها ومثقفيها عام 1429هـ والذي نتج عنه إشاعة ثقافة الحوار من خلال عقد ندوات ومؤتمرات في أنحاء العالم وتكوين فريق عمل يدرس عوائق الحوار ويعمل لإزالتها حيث أكد خادم الحرمين الشريفين من خلال كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر بأننا صوت تعايش وحوار عاقل وعادل وصوت حكمة وموعظة وجدال بالتي هي أحسن موضحا أن الرسالات الإلهية دعت جميعها إلى خير الإنسان والحفاظ على كرامته وإلى تعزيز قيم الأخلاق والصدق ، مشيرًا – أيده الله – إلى أننا ننطلق في حوارنا مع الآخر بثقة نستمدها من إيماننا بالله ثم بعلم نأخذه من سماحة ديننا.

ما سبق كان عرضاً لتاريخ الحوار بين الأديان قديما وحديثا، والدواعي له في القديم والحديث.

ولا شك أن الوقوف على نوعية الحوار القائم، هو الذي يحدد منهج الإسلام في التعامل مع المخالفين، وما يتضمنه الحوار من أهداف وخصائص، على ما سيتضح في المبحث التالي، في بيان المنهج الشرعي في حوار الأديان.

المبحث الثالث

المنهج الشرعي في الحوار بين الأديان

يتمثل المنهج الشرعي المستنبط من كتاب الله تعالى، وهدي النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في الحوار بين الأديان، بالنظر إلى الهدف من الحوار، وبيانه فيما يأتي:

  أولاً-الأهداف المشروعة للحوار:

 1-الحوار لأجل الدعوة إلى الدين الحق  : هذا هو الهدف العام الذي شرعه الله لنا ،وهو الدعوة لهذا الدين، والدفاع عنه وبيانه للناس ، وبيان محاسن الإسلام وفضائله ، وهذا أسمى الأهداف وأجلها ، وهو ما دعت إليه الرسل جميعها ، كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم في آيات عديدة ، منها : ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ أَفَلَا تَتَّقُونَ [المؤمنون23]، ﴿وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ۖ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ  [العنكبوت16] إلى غير ذلك من الآيات .

وقد أمر الله نبيه محمداً بحوار أهل الكتاب لهذا الهدف العظيم. قال تعالى: ﴿قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون [آل عمران64].

وحوارات النبي مع المخالفين كلها تدل على هذا الهدف السامي. روى ابن هشام في السيرة أنه لما سمع بعض نصارى الحبشة بمبعث النبي   قدموا إلى مكة – وكان ذلك قبل الهجرة، وكانوا عشرين رجلاً، فأتوا النبي فوجدوه عند البيت الحرام فجلسوا إليه وكلموه، فلما فرغوا من مسألة رسول الله   عما أرادوا، دعاهم رسول الله إلى الله عز وجل، وتلا عليهم القرآن، فلما سمعوا القرآن، فاضت أعينهم من الدمع، ثم استجابوا لله وآمنوا به وعرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره ".

وكذا ما كان من حوار الصحابة رضوان الله عليهم مع النجاشي ملك الحبشة، وإسلام النجاشي حين قرأ جعفر بن أبي طالب صدراً من سورة مريم، ومات على الإسلام سنة تسع، وصلى عليه النبي   صلاة الغائب. والأمثلة كثيرة.

2- بيان ما هم عليه من الباطل: من أهداف الحوار أيضاً، سواء بإثبات تحريفهم لكتبهم، أو انحرافهم وإشراكهم بالله تعالى، لإقامة الحجة عليهم، وإظهار باطلهم للمؤمنين ليحذروه.

وقد حاج النبي   نصارى نجران ويهود المدينة، وأظهر باطلهم، بل ودعا نصارى نجران إلى المباهلة، فامتنعوا خوفاً من عذاب الله، وأظهر الله كذب ما يدعون في عيسى عليه السلام.

وكتب مؤلفات علماء المسلمين مليئة بالحوارات مع أهل الكتاب وغيرهم، وإظهار ما هم عليه من باطل وزيف.

3 - الرد على شبهاتهم وطعنهم في الإسلام: فمن خلال الحوار يكون زيادة في تثبيت المؤمنين على ما هم عليه من الحق، وفضح طرق المخالفين في صرف المسلمين عن دينهم. تلك أهم الأهداف التي شرع من أجلها الحوار.

4- الحوار لأجل التعايش:

   إن المفهوم العام للتعايش لا يزيد على حسن المعاملة، والعيش بسلام بين كافة المجتمعات، مع اختلافها الديني والفكري والثقافي. والحوار القائم على التعايش بهذه الصورة بين أتباع الديانات لا يرفضه الإسلام، بل يحقق معنى البر والإحسان الوارد في قوله تعالى: ﴿لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة: ٨]

ثانياً-الأهداف غير المشروعة للحوار:

كما أن هناك أهداف مشروعة للحوار، فهناك أهداف غير مشروعة، ولا يجوز للمسلم الانخراط فيها، وإن كان الحوار يؤدي إلى أي منها، فقد ابتعد بذلك الحوار عن هدفه المشروع الذي شرعه الله تعالى. ومن تلك الأهداف: 

1-موالاة الكفار ومودتهم. والله تعالى يقول: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة51]. ويقول أيضاً: ﴿تَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ  وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ، وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [المائدة،80- 81].

2-الحوار للتقارب

من الأهداف غير المشروعة () الحوار مع المخالفين لأجل التقارب معهم، بالتنازل عن شيء من الدين، أو أخذ شيء من دينهم. ومن مسلك التقارب أيضاً مشاركتهم فيما هم فيه من العبادات، أو إقرارهم على دينهم وتصحيحه لهم أو مدحه أو مساواته بالإسلام.

فالحوار لأجل التقارب يختلف بحسب نوع القرب، وهو بالمفهوم السابق مخالف لمنهج النبي في الحوار مع أهل الكتاب.

3-الحوار لوحدة أو توحيد الأديان:

من الأهداف غير المشروعة في الحوار مع المخالفين، الحوار معهم لنشر الأديان السماوية الثلاثة حسب زعمهم، وإنشاء المعاهد والمراكز من أجل خدمة هذا الهدف.

أو حوار توحيد بدمج جملة من الأديان والملل في دين واحد مستمد منها جميعاً، بحيث ينخلع أتباع تلك الأديان منها وينخرطون في الدين الملفق الجديد" .

هذه الأهداف التي ترتبط بالمحاور المسلم، وشروط التحاور مع المخالف، لابد أن تكون حاضرة في جميع حوارات الأديان القائمة على الساحة الآن، مع استحضار ما أشار إليه النص القرآني عن أهل الكتاب أنفسهم. 

وأذكر باختصار أقوال بعض العلماء، وفتاوى اللجنة الدائمة حول الدعوة إلى النظرية الثلاثية ووحدة الأديان:

يقول الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله في كتابه (الإبطال لنظرية الخلط بين الإسلام وغيره من الأديان):

"… هي أكبر مكيدة عرفت لمواجهة الإسلام والمسلمين، اجتمعت عليها كلمة اليهود والنصارى بجامع علتهم المشتركة بغض الإسلام والمسلمين. فهي في حكم الإسلام دعوة بدعية ضالة كفرية ، خطة مأثم لهم، ودعوة لهم إلى ردة شاملة عن الإسلام ، لأنها تصطدم مع بديهيات الاعتقاد … يجب نبذها ومنابذتها والحذر منها والتحذير من عواقبها … والتنفير منها ، وإظهار الرفض لها ، وطردها عن ديار المسلمين … فهي تستهدف الإسلام والمسلمين في : إيجاد مرحلة التشويش على الإسـلام ، والبلبلة في المسلمين ، … قصر المـد الإسلامي واحتوائه ،… كف أقـلام المسلمين وألسنتهم عن تكفير اليهود والنصارى وغيرهم …وتستهدف هدم قاعدة الإسلام وأصله " الولاء والبراء " ، وتستهدف صياغة الفكر بروح العداء للدين في ثوب وحدة الأديان ، وتفسيخ العالم الإسلامي من ديانته … وترمي إلى تمهيد السبيل للتبشير بالتنصير … إنها دخول معركة جديدة مع عباد الصليب ،ومع أشد الناس عداوة للذين آمنوا ، فالأمر جد وما هو بالهزل ".

وقد كتب الدكتور "رفيع أوّونْلا بصيري إلا جيبوي" - أستاذ العقيدة المساعد بقسم الشريعة والقضاء في الجامعة الإسلامية للعلوم والتقنية بيشاور – طبعة جيبية بعنوان (تصحيح مفهوم الحوار بين الأديان تبيين الغاية من حوار المسلم مع غير المسلمين). فيها الكثير من التأصيل لمبادئ الإسلام الثابتة حول هذه القضية، وقد ألمحت إلى بعض منها في الأسطر السابقة.

-لا بد في الحوار بين الأديان من تحقيق أمرين:

أولاً: المرجعيات الدينية الصحيحة.

ثانياً: نوعية الأشخاص المكلفين بالدخول مع الآخر في جدال أو نقاش، حيث يجب أن يكون مشهوداً لهم بالعلم بكتابه وسنة رسوله بالصلاح والتقوى أولاً، والاعتزاز بالإسلام ثانياً فضلاً عن الكفاءة العلمية.



 

الخــاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وبعد فبعد عرض قضية الحوار بين الأديان، وعرضها في ميزان الإسلام، فإني ألخص نتائج البحث في النقاط التالية: 

  • إن الحوار بين الأديان – بالمفهوم الإسلامي– مطلبٌ شرعي لازم لتوضيح الصورة الصحيحة لعقائد الإسلام وآدابه وأحكامه، وهو وسيلة من وسائل دعوة أتباع الأديان إلى الإسلام، والدعوة إلى الله تعالى موجهةٌ لكل الناس، وإقناعهم بالحق هدف شرعي مطلوب.

  • للحوار مع المخالفين أهداف مشروعة حددها الإسلام بضوابط وشروط لا يتنازل فيها المسلم عن أي مبدأ من مبادئه وعقيدته الثابتة الراسخة.

  • الحوار مع المخالفين قديم، بدأه النبي . فقد أرسل النبي   الرسل إلى الملوك، واستقبل الوفود، وهو نهج رسمه لنا نبينا محمد في التعامل والتحاور، ومع ذلك فالكفار حسابهم على الله تعالى، ولهم علينا حق الدعوة إلى الإسلام والإيمان بنبيه محمد   ،فحدد الإسلام الجزية إذا تركوا على دينهم، وأجاز المعاهدات بيننا وبينهم، كل ذلك من تسامح الإسلام.

  • مر الحوار بين الأديان بمراحل في العصر الحديث، فمن دعوة إلى توحيد الأديان، إلى الحوار بين الأديان بهدف الوحدة والتقريب لدى الماسونية، وفي الغرب وتحديدا في عام 1932م كانت فرنسا أول من نادى بها، عندما قامت بإرسال ممثلين إلى علماء الأزهر للتحاور معهم حول إمكانية توحيد الديانات الثلاث، الإسلام والنصرانية واليهودية.

  • يمثل مركز الملك عبد الله مركز الملك عبد الله للحوار العالمي بين الأديان، في رأيي أنموذجا، يمكن من خلاله إظهار المفهوم الصحيح والمنهج الشرعي لحوار الأديان، وإبطال المفاهيم الباطلة في هذا الصدد. 

  • يتمثل المنهج الشرعي المستنبط من كتاب الله تعالى، وهدي النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في الحوار بين الأديان، بالنظر إلى الهدف من الحوار، فهناك أهداف مشروعة يشرع الحوار لتحقيقها.

  • الحوار لأجل الدعوة إلى الدين الحق، ورد الشبهات وتصحيح المفاهيم المغلوطة، كلها أهداف مشروعة ومطلوبة للحوار.

  • إن المفهوم العام للتعايش لا يزيد على حسن المعاملة، والعيش بسلام بين كافة المجتمعات، مع اختلافها الديني والفكري والثقافي. والحوار القائم على التعايش بهذه الصورة بين أتباع الديانات لا يرفضه الإسلام.

  • كما أن هناك أهداف مشروعة للحوار، فهناك أهداف غير مشروعة، ولا يجوز للمسلم الانخراط فيها، وإن كان الحوار يؤدي إلى أي منها، فقد ابتعد بذلك الحوار عن هدفه المشروع الذي شرعه الله تعالى.

  • لا يجوز لمسلم أن يتنازل عن شيء من عقيدته ليقرب الهوة الفاصلة بينه وبين النصارى، لأن الدين هو دين الله الذي أنزله، والأمر جاءنا بالتزام الدين كله، وعدم اطراح شيء منه البتة.

  • يجب أن يعلم المسلمون جيداً ما الفرق بين الحوار والتسامح الديني وبين التقريب والوحدة، فالتسامح لا يعني الهزيمة النفسية المطلوبة تجاه الكفار، إنما هو النصح لهم بالانقياد لله وحده.

  • الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى من أجلها أرسلت الرسل، وبيان الإسلام ومحاسنه وشرائعه، ولأمة الإسلامية صاحبة رسالة، رائدة في الحوار بأهدافه المشروعة، وهو الذي دل عليه قوله تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [آل عمران110].

لكل ما سبق فإني أوصي بما يلي:

  • الاهتمام بالطلاب المبتعثين، لنشر ثقافة الحوار مع المخالف لديهم، لنشر الصورة الصحيحة للإسلام، والعناية الكاملة بالطلاب الوافدين وإعدادهم إعداداً سليماً ليؤدوا رسالتهم على خير وجه عند عودتهم إلى بلادهم.

  • التوسع في إنشاء قاعدة بيانات على الشبكة العالمية الانترنت عن الحوار وإظهار ثقافة التسامح الديني، بجميع اللغات فبرنامج أو برنامجين لا يكفي، بل لا بد من تكاتف الجهود، لتقوية الموجود على الساحة الآن واستحداث جديد يدعم. 

  • الإعلان في محركات البحث المشهورة عن بعض الكتب أو المحاضرات التي تتحدث عن التأصيل الإسلامي لثقافة الحوار مع المخالف.

  • الاهتمام بسفارات الدول الإسلامية، وغيرها، والرفع ببرامج توعوية مقننة لهم، يباشرها أهل الاختصاص، والتعريف بدين الإسلام، وقواعد وآداب الحوار.

  • العمل على إعداد أعمال موسوعية أكاديمية غنية في سيرة النبي ،وحواره مع أتباع الديانات المختلفة، تصلح كأعمال مرجعية وترجمتها إلى اللغات العالمية.

  • الاهتمام بنشر ما ذكره المنصفون من غير المسلمين بشأن سماحة الإسلام في الحوار مع أتباع الديانات. وهذه أؤكد عليها بقوة، فلا زالت الجهود تحتاج إلى مزيد في هذا الجانب.

 وأخيراً وليس آخرا فكل واحد منا على ثغر من ثغور الإسلام في خدمة دينه وعقيدته وسنة رسوله ، كل حسب مكانه ومسؤوليته. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.  وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

قائـمة المصــادر

  1. احذروا الأساليب الحديثة في مواجهة الإسلام - د. سعد الدين صالح. الزقازين - دار الأرقم - ط2 - 1413هـ.

  2. أحكام أهل الذمة. ابن القيم. تحقيق صبحي الصالح. ط4. بيروت. دار العلم-1994م.

  3. إخوان الصفا - مصطفى غالب. بدون تاريخ.

  4. أسرار الماسونية. الجنرال رفعت أتلخان. ليبيا. دار التراث.

  5. إسلام آخر زمن. منذر الأسعد - الرياض - مكتبة العبيكان - ط2 - 1418هـ.

  6. أسلوب المحاورة في القرآن الكريم. عبد الحليم حنفي. القاهرة. مطبعة السنة المحمدية-1977م.

  7. إظهار الحق. رحمة الله الهندي. تحقيق محمد أحمد ملكاوي – الرياض – الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية - ط1 - 1410هـ.

  8. الإبطال لنظرية الخلط بين الإسلام وغيره من الأديان. د. بكر بن عبد الله أبو زيد. الرياض - دار العاصمة - ط1 - 1417هـ.

  9. الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر - د. محمد محمد حسين - بيروت - مؤسسة الرسالة - ط4 - 1400هـ.

  10. الإسلام الحي - روجيه جارودي - ترجمة دلال بواب ضاهر - د. محمد كامل ضاهر - بيروت - دار البيروني - ط1 -1995م.

  11. الإسلام في الألفية الثالثة - د. مراد هوفمان - القاهرة - مكتبة الشروق. تعريب: عادل المعلم - يس إبراهيم. ط1 - 1421هـ.

  12. الإسلام في تصورات الغرب - د. محمود حمدي زقزوق - القاهرة مكتبة وهبة - ط1 -1407هـ.

  13. الإسلام كبديل - د. مراد هوفمان - تعريب: عادل المعلم - القاهرة - دار الشروق - ط1 - 1418هـ. 

  14. الإسلام والأديان ضوابط التقريب بين البشر ومحاذير التقريب في العقيدة. د. محمد عوض. القاهرة. دار البشير. 

  15. الإسلام والتيارات المعاصرة. عبد المعطي بيومي. بدون بيانات نشر.

  16. الإسلام والحضارة الغربية. محمح محمد حسين. الكويت. مؤسسة الرسالة.1985.

  17. الإسلام والغرب - برنارد لويس - بيروت - دار الرشيد - ط1 - 1414هـ.

  18. الإسلام والغرب والديمقراطية - قراءة وتعليقات على مقالتي صدام الحضارات والإسلام والغرب - جودت سعيد - عبد الواحد علواني. بيروت - دار الفكر - ط1 - 1417هـ.

  19. الإسلام والمسيحية من التنافس والتصادم إلى الحوار والتفاهم - أليكسي جورافسكي - ترجمة د/ خلف محمد الجراد - بيروت - دار الفكر - ط2 -1421هـ.

  20. الأعلام. خير الدين الزركلي. ط8. بيروت. دار العلم للملايين.

  21. البهائية تاريخها وعقائدها. عبد الرحمن الوكيل. دار المدني. جدة-1973.

  22. البيانات المسيحية الإسلامية المشتركة. نصوص مختارة - جوليت حداد. جامعة القديس يوسف - بيروت - معهد الدراسات الإسلامية المسيحية- بيروت - دار المشرق - ط1 - 1995م.

  23. التراث والتجديد - حسن حنفي. القاهرة.

  24. التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي. إعداد: دون ماكري - نشر دار مارك - ط1 - 1978م. 

  25. الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح - ابن تيمية - تحقيق د. علي بن حسن ناصر وآخرون - الرياض. دار العاصمة - ط1- 1414هـ.

  26. الحركات الباطنية في العالم الإسلامي. د. محمد أحمد الخطيب. مكتبة الأقصى. عمان.1406هـ.

  27. الحوار الإسلامي المسيحي. المبادئ التاريخ الموضوعات الأهداف. بسام داود عجك. دار قتيبة. ط1-1418هـ

  28. الحوار بين الأديان. وليم سليمان. الهيئة المصرية العامة للكتاب-1976م.

  29. الحوار لغة القرآن الكريم والسنة المطهرة. إبراهيم أحمد الوقفي. ط1. بيروت. دار الفكر العربي-1414هـ.

  30. الحوار مع أهل الكتاب أسسه ومناهجه من الكتاب والسنة - خالد بن عبد الله القاسم - الرياض - دار المسلم - ط1 - 1414هـ.

  31. الحوار والتفاعل الحضاري من منظور إسلامي - المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - ايسيسكو - ط1 1417هـ.

  32. الخلفية التاريخية لمحاكمة روجيه جارودي - د. صالح زهر الدين - المركز العربي للأبحاث والتوثيق. بيروت - ط1 - 1998م.

  33. الدعاة والدعوة الإسلامية المعاصرة المنطلقة من مساجد دمشق. إعداد محمد حسن الحمصي. دمشق. دار الرشيد. ط1-1411هـ.

  34. الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل. أبو حامد الغزالي. تحقيق محمد الشرقاوي. ط3. بيروت، دار الجيل-1410هـ.

  35. الرد على المنطقيين. ابن تيمية - لاهور - إدارة ترجمان السنة - ط2 - 1402هـ.

  36. السر المصون في شيعة الفرمسون. لويس شيخو. بيروت. دار الرائد.

  37. السيرة النبوية - ابن هشام - تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد - الرياض - نشر إدارات البحوث العلمية والإفتاء.

  38. الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي - د. يوسف القرضاوي - بيروت - مؤسسة الرسالة ط3 -1418هـ.

  39. الضربات التي وجهت للانقضاض على الأمة الإسلامية. دمشق - دار القلم - ط1 - 1418هـ.

  40. العصرانية في حياتنا الاجتماعية. د. عبد الرحمن الزنيدي. الرياض – دار المسلم - ط1 - 1415هـ.

  41. العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب. محمد حامد الناصر. الرياض - مكتبة الكوثر - ط2 - 1422هـ.

  42. الغارة على التراث الإسلامي - جمال سلطان. بدون بيانات.

  43. الغارة على العالم الإسلامي - شاتيليه. بدون بيانات.

  44. الفاتيكان والإسلام - د. زينب عبد العزيز - القدس للنشر والإعلان - القاهرة - ط2 1421هـ.

  45. الفرق بين النصيحة والتعيير. ابن رجب الحنبلي. ط1. دار عمار.1406هـ.

  46. الفكر الإسلامي في الرد على النصارى - عبد المجيد الشرقي - تونس - الدار التونسية - 1986م.

  47. القوى الخفية لليهودية العالمية. داود سنقرط. ط1. دار الفرقان-1403هـ.

  48. الماسونية تحت المجهر.د. إبراهيم فؤاد عباس. جدة. دار الرشاد. ط1-1408هـ.

  49. الماسونية ذلك العالم المجهول. صابر طعيمة. بيروت. دار الجيل.

  50. المجمع الفاتيكاني الثاني - دساتير - قرارات - بيانات - ترجمة الأب حنا فاخوري - معهد القديس بولس للفلسفة واللاهوت حريصاً - بيروت - ط1 - 1992م.

  51. المنجد في اللغة والأعلام. لويس اليسوعي. بيروت. دار المشرق. ط21-1973م.

  52. المورد-قاموس إنجليزي-عربي. منير البعلبكي. بيروت. دار العلم. ط10-1976م.

  53. الموسوعة العربية الميسرة. محمد شفيق غربال. بيروت. دار القلم. ط1-1965م.

  54. الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة. الندوة العالمية للشباب الإسلامي.

  55. بروتوكولات حكماء صهيون. ترجمة د. إحسان حقي. بيروت. دار النفائس. ط1-1408هـ.

  56. تاريخ الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده. محمد رشيد رضا. مطبعة المنار. ط1-1350هـ.

  57. تجديد الفكر الإسلامي - أعمال الندوة التي نظمتها مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية 4-5 شعبان 1407هـ – ط1.

  58. تحريف رسالة المسيح عليه السلام عبر التاريخ - دمشق - دار القلم - ط1 - 1420هـ.

  59. تصحيح مفهوم الحوار بين الأديان تبيين الغاية من حوار المسلم مع غير المسلمين. د. رفيع الاجيبوي. ينجيريا - مطبوعات دار العلوم - ط1 - 1415هـ.

  60. تفسير القرآن العظيم - ابن كثير إسماعيل بن عمر. الرياض - دار طيبة - ط1 -1418هـ.

  61. تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي - برهان الدين البقاعي - تحقيق عبد الرحمن الوكيل - بيروت دار الكتب - ط 1400هـ.

  62. تيارات اليقظة الإسلامية - محمد عمارة - سلسلة الهلال - 1982م.

  63. جامع البيان في تفسير آي القرآن - الطبري ابن جرير. مصر - مكتبة مصطفى البابي. ط3 - 1388هـ.

  64. جولتي وحيداً في القرن. روجيه جارودي. بدون بيانات.

  65. دعوة التقريب بين الأديان - دراسـة نقدية في ضوء العقيدة الإسلامية - د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي - الـدمام - دار بن الجوزي - ط1 - 1422هـ. 

  66. دعوة جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام - مصطفى فوزي غزال - الرياض - دار طيبة - 1403هـ.

  67. دعوى وحدة الأديان أهدافها - حكمها - خطرها - أبو أنس علي لوز - أبو عبد الله حمود المطر - الرياض - دار المسلم - ط1 - 1420هـ.

  68. ذيل الأعلام. د. نزار أباظة-محمد رياض المالح. بيروت. دار صادرط1-1999م.

  69. رفع الملام عن الأئمة الأعلام - ابن تيمية.

  70. روجيه جارودي والمشكلة الدينية. محسن الميلي. بيروت. دار قتيبة. ط1-1413هـ.

  71. زاد المعاد في هدي خير العباد. ابن قيم الجوزية. تحقيق شعيب الأرنؤوط. بيروت. مؤسسة الرسالة. ط8-1405هـ

  72. سلسلة تقارير المعلومات. مركز المعلومات في وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت - 1987م.

  73. سماحة الإسلام في الدعوة إلى الله والعلاقات الإنسانية. عبد العظيم إبراهيم محمد المطعني. ط1. القاهرة. مكتبة وهبة-1414هـ.

  74. صحيح البخاري مع فتح الباري. القاهرة. دار الريان.

  75. صدام الحضارات - صامويل هنتنجتون - ترجمة طلعت السايب - تقديم صلاح قنصوة ط2 - 1999م.

  76. طبقات ابن سعد. ابن سعد. بيروت. دار الفكر.د.ت.

  77. فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - الرياض.

  78. فصوص الحكم - ابن عربي. بدون بيانات نشر.

  79. فلسطين أرض الرسالات السماوية. روجيه جارودي. ترجمة د. عبد الصبور شاهين. دار التراث.

  80. فلسفة الفكر الديني بين الإسلام والمسيحية. لويس غارديه-جورج قنواتي. ترجمة صبحي الصالح-فريد جبر. بيروت. دار العلم.

  81. في أصول الحوار - إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي - ط4 - 1415هـ.

  82. قضايا فكرية واجتماعية في ضوء الإسلام - د. محمود حمدي زقزوق. ط1 - 1409هـ – القاهرة – دار المنار.

  83. قوى الشر المتحالفة - الإستشراق والتبشير وموقفها من الإسلام والمسلمين - محمد الدهان - القاهرة - دار الوفاء - ط2 - 1408هـ.

  84. لا إكراه في الدين. محمد ناصر الطويل - الرياض - دار طويق - ط1 - 1414هـ.

  85. لسان العرب - ابن منظور محمد بن مكرم - تحقيق أمين محمد عبد الوهاب - بيروت - دار إحياء التراث - ط1 - 1416هـ.

  86. مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية. جمع وترتيب عبد الرحمن قاسم العاصمي وابنه محمد. ط1 - 1398هـ.

  87. مجموعة الوثائق السياسية - محمد حميد الله - بيروت - دار النفائس - ط6 - 1987م. 

  88. محاضرات في النصرانية - محمد أبو زهرة - القاهرة - دار الفكر العربي - ط3 - 1381هـ.

  89. مسألة في الكنائس _ شيخ الإسلام ابن تيمية - تحقيق وتعليق على الشبل. الرياض. مكتبة العبيكان - ط1- 1416هـ.

  90. مسند الإمام أحمد بن حنبل. بيروت. دار الفكر.

  91. مفاهيم معاصرة في ضوء الإسلام.د. محمد هلال. دار البشير. عمان. ط1-1413هـ.

  92. مقدمة إلى الحوار الإسلامي المسيحي - محمد السماك - بيروت - دار النفائس - ط1 - 1418هـ.

  93. مناهج المستشرقين في الدراسات العربية الإسلامية. مجموعة من الباحثين. مكتب التربية العربي لدول الخليج العربي.

  94. منهج أهل السنة والجماعة في النقد والحكم على الآخرين - هشام بن إسماعيل الصيني. 

  95. هذه هي الصوفية - عبد الرحمن الوكيل - بيروت - دار الكتب - ط4 - 1984م.

  96. وثائق المجمع المسكوني الفاتيكاني. مجموعة من المؤلفين. ط2-1979م.

المجلات والدوريات والمقالات الالكترونية:

  1. أرض الإسراء. عدد (104) شعبان 1407هـ-ابريل 1987.وعدد (115) رجب 1408هـ-مارس 1988.

  2. مجلة الأزهر. عدد (4) ربيع الآخر 1422هـ /يونيو-يوليو 2001م.

  3. مجلة إسلاميات مسيحيات. المعهد الباموي للدراسات العربية في روما - 1987م.

  4. الأهرام.  الأعداد الصادرة 15/5/87-16/5/87-17/5/87.

  5. مجلة البحوث العلمية. عدد (50).

  6. جريدة البعث السورية. عدد (25) -1984م.

  7. مجلة الثقافة العلمية. عدد (32) -1986م.

  8. مجلة الجراري. ليوم ص 27 العدد14 عام 1417هـ، وهي مجلة تصدرها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ ايسيسكو ـ مقال بعنوان مفهوم التعايش في الإسلام بقلم د. عباس الجراري.

  9. مجلة الدعوة السعودية.

  10. صحيفة السفير اللبنانية. عدد (4153) -1985م. 

  11. مجلة صوت العرب. عدد (1) عام (13) -1986م.

  12. الفيصل. عدد (298) ربيع الآخر 1422هـ /يونيو-يوليو 2001م.

  13. الوعي الإسلامي. عدد (353) محرم 1416هـ /يونيو 1995م.

  14. جريدة الشرق الأوسط .19-2-1998م عدد (7023).

  15. جريدة المسلمون - عدد (584). 1416هـ/1996م. 

  16. ندوة محاضرات موسم الحج – رابطة العالم الإسلامي - 1388هـ.

  17. الحوار بين الأديان (حقيقته وأنواعه)، للدكتور عبد الرحيم السلمي، موقع المسلم: www.almoslim.net/documents/hewar.pd