جامعة أكاديميون العالمية AIU :: أساس خطاب نبذ الكراهية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
تقاطعنا مع

أساس خطاب نبذ الكراهية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة


تفاصيل البحث

 




أساس خطاب نبذ الكراهية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة

أ.د إندونيسيا بنت خالد محمد حسون

 

 

مستخلص البحث

يُشدِّد الإسلام على أهمية القيم الأخلاقية والتعاليم الشرعية التي تدعو إلى التسامح والعدل والإنصاف ونبذ الكراهية في المجتمعات لأن الله عز وجل خلق البشر مختلفين بصور متعددة، لكنهم مجتمعين في الإنسانية.  

مشكلة البحث: 

ما هو المقصود من خطاب نبذ الكراهية؟ 

ما هو أساس خطاب نبذ الكراهية من القرآن الكريم السنة النبوية الشريفة؟ 

من أهداف البحث:

1-المساهمة في بناء مجتمع متسامح ومتنوع يُشجع على احترام وتقدير الاختلافات بين الأفراد والمجتمعات. 

2-الحث على الشهادة بالحق والوقوف بجانب العدالة، وعدم المشاركة في الكراهية أو التمييز.

منهج البحث: قائم على الاستقراء والاستنباط من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لتأصيل أساس نبذ خطاب الكراهية. 

خطة البحث: يتكون البحث من مقدمة وخاتمة وثلاثة مباحث هي:

الأول: تعريف خطاب نبذ الكراهية.

الثاني: أساس الخطاب الإسلامي في نبذ الكراهية من القرآن الكريم.             

الثالث: أساس الخطاب الإسلامي في نبذ الكراهية من السنة النبوية الشريفة.

الخاتمة: وتحتوي على النتائج منها: أن أساس الخطاب الإسلامي في القرآن الكريم قائم على حرية المعتقد والدين دون جبر أو إكراه وهذا يعزز التعايش السلمي ونبذ الكراهية بين المسلمين أنفسهم وبين المسلمين وغيرهم والتي تعني قبول الآخر والتعايش معه في سلام وأمان.

 والتوصيات منها: تجنب المجالس التي تثير الكراهية والتحريض عليها في المجتمع.  

الكلمات الافتتاحية: خطاب، نبذ، الكراهية، التحريض، القرآن الكريم، السنة النبوية الشريفة.  

 

Research Abstract:

Islam emphasizes the significance of ethical values and religious teachings that advocate tolerance, justice, fairness, and the rejection of hatred in societies because Allah Almighty created humans different but united in humanity.

Research problem:

  • What Does non-hate speech means? 

  • What is the basis of hate speech from the Holy Qur’an and the Noble Prophet’s Sunnah?

The research objectives:

  1. Contributing to building a tolerant and diverse society that encourages respect and appreciation of differences among individuals and societies.

  2. Encourage individuals to bear witness to the truth, uphold justice, and refrain from participating in hatred or discrimination.

Research Method: Relies on induction and deduction from the Holy Qur’an and the Noble Prophet’s Sunnah to establish the foundation for rejecting hate speech.

Research plan: The research consists of an introduction, conclusion, and three sections:

First: Definition of hate speech:

Second: Basis of Islamic discourse in rejecting hatred from the Holy Qur’an.

Third: Basis of Islamic discourse in rejecting hatred from the Noble Prophet\'s Sunnah.

Conclusion:

One of the mean results indicate that the basis of Islamic discourse in the Holy Qur’an is the freedom of belief and religion without coercion. This promotes peaceful coexistence and the rejection of hatred among Muslims themselves and between Muslims and others, emphasizing acceptance and peaceful coexistence.

Recommendations: Include avoiding gatherings that incite hatred and provocation in society.

Opening Keywords: Speech, rejection, hatred, Holy Qur’an, Noble Prophet’s Sunnah


المقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد.  

يُشدِّد الإسلام على أهمية القيم الأخلاقية والتعاليم الشرعية التي تدعو إلى التسامح والعدل والإنصاف ونبذ الكراهية في المجتمعات لأن الله عز وجل خلق البشر مختلفين بصور شتى، لكنهم مجتمعين في الإنسانية، لذا وجب عليهم التعاون والتعايش فيما بينهم بغض النظر عن اختلافاتهم، وحض على عدم التفرقة بين الناس بناءً على العرق أو اللون أو الدين، ويعتبر أي تمييز على هذا الأساس مخالفاً للشرع. 

قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: ١٣]

قال تعالى:﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [النحل: ١٢٥]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية».

ويمكن القول باختصار، يُعَدُّ نبذ خطاب الكراهية في الإسلام تعبيرًا عن القيم الأخلاقية الرفيعة لحسن التعايش الذي يشكل جزءًا أساسيًا من التعاليم الإسلامية.

مشكلة البحث: 

إن تسليط الضوء على خطاب الكراهية يساعد في فهم الخطاب الإسلامي الفعّال لنبذ خطاب الكراهية، من خلال الإجابة على الأسئلة الآتية: 

  1. ما هو المقصود من خطاب نبذ الكراهية؟ 

  2. ما هو أساس خطاب نبذ الكراهية من القرآن الكريم؟ 

  3. ما هو أساس خطاب نبذ الكراهية من السنة النبوية الشريفة؟ 

  4. ما هو النموذج الفعلي من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في نبذ الكراهية؟ 

أهداف البحث:

إن نبذ خطاب الكراهية المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يسهم في خلق بيئة إيجابية تعزز التواصل البناء وتحقيق التقدم الاجتماعي البناء وفق الآتي:

1-المساهمة في بناء مجتمع متسامح ومتنوع يُشجع على احترام وتقدير الاختلافات بين الأفراد والمجتمعات. 

2-الحث على الدعوة إلى قبول الآخر والتغاضي عن الزلات. 

3-الحث على الشهادة بالحق والوقوف بجانب العدالة، وعدم المشاركة في الكراهية أو التمييز.

4-الحفاظ على الاستقرار في المجتمع.

منهج البحث: اعتمدت في البحث على المنهج القائم على الاستقراء والاستنباط من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لتأصيل أساس نبذ خطاب الكراهية. 

خطة البحث: يتكون البحث من مقدمة خاتمة وبينهما ثلاثة مباحث هي:

المبحث الأول: تعريف خطاب نبذ الكراهية:

المبحث الثاني: أساس الخطاب الإسلامي في نبذ الكراهية من القرآن الكريم.             

المبحث الثالث: أساس الخطاب الإسلامي في نبذ الكراهية من السنة النبوية الشريفة، ويحتوي على مطلبين: 

المطلب الأول: الأحاديث النبوية الشريفة الدالة على نبذ خطاب نبذ الكراهية.

المطلب الثاني: نماذج من السيرة النبوية الشريفة الدالة على نبذ الكراهية.  

الخاتمة: وتحتوي على النتائج والتوصيات. 

الكلمات الافتتاحية: خطاب، نبذ، الكراهية، التحريض، القرآن الكريم، السنة النبوية الشريفة.  


 

خطاب نبذ الكراهية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة

أساس الخطاب الإسلامي المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يقوم على مبدأ التعايش السلمي بين المسلمين أنفسهم وبين المسلمين وغيرهم على أسس عدة تتمثل في العدالة، واحترام آدمية الإنسان، والبر وحسن العشرة والمعاملة، والمواطنة والتي تعني قبول الآخر والتعايش معه في سلام وأمان، فضلاً عن أن الإسلام ترك للإنسان حرية الاختيار دون جبر أو إكراه على الدين الحق. 

المبحث الأول

تعريف خطاب نبذ الكراهية

تعريف خطاب نبذ الكراهية في اللغة: 

الخطاب: من خطب ورجل خطيب: حسن الخطبة، ومنه مراجعة الكلام، وفصل الخطاب قيل: معناه أن يفصل بين الحق والباطل.

نبذ: من نبذت الشَّيْء أنبذه نبذا إِذا أَلقيته من يدك    .

الكراهية: الكَراهيَةُ: خِلافُ الرِّضا والمحبَّةِ، يُقالُ: كَرِهتُ الشَّيءَ أكرَهُه كَراهةً وكَراهيَةً، فهو شيءٌ كَريهٌ ومكروهٌ. والكُرهُ الاسمُ. ويُقالُ: بل الكُرهُ: المشَقَّةُ، والكَرْهُ: أن تُكَلَّفَ الشَّيءَ فتعمَلَه كارِهًا. ويُقالُ من الكُرهِ: الكَراهيَةُ والكَراهيَّةُ. وأكرَهْتُه على كذا: حمَلْتُه عليه كَرهًا    .

قال ابن عاشور: الكراهية ونفرة الطبع من الشيء بالضم المشقة ونفرة الطبع، وبالفتح هو الإكراه وما يأتي على الإنسان من جهة غيره من الجبر على فعل ما بأذى أو مشقة

وخطاب نبذ الكراهية: هو نوع من الخطاب يهدف إلى التحدث عن أهمية تجنب الكراهية والتمييز بين الأفراد أو المجموعات بناءً على أصول مختلفة. 

يعرف خطاب نبذ الكراهية من وجهة نظر الإسلام: هو التعاليم الشرعية والقيم الإسلامية التي تدعو إلى تعزيز التعايش السلمي والتفاهم بين الناس والاحترام المتبادل، في ظل التعددية الدينية، مع اتساع المجتمع الإسلامي منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده على مر العصور الإسلامية.

ومِن المهم معرفة قيم التعاليم الشرعية الواجبة في معاملة الإنسان للإنسان تتضمن حَقُّ الله وشَرْعه، وحَقُّ أخيه الإنسان عليه، ومصلحة الإنسان ذاته في الدنيا وفي الآخرة، وما تقضي به مِن الإحسان إلى الناس والبعد عن إيذائهم.

وعندها تصبح العلاقة بين الناس خيراً وبركةً عليهم في الدنيا وفي الآخرة. وعندئذٍ تَظْهَرُ مكارم الأخلاق فيما بين الناس، بالحب والاحترام والعدل وتختفي الكراهية والحِقد والازدراء المتبادَل.

 

المبحث الثاني

أساس الخطاب الإسلامي في نبذ الكراهية من القرآن الكريم

بالرجوع إلى القرآن الكريم نجد أنه احتوى على أساس الخطاب في التعامل بالعدل والإحسان ونبذ خطاب الكراهية وذلك من خلال الآيات الكريمة الآتية:               

  1. الخطاب الإسلامي قائم على فكرة وحدة البشرية في الحياة، ويؤكد على العدالة والمساواة دون تمييز بناءً على العرق أو الدين أو الجنس والدعوة إلى التعارف والتعاون. 

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات:13] 

قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾  [هود: ١١٨]

قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [سبأ: ٢٨]

  1. الخطاب الإسلامي قائم على حرية المعتقد والدين دون جبر أو إكراه وهذا يعزز التعايش السلمي ونبذ الكراهية بين المسلمين أنفسهم وبين المسلمين وغيرهم والتي تعني قبول الآخر والتعايش معه في سلام وأمان.

قال تعالى:﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ [البقرة: ٢٥٦] 

قال تعالى:﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف:٢٩] 

قال تعالى:﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: ٩٩] 

قال تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ [المائدة: ٤٨]

فقوله تعالى يدل على احترام الحرية الدينية التي تحترم إنسانية الإنسان وعقله الذي ميزه الله به وأن إرادته عز وجل شاءت أن تكون التعددية من السنن الثابتة، ومن هنا أصبح التعايش السلمي بمثابة ضرورة حياتية لا يستغني عنها الناس في أي زمان ومكان ولتحقيقه لابد من نبذ خطاب الكراهية بين الناس. 

  1. الخطاب الإسلامي قائم على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وهذا أدعى إلى قبول الخطاب بين الناس.  

قال تعالى:﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [النحل: ١٢٥]

  1. الخطاب الإسلامي قائم على الدعوة إلى الاتفاق والتعاون ونبذ الخلاف لتحقيق الخير والسلام. 

قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ٦٤]

  1. الخطاب الإسلامي قائم عدم إثارة الأحقاد أو الكراهية بين الناس. 

قال تعالى:﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ[المائدة: ٩١]  

قال الطبري مفسراً الآية الكريمة: "يريدُ لكم الشَّيطانُ أن يوقِعَ بينَكم العداوةَ والبَغْضاءَ في شُربِكم الخَمرَ ومياسرتِكم بالقِداحِ، ليعادِيَ بعضُكم بعضًا، ويُبَغِّضَ بعضَكم إلى بعضٍ، فيُشَتِّتَ أمرَكم بعدَ تأليفِ اللَّهِ بينَكم بالإيمانِ، وجمْعِه بينَكم بأخُوَّةِ الإسلامِ، ويَصُدَّكم عن ذكرِ اللَّهِ".

وعليه يتحتم غلق أبواب الشيطان كلها لمنعها من الولوج إلى النفس؛ والوسوسة بالعدوان وتزيين البغض والكراهية.

  1. الخطاب الإسلامي يشجع على الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة كما يشجع على التفاهم المتبادل بين الناس لحل النزاعات بالتي هي أحسن. 

قال تعالى:﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ٦٤]

قال تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ﴾ [البقرة: ٨٣] 

قال تعالى:﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾[العنكبوت: ٤٦] 

  1. الخطاب الإسلامي قائم على الشهادة بالحق والوقوف بجانب العدالة، وعدم المشاركة في الكراهية أو التمييز.

قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء: ١٣٥] 

قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: ٨]

  1. الخطاب الإسلامي قائم على توطيد العلاقات السلمية بين الناس وإحقاق العدل والقسط وتحقيق الأمن منذ بداية الدعوة فكان السلام منهجها والتسامح سلوكها.

قال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: ٨] 

  1. الخطاب الإسلامي قائم على احترام الآخر ونبذ خطاب الكراهية له والتعدي على معتقداته لتحقيق التعايش السلمي فلكل أمة عملها وحسابها على الله عزوجل.   

 قال تعالى: ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: ١٠٨] 

 

المبحث الثالث

أساس الخطاب الإسلامي في نبذ الكراهية من السنة النبوية الشريفة

 السنة النبوية تعتبر مرجعًا هامًا لفهم وتفسير القرآن الكريم ومصدراً للتشريع الإسلامي، وهي تشمل:

  • الأحاديث النبوية: وهي أقوال النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته التي نقلت عنه وهي مصدرًا هامًا في الشرع.

  • السيرة النبوية: وهي الأحداث التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم خلال حياته والتي تعكس القيم والأخلاق والسلوك أثناء تعامله صلى الله عليه وسلم مع الآخرين.

وتعتبر هذه الأدلة من السنة النبوية الشريفة جزءًا مهمًا في فهم وتطبيق الشريعة الإسلامية وتوجيه المسلمين في حياتهم الدنيوية.

المطلب الأول: الأحاديث النبوية الشريفة الدالة على نبذ خطاب نبذ الكراهية:

وردت جملة من الأحاديث النبوية الشريفة التي تشجع على نبذ الكراهية بين الناس، لتحقيق التعايش السلمي بخلق واحترام متبادل مع بعضهم البعض ومع الآخرين، ومن هذه الأحاديث:

  1. الدعوة إلى تقديم الخير في الكلام والأفعال وإغلاق منافذ الشر.

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر، مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه».

  1. الدعوة إلى الإخاء والحب والسلام وترك كل ما يؤدي إلى الكراهية والبغض من الظن والحسد والظلم والخذلان والاحتقار.

قال ابن القيم: فالولاية أصلها الحب، فلا موالاة إلا بحب، كما أن العداوة أصلها البغض

وأضاف: الحب والإرادة أصل كل فعل ومبدؤه، والبغض والكراهة أصل كل ترك ومبدؤه، وهاتان القوتان في القلب، أصل سعادة العبد وشقاوته.

وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» () 

وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم».

وعن عبد الله بن عمرو، قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب، صدوق اللسان»، قالوا: صدوق اللسان، نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي، لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد»  .

وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا».

وفي رواية عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى هاهنا» ويشير إلى صدره ثلاث مرات «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه» (ولا يحقره) أي: "لا يحتقره فلا ينكر عليه ولا يستصغره ويستقله" ().

قال السَّعديُّ: "فعلى المُؤمِنين أن يكونوا مُتحابِّين مُتصافين، غيرَ مُتباغِضين ولا مُتعادين، يَسعَون جميعُهم لمصالحِهم الكُلِّيَّةِ التي بها قِوامُ دينِهم ودُنياهم، لا يتكبَّرُ شريفٌ على وَضيعٍ، ولا يحتَقِرُ أحَدٌ منهم أحدًا" .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا فتحت عليكم فارس والروم، أي قوم أنتم؟» قال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أو غير ذلك، تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضون، أو نحو ذلك، ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين، فتجعلون بعضهم على رقاب بعض»  .

قال النَّوويُّ: "التَّنافُسُ إلى الشَّيءِ المسابقةُ إليه وكراهةُ أخذِ غَيرِك إيَّاه، وهو أوَّلُ درَجاتِ الحَسَدِ، وأمَّا الحَسَدُ فهو تمنِّي زوالِ النِّعمةِ عن صاحبِها، والتَّدابُرُ: التَّقاطعُ، وقد بقيَ مع التَّدابُرِ شيءٌ من المودَّةِ، أو لا يكونُ مودَّةٌ ولا بُغضٌ".       

  1. الدعوة إلى قبول الآخر والتغاضي عن الزلات فإن كره خلقاً رضي آخر. 

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر» . 

وفي رواية « لا يُبغِضْها بُغضًا كُلِّيًّا يحمِلُه على فِراقِها، بل يَغفِرُ سيِّئَتَها لحَسَنِها، ويتغاضى عما يَكرَهُ لِمَا يحِبُّ »

  1.  الدعوة إلى نبذ العصبية بكل صورها سواء في القول أو الفعل أو المذهب.  

عن جبير بن مطعم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية»  .

وعن جندب بن عبد الله البجلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل تحت راية عمية، يدعو عصبية، أو ينصر عصبية، فقتلة جاهلية».

والعُمية هي: الأمر الأعمى لا يستبين وجهه والمعنى يغضب ويقاتل ويدعو غيره كذلك لا لنصرة الدين والحق بل لمحض التعصب لقومه ولهواه كما يقاتل أهل الجاهلية فإنهم إنما كانوا يقاتلون لمحض العصبية.

  1. الدعوة إلى التبسم عند اللقاء الذي يؤدي بدوره إلى نبذ الكراهية والبغض بين الناس. 

عن أبي ذر، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»

وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تبسمك في وجه أخيك لك صدقة».

  1. الدعوة إلى تقديم العون والمساعدة للآخرين: 

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة» 

عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «....إرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة»

فالمسلمون أخوة في الدين والإنسانية، وعليهم أن يتعاملوا بالحب والمودة والتعاون والتفاهم وفي ذات الوقت ينبذوا الكراهية والعداوة والتمييز بين الناس  

  1. الدعوة إلى الصلح ورد الضغائن:

عن جابر رضي الله عنه قال: «تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فمن مستغفر فيغفر له، ومن تائب فيتاب عليه، ويرد أهل الضغائن بضغائنهم حتى يتوبوا ».  

وكان عمر رضي الله عنه يقول: « ردوا الخصوم حتى يصطلحوا؛ فإن فصل القضاء يحدث بين القوم الضغائن ».

عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ " قالوا: بلى يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال: «إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة» وفي رواية قال: وإياكم والبغضة فإنها هي الحالقة».  

والبغضة" البغضة شدة البغض والحقد على الناس، تحمل بغضاً للناس، وحقداً عليهم".

  1. الدعوة إلى سلامة القلب: 

لقد بلغ رجل من الصحابة منزلة أن يبشر بالجنة وهو يعيش في الدنيا بين الناس بسبب سلامة صدره؛ فعن أنس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه: يدخل من هاهنا رجل من أهل الجنة - قال معمر في حديثه: تنطف لحيته ماء من وضوء توضأه معلق نعليه فدخل سعد قال ذلك مرتين كل ذلك يأتي سعد فلما سمع ذلك عبد الله بن عمرو انصرف معه ليلته فقال يا عم: إنه كان بيني وبين عمرو بعض القول فأردت أن أبيت عندك قال: نعم يا بن أخي فبات عبد الله عنده وبات سعد نائما فإذا تعار من الليل ذكر الله فلما أصبح قام فتوضأ وركع ركعتين، ثم خرج إلى الصلاة فصنع ذلك ثلاث ليال لا يزيد على ذلك فلما أصبح من اليوم الثالث قال له عبد الله: إنه والله ما كان بيني وبين عمرو إلا خير، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك: يدخل رجل من أهل الجنة فأحببت أن أعلم ما عملك فقال له سعد: ما هو إلا ما رأيت يا بن أخي إلا أني لم أبت ضاغنا على مسلم، أو كلمة نحوها".

وفي رواية فقال: « ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أحمل في نفسي على أحد من المسلمين غشا، ولا أحسده على ما أعطاه الله إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغتك، وهي التي لا نطيق».

قال أَبُو حاتم: حاجة المرء إلى الناس مع محبتهم إياه خير من غناه عنهم مع بغضهم إياه والسبب الداعي إلى صد محبتهم له هو التضايق في الأخلاق وسوء الخلق لأن من ضاق خلقه سئمه أهله وجيرانه واستثقله إخوانه فحينئذ تمنوا الخلاص منه ودعوا بالهلاك عَلَيْهِ.

  1. الدعوة إلى نبذ الكراهية في الخلق والقول والعمل:

عن قطبة بن علاقة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق، والأعمال والأهواء.  وفي رواية «اللهم جنبني منكرات الأخلاق، والأهواء، والأدواء».

وعن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر».  

فقوله صلى الله عليه وسلم (سباب المسلم)" أي شتمه والتكلم في عرضه بما يعيبه ويؤذيه"

وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء».

وفي رواية عن عائشة أن رجلا استأذن على النبي -صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم -: «بئس أخو العشيرة"، فلما دخل انبسط إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم -وكلمه، فلما خرج قلت: يا رسول الله، لما استأذن قلت: "بئس أخو العشيرة" فلما دخل انبسطت إليه، فقال: "يا عائشة، إن الله عز وجل لا يحب الفاحش المتفحش» .

وقد عرف ابن الأثير الفاحش فقال: ذو الفحش في كلامه وفعاله، والمتفحش: هو الذي يتكلف ذلك ويتعمده ".

وقال الخطابي معلقاً على الحديث: إن استقبال المرء صاحبه بعيوبه افحاش والله لا يحب الفحش، ولكن الواجب أن يتأنى له ويرفق به ويكني في القول ويوري ولا يصرح.

وعن أبي صرمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من ضار ضار الله به، ومن شاق شق الله عليه».

وعن معاذ بن جبل، قال: كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم - في سفر، فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار. قال: "لقد سألت عظيما، وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت" ثم قال: «ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ النار الماء، وصلاة الرجل من جوف الليل" ثم قرأ: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ حتى بلغ  ﴿جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 16 - 17]، ثم قال: "ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ الجهاد"، ثم قال: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " قلت: بلى. فأخذ بلسانه فقال: "تكف عليك هذا" قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: "ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم »؟! 

وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم».

وعنه قال: قال رجل: «يا رسول الله، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها، وصيامها، وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: «هي في النار»، قال: يا رسول الله، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها، وصدقتها، وصلاتها، وإنها تصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها، قال: «هي في الجنة».

وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا»."  

قال أَبُو حاتم: الواجب على الناس كافة مجانبة الأفكار في السبب الذي يؤدي إلى البغضاء والمشاحنة بين الناس والسعي فيما يفرق جمعهم ويشتت شملهم .

المطلب الثاني: نماذج من السيرة النبوية الشريفة الدالة على نبذ الكراهية:  

السيرة النبوية الشريفة تمثل النموذج الفعلي من أفعاله صلى الله عليه وسلم الدال على نبذ الكراهية وذلك من بداية الدعوة الإسلامية، ونستعرض في ذلك الأمثلة الآتية: 

  1. صلح الحديبية: في سنة 6 هـ، أبرم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ميثاقًا مع أهل مكة يعرف بصلح الحديبية. وقد تضمن هذا الصلح تحقيق الهدنة والسلام بين المسلمين وأهل مكة، على الرغم من أن الاتفاق كان لصالح أهل مكة على حساب النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم.  

فعن البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال: صالح النبي صلى الله عليه وسلم المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء: على أن من أتاه من المشركين رده إليهم، ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه، وعلى أن يدخلها من قابل ويقيم بها ثلاثة أيام، ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف والقوس ونحوه، فجاء أبو جندل يحجل في قيوده، فرده إليهم

وكتب علي بن أبي طالب الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين يوم الحديبية، فكتب: «هذا ما كاتب عليه محمد رسول الله»، فقالوا: لا تكتب رسول الله، فلو نعلم أنك رسول الله لم نقاتلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: «امحه»، فقال: ما أنا بالذي أمحاه، فمحاه النبي صلى الله عليه وسلم بيده

وهذه الحنكة القيادية من رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاحت الوقت للدعوة الإسلامية أن تتطور وتنتشر بسلام بين القبائل. 

فقد أظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم تسامحًا كبيرًا وهذا يشير إلى موقفه من تصاعد الكراهية والعداء.

2-معاهدة المدينة المنورة: 

بعد بيعة العقبة الثانية هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وأبرم هذه الاتفاقية مع أهلها ومن سكن فيها، والتي تسمى معاهدة المدينة وفيها: «هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم أنهم أمة واحدة من دون الناس المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين... وأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم وأن سلم المؤمنين واحدة لا يسالم مؤمن من دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا عن سواء وعدل بينهم ».

3-فتح مكة: في سنة 8 للهجرة دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة بعد فتحها، وقرر العفو عمن أساء له وكانوا سبباً في إيذاءه، وهذا يعكس رغبته في تحقيق المصالحة ونبذ الكراهية. 

فعن ابن عباس، قال قلت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر، فاجعل له شيئا، قال: «نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه داره فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن"، قال: فتفرق الناس إلى دورهم، وإلى المسجد».

وفي رواية حين اجتمعوا في المسجد: «ما ترون أني صانع بكم؟ " قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم. قال: " اذهبوا فأنتم الطلقاء».

4-خطبة الوداع: خطبة الوداع التي ألقاها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة للهجرة، دعا فيها إلى المساواة بين الناس جميعاً دون النظر إلى أعراقهم وأصولهم وإلى وقف الدم ونبذ الكراهية والعنف. 

عن أبي نضرة، حدثني من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق فقال: «يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى أبلغت»، قالوا: بلغ رسول الله، ثم قال: «أي يوم هذا؟»، قالوا: يوم حرام، ثم قال: «أي شهر هذا؟»، قالوا: شهر حرام، قال: ثم قال: «أي بلد هذا؟»، قالوا بلد حرام، قال: «فإن الله قد حرم بينكم دماءكم وأموالكم» ـ قال: ولا أدري قال: أو أعراضكم، أم لا ـ كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا أبلغت "، قالوا: بلغ رسول الله، قال: «ليبلغ الشاهد الغائب» .

وفي رواية عن أبي بكرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجته، فقال: «فإن دماءكم وأموالكم، قال: وأحسبه قال: وأعراضكم، عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا لا ترجعن بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا هل بلغت؟ ألا ليبلغ الشاهد الغائب منك.

 

 

الخاتمة:

الحمد لله عز وجل أولاً وآخراً والصلاة والسلام على رسوله الكريم الموصوف خلقه متمثلاً بالقرآن الكريم وبعد: 

إن أهمية السلام والتفاهم والتسامح والاحترام المتبادل، وغيرها من القيم الإسلامية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله الكريم، تظهر مدى نبذ خطاب الكراهية مما يعزز التواصل الإيجابي الفعال بين الناس.

كما يفتح أفقًا للحوار والتبادل الثقافي والمعرفي، مما يساعد في فهم أعمق لتنوع البشرية في أفكارها ووحدتها في إنسانيتها. وهذا يسهم في تجاوز الخلافات أياً كان مصدرها.

ومن خلال البحث في تأصيل نبذ خطاب الكراهية المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة توصلت إلى النتائج الآتية: 

  • إن خطاب نبذ الكراهية من وجهة نظر الإسلام: هو التعاليم الشرعية والقيم الإسلامية التي تدعو إلى تعزيز التعايش السلمي والتفاهم بين الناس والاحترام المتبادل، في ظل التعددية الدينية. 

  • أن أساس الخطاب الإسلامي في القرآن الكريم قائم على حرية المعتقد والدين دون جبر أو إكراه وهذا يعزز التعايش السلمي ونبذ الكراهية بين المسلمين أنفسهم وبين المسلمين وغيرهم والتي تعني قبول الآخر والتعايش معه في سلام وأمان.

  • أن السيرة النبوية الشريفة تمثل النموذج الفعلي الأمثل من أفعاله صلى الله عليه وسلم الدال على نبذ الكراهية وذلك من بداية الدعوة الإسلامية. 

  • أنه ورد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو إلى الإخاء والحب والسلام وترك كل ما يؤدي إلى الكراهية والبغض والظن والحسد والظلم والخذلان.

وأما التوصيات فهي للحفاظ على المجتمعات من الخوض في خطاب الكراهية وهي كالآتي: 

  • ضرورة نشر الوعي بقيم الإسلام المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة كالعدالة والتسامح وحقوق الإنسان والاحترام المتبادل وإشاعة الحب والمودة والأخوة في المجتمع الواحد من خلال المناهج التعليمية البرامج التثقيفية والمنتديات العامة والفعاليات الاجتماعي، لأن إهمال هذه القيم يؤدي إلى الكراهية والبَغْضَاء.

  • بيان أن خطاب نبذ الكراهية سببٌ في تحقيق الأمن والأمان في المجتمع. 

  • تجنب المجالس التي تثير الكراهية والتحريض عليها في المجتمع. 

 

المصادر والمراجع:

  • القرآن الكريم

  • الإسلام والتعايش الإنساني، للدكتور مصطفى النجار.

  • الإسلام والتعايش السلمي: منهج إسلامي، للدكتور محمد العمري.

  • بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار، أبو عبد الله، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر بن حمد آل سعدي (المتوفى: 1376هـ) المحقق: عبد الكريم بن رسمي أل الدريني، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، الطبعة: الأولى 1422هـ - 2002م

  • التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد»، محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى: 1393هـ)، الدار التونسية للنشر – تونس، سنة النشر: 1984 

  • التعايش السلمي بين الأديان والثقافات: منظور إسلامي، للدكتور إبراهيم البوشهري.

  • التعايش بين الأديان والثقافات: منهج إسلامي، للدكتور فهد العلي.

  • التعايش والتسامح بين الأديان: رؤية إسلامية، للدكتور عبد الله الجديع.

  • التعايش والتسامح في الإسلام، للدكتور جمال سندياني.

  • تهذيب اللغة، محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبو منصور (المتوفى: 370هـ)

  • تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (المتوفى: 1376هـ) المحقق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق، مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى 1420هـ -2000 م

  • جامع البيان في تأويل القرآن، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)، المحقق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 2000 م

  • الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)، دار المعرفة – المغرب، الطبعة: الأولى، 1418هـ - 1997م

  • روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ)، المحقق: محمد محي الدين عبد الحميد، دار الكتب العلمية - بيروت

  • السنة، أبو بكر بن أبي عاصم وهو أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني (المتوفى: 287هـ)، المحقق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي – بيروت، الطبعة: الأولى، 1400

  • سنن ابن ماجه، ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، وماجة اسم أبيه يزيد (المتوفى: 273هـ)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي

  • سنن أبي داود، أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد الأزدي السِّجِسْتاني (المتوفى: 275هـ)، المحقق: شعَيب الأرنؤوط - محَمَّد كامِل قره بللي، دار الرسالة العالمية، الطبعة: الأولى، 1430 هـ 

  • سنن الترمذي -الجامع الكبير، محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى (المتوفى: 279هـ)، المحقق: بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي – بيروت، سنة النشر: 1998 م

  • السنن الكبرى، أحمد بن الحسين بن علي الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ)، المحقق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الثالثة، 1424 هـ - 2003 م

  • شرح الموطأ، مؤلف الأصل: مالك بن أنس الأصبحي المدني (المتوفى: 179هـ)، الشارح: عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير

  • شرح النووي _المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)، دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة: الثانية، 1392

  • الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (المتوفى: 393هـ)، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين – بيروت، الطبعة: الرابعة 1407 هـ‍ - 1987 م

  • صحيح البخاري = الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الطبعة: الأولى، 1422هـ

  • صحيح مسلم =المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مسلم بن الحجاج أبو الحسن النيسابوري (المتوفى: 261هـ)، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي – بيروت

  • لسان العرب، محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الإفريقي (المتوفى: 711هـ)، دار صادر – بيروت، الطبعة: الثالثة - 1414 هـ

  • مجمل اللغة لابن فارس، أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين (المتوفى: 395هـ)، دراسة وتحقيق: زهير عبد المحسن سلطان، دار النشر: مؤسسة الرسالة –بيروت، الطبعة الثانية - 1406 هـ - 1986 م

  • مسند الإمام أحمد بن حنبل، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)، المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

  • مسند البزار المنشور باسم البحر الزخار، أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق بن خلاد بن عبيد الله العتكي المعروف بالبزار (المتوفى: 292هـ)، مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة

  • المصباح المضي في كتاب النبي الأمي ورسله إلى ملوك الأرض من عربي وعجمي، محمد (أو عبد الله) بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن حسن الأنصاري، أبو عبد الله، جمال الدين ابن حديدة (المتوفى: 783هـ)، المحقق: محمد عظيم الدين، عالم الكتب – بيروت.

  • المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي، أبو العباس (المتوفى: نحو 770هـ)، المكتبة العلمية – بيروت.

  • معالم السنن، وهو شرح سنن أبي داود، أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي المعروف بالخطابي (المتوفى: 388هـ)، المطبعة العلمية – حلب، الطبعة: الأولى 1351 هـ - 1932 م

  • المعجم الأوسط، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني (المتوفى: 360هـ)، المحقق: طارق بن عوض الله بن محمد، عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني

  • معجم مقاييس اللغة، أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين (المتوفى: 395هـ)، المحقق: عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، عام النشر: 1399هـ - 1979م.

  • المفاتيح في شرح المصابيح، الحسين بن محمود بن الحسن، مظهر الدين الزَّيْدَانيُّ الكوفي الضَّريرُ الشِّيرازيُّ الحَنَفيُّ المشهورُ بالمُظْهِري (المتوفى: 727 هـ)، دار النوادر، وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية -وزارة الأوقاف الكويتية، الطبعة: الأولى، 1433 هـ 

  • موطأ الإمام مالك، مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني (المتوفى: 179هـ)

  • النهاية في غريب الحديث والأثر، مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ)، المكتبة العلمية -بيروت، 1399هـ - 1979م، تحقيق: طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي.

 

فهرس المحتويات

أساس خطاب نبذ الكراهية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة

 

الموضوع

رقم الصفحة

مستخلص البحث

27

Research Abstract

28

المقدمة

29

المبحث الأول: تعريف خطاب نبذ الكراهية

31

المبحث الثاني: أساس الخطاب الإسلامي في نبذ الكراهية من القرآن الكريم

33

المبحث الثالث: أساس الخطاب الإسلامي في نبذ الكراهية من السنة النبوية الشريفة

36

المطلب الأول: الأحاديث النبوية الشريفة الدالة على نبذ خطاب نبذ الكراهية

36

المطلب الثاني: نماذج من السيرة النبوية الشريفة الدالة على نبذ الكراهية

42

الخاتمة

45

المصادر والمراجع

46

فهرس المحتويات

49