
| تفاصيل البحث |
Educational Requirements to Meet the Challenges of Cultural Globalization استهدفت الدراسة الحالية معرفة تحديات العولمة الثقافية والمتطلبات التربوية لمواجهتها من خلال الأدب النظري والدراسات السابقة باستخدام المنهج الوصفي ، وقد أظهرت الدراسة تعدد تحديات العولمة الثقافية من أبرزها : تحدي التطرف الفكري وإشاعة ثقافة العنف ، واختلال منظومة القيم المجتمعية ، وتحدي تهديد الخصوصية الثقافية للمجتمعات ، وسيادة النزعة الاستهلاكية وأنماط الاستهلاك المختلفة ، وتحدي الثورة المعلوماتية دون ضوابط ، وتوصلت الدراسة إلى العديد من المتطلبات التربوية لمواجهة تلك التحديات منها : متطلب تطوير تعليم المستقبل وفق أربعة أبعاد رئيسة هي : البعد الأفقي ويتمثل في مبدأ " التعليم للجميع "، والبعد الرأسي : ويتمثل في مبدأ " التعلم المستمر مدى الحياة " وبعد العمق في العملية التعليمية والبعد الاجتماعي الثقافي من خلال تأكيد التفرد والذاتية الثقافية للمجتمعات . الكلمات المفتاحية : متطلبات تربوية ، تحديات ، العولمة الثقافية . The current study aimed to explore the challenges of cultural globalization and the educational requirements to confront them through theoretical literature and previous studies using the descriptive approach. The study showed the multiple challenges of cultural globalization, the most prominent of which are: the challenge of intellectual extremism and the spread of a culture of violence, the imbalance in the societal values, the challenge of the threat to the cultural privacy of societies, and the dominance of consumption tendencies, the different consumption patterns, and the challenge of the information revolution without any controls. The study revealed many educational requirements to confront these challenges, including: the requirement to develop future education according to the four main dimensions: the horizontal dimension, which is represented by the principle of “education for all,” and the vertical dimension, which is represented by the principle of “Lifelong learning, the depth dimension of the educational process, and the social-cultural dimension by emphasizing the uniqueness and cultural subjectivity of societies. Keywords: educational requirements, challenges, cultural globalization يشهد العصر الحالي الكثير من التغيرات والتحولات العالمية المتسارعة والمتلاحقة والتي تشكل تحديا لغالبية الدول عامة، والدول العربية على وجه الخصوص منها : ثورة الاتصالات والمعلومات في الجانب العلمي والتقني وما ترتب عليها من تهديد للخصوصيات الثقافية الحضارية للمجتمعات عامة . ولعل محاولة عولمة الثقافات المحلية وتسييد الثقافة الغربية بقيمها المتحررة من أبرز ملامح هذه التغيرات والتحولات. ومما ساعد العولمة تبرز آثارها في العصر الحالي هو تعميم آثار الثورة العلمية والثقافية من جانب والتطورات الكبرى التي حدثت في عالم الاتصال والتكنولوجيا من جانب آخر وما أحدثتهما من تحديات ثقافية أثرت على النشاط الفكري والفني والاجتماعي في العالم كله؛ حيث جعلت الثورة العلمية التكنولوجية العالم أكثر اندماجا وجعلت المسافات تتقلص وساهمت في انتقال المفاهيم والقناعات والمفردات والأذواق فيما بين الثقافات فتخطت بذلك حواجز الدولة والعقائد وأصبحت قادرة على التأثير والتلاعب والتوجيه المباشر في فكر وعقيدة وسلوك الأفراد والمشاهدين في المجتمعات (محفوظ، 2002). فالعولمة ببعدها الثقافي والذي يعني ثقافة بحدود ثقافية معينة ذات صبغة غربية ونشرها على الصعيد العالمي عن طريق الانفتاح بين الثقافات العالمية بفعل وسائل الاتصال الحديثة ، والانتقال الحر للأفكار والمعلومات هي أصل العولمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية ، لأن الثقافة هي التي تهيء الأذهان والنفوس لقبول تلك الأنواع الأخرى ( العيد، 2014) وتهدف العولمة الثقافية إلى وضع شعوب العالم في قوالب فكرية تنبع أساسا من الثقافة الأمريكية ، وهنا تكمن خطورتها في هيمنة ثقافة واحدة على جميع ثقافات الشعوب والأمم ، وقيامها بتهميش الثقافات الأخرى الحية في العالم ، كما تهدف إلى إبعاد الناس عن واقعهم الاجتماعي ، واختراق الهوية الثقافية الحضارية للأمم والشعوب وتفتيتها وتعميم قيم الاستهلاك (شدود ، 2002) ويعد مفهوم العولمة الثقافية مفهوم واسع متعدد الأبعاد يصعب إدراك جميع جوانبه وأبعاده ، إلا أن جميع التعريفات التي تناولتها الأدبيات والدراسات تلتقي في ان العولمة الثقافية هي أحد الأوجه الرئيسة للعولمة وأخطرها فهي تعمل على نشر وفرض قيم ومعايير الثقافة الغربية والنموذج الغربي، وجعله نموذجاً كونياً عالمياً، ينبغي اتباعه وتقليده، من خلال وسائل الإعلام والاتصال الحديثة . كما يرى البعض أن العولمة الثقافية ماهي إلا توحيد القيم حول المرأة والأسرة ، وحول الرغبة والحاجة وأنماط الاستهلاك في الذوق والمأكل والملبس ، إنه توحيد طريقة التفكير والنظر إلى الذات وإلى الآخر وإلى القيم وإلى كل ما يعبر عنه السلوك (الرواشدة ،2008 ) وفي هذا الإطار يذكر العصيمي ( 2005 ) أطروحات مختلفة للعولمة الثقافية منها: ذوبان الهويات الثقافية في ثقافة كونية واحدة ، متحررة من انتماءاتها اللغوية والقومية والثقافية. انتشار " الأمركة " على نطاق العالم ، لأنها الدولة التي تميل نحو إيجاد تجانس العالم معها. بروز ثقافات التقنيات الحيوية " الجينات " التي ستغير نمط حياتنا ووجودنا البشري تغيرًا جذريًا. ويرى (صالح ، 2005) أن للعولمة الثقافية تأثير على ثقافة المجتمعات المختلفة في جوانب عدة منها: التأثير اللغوي: استعمال بعض اللغات الغربية كلغات رسمية في بعض المرافق ووسائل الإعلام والاتصال وفي المقررات الدراسية وكلغات للتخاطب اليومي. التأثير الخلقي: انتشار مظاهر العنف والجنس والإباحية في وسائل الإعلام والقنوات الفضائية وعلى شبكة الإنترنت؛ مما يتسبب في التأثير على قيم المجتمعات عامة وخاصة المجتمعات المحافظة كالمجتمعات العربية والإسلامية. التأثير القيمي: من خلال تنميط القيم ومحاولة جعلها واحدة لكل البشر، ونشر قيم الاستهلاك الرأسمالي. وفي ضوء تداعيات العولمة الثقافية السلبية على المجتمعات ، ترجع معظم الكتابات والأبحاث العديد من المشكلات التي يعاني منها شباب اليوم في كافة المجتمعات من اغتراب ثقافي وخلل قيمي؛ ناتج عن الأثر السلبي للعولمة الثقافية، وهذا ما أكدته نتائج دراسة أبو دف والأغا (2001) التي توصلت إلى أن أهم المشكلات التي تواجه الشباب في الوقت الحاضر: التناقض بين القيم والمجتمع وافتقار الهوية الذاتية والغزو الثقافي وضعف التعليم والتخلف العلمي وافتقار القدوة الحسنة وضعف أجهزة الإعلام المحلية في توجيه الشباب ، كما أكدت دراسة بدوي (2008) أن عولمة الفضائيات قد عملت على دعم قيم الاستهلاك لدى الشباب على حساب قيم العمل المنتج ، ويتجلى في إقبال الشباب على مشاهدة الإعلانات بنسبة 61.9%؛ لما تقوم به هذه الإعلانات من تصوير الحياة الاستهلاكية الحرة التي يتمتع فيها الفرد بحرية ، كما عملت الفضائيات على دعم قيم السلبية واللامبالاة لدى الشباب بما تبثه من مضامين مكثفة تتعلق بالتسلية والترفيه؛ في حين أكدت دراسة قنيطة (2011) أن 56.6% من الشباب والفتيات أشاروا إلى أن استخدام شبكة الإنترنت يضعف من انتماء الإنسان لثقافته المحلية النابعة من عقيدة مجتمعه . أما دراسة (Wheelr,2008) استهدفت معرفة اتجاه شريحة من أفراد المجتمع (صحفيين، مهندسين، طلاب، أطباء) نحو ظاهرة العوامة وأثرها على الهوية الوطنية الكويتية، واستخدمت المقابلة لجمع المعلومات من عينة الدراسة من رواد مقاهي الانترنت وتوصلت إلى عدة نتائج منها: أن ظاهرة العولمة ظاهرة خطيرة تكمن في الفرص والمخاطر، مما يتطلب معها التعامل بحذر خاصة في عصر الإعلام المعاصر وانتشاره بشتى صوره وأشكاله . وأكدت دراسة كل من ( Naz, A, Khan, W., Hussain, M., and Daraz, U. ،2011) إلى أن العولمة قد تسبب أزمات ثقافية واجتماعية ونفسية ودينية في المجتمع البشتوني ، وأن انتشار العولمة له آثاره العميقة الواضحة على الثقافة في المجتمع البشتوني. ولم يقتصر تأثير العولمة الثقافية على المجتمعات العربية والإسلامية ، بل أمتد تأثيرها على دول الاتحاد الأوربي وغيرها من دول العالم ، فقد استهدفت دراسة ( Teichler,2001) استقصاء جملة من مظاهر الفعل العولمي على التعليم الجامعي في دول الاتحاد الأوربي ومن النتائج التي توصلت إليها : أن العولمة تضع الهوية في سياق محلي ووطني وعالمي في اللحظة نفسها مما يؤدي إلى التباين الواسع داخل الدولة الواحدة للهويات المتعددة داخل الدولة الواحدة ، مما يتطلب وجود آلية بينها للتعايش بسلم مع بعضها البعض . أما دراسة ( Paul 7 Locatelli ,2005 ) استهدفت تعرف أثر العولمة على السياسات التعليمية في مختلف الدول حول العالم ، ومن نتائجها : إن العولمة لها إيجابياتها ولها سلبياتها ؛ مما يتطلب إعادة النظر في السياسات التعليمية القائمة وإعادة تشكيلها بما يتناسب مع المتغيرات المعاصرة تمكن الأفراد والحكومات من فهم ظاهرة العولمة وأبعادها وأهدافها وما تجلبه للمجتمعات من تحديات إيجابيات وسلبيات وكيفية التعامل معها . كما أكد كل من (Sagar& Sharma ,2010) من خلال مراجعتهم لبعض من الدراسات السابقة على أن التأثيرات السلبية للعولمة أصبحت جلية تمثلت في تزايد معدلات الأمراض النفسية والاضطرابات السلوكية والمشكلات النفسية والاجتماعية في البلدان التي أخذت بزمام العولمة نتيجة لعدم اتساق الثقافة الجديدة مع ثقافتهم التقليدية مما يؤدي إلى الصراع القيمي كذلك انتشار القيم الفردية مقابل القيم الجماعية . وأوضحت دراسة (Takahashi 1996 ) الحقيقة التالية: أن الثقافة واللغة الوطنية المحلية أصبحت مخترقة من خلال شبكة الإنترنت، حيث أشارت نتائج الدراسة إلى أن لغة العلم والثقافة والمعلومات كلها بشكل عام على شبكة الإنترنت هي اللغات الأوربية وخاصة الإنجليزية، وإذا أرادت الشعوب الأخرة الدخول في نظام العولمة بكافة جوانبه العلمية والثقافية والمعلوماتية ينبغي عليها أن تدخلها عبر بوابة هذه اللغات الأوربية والإنجليزية بالذات، وهذا يتيح فرصة ذهبية وكبيرة للدول الكبرى لبث ثقافتها وتكريس صيغها الإعلامية ، وتعميم قيمها وتقاليدها الثقافية، وهذا من شأنه أن يقضي على الخصائص والسمات المحلية للدول النامية شيئًا فشيئًا. وبناءً على ما سبق فإن يمكن بلورة مشكلة الدراسة في السؤال الآتي: ما تحديات العولمة الثقافية ؟ وما المتطلبات التربوية لمواجهتها؟ تكتسب الدارسة أهميتها من أهمية موضوع العولمة وما ينتج عنها من تحديات تتطلب من المجتمعات مواجهتها من خلال مؤسساتها التربوية . كما يمكن أن تساعد نتائج البحث واضعي السياسات التعليمية القائمة من إعادة تشكيلها بما يتناسب مع المتغيرات المعاصرة وبما يحفظ للمجتمعات هويتها الوطنية المستمدة من عقيدتها كما تأتي استجابة لتوصيات العديد من الدراسات والأبحاث من ضرورة الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمعات في عصر العولمة والانفتاح على ثقافات العالم. اقتصرت الدراسة على رصد وتحليل مظاهر وتحديات العولمة الثقافية السلبية والمتطلبات اللازمة لمواجهتها من منظور تربوي باستخدام المنهج الوصفي. يقصد بالمتطلبات التربوية: الحاجات التربوية المختلفة من ضوابط وأخلاقيات ومواصفات وعلوم ومعارف والتي ينبغي على المجتمعات بمؤسساتها التربوية أن يوفروها لتحقيق هدف مواجهة تحديات العولمة الثقافية السلبية والتفاعل الإيجابي مع تحدياتها الإيجابية . يمكن تلخيص بعض تحديات العولمة الثقافية السلبية في الآتي : تحدي التطرف الفكري وإشاعة ثقافة العنف والترويج للجريمة . تحدي اختلال منظومة القيم المجتمعية، وتفتيت القيم داخل كل ثقافة تحت شعار الحداثة وذلك من خلال مفاهيم الانتماء والولاء للدولة والوطن والأمة، وذلك بإحلال مفاهيم جديدة مثل القرية العالمية، ونهاية التاريخ، والاعتماد المتبادل أو الشرق الأوسط بدلا من الدور العربية والإسلامية. التحديات الإعلامية بكافة أنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة؛ كونها من أعظم الوسائل تأثيرا في عقول الناس وأفكارهم، حيث استخدمت الكثير من وسائل الدعاية لنشر الأفكار والثقافات المنحرفة، ونشر الأخلاق الفاسدة والفنون الهابطة والآداب المنحلة، مما أحدث حالة من الضياع الفكري لدى كثير من الأفراد في المجتمعات العربية والإسلامية. تحدي تهديد الخصوصية الثقافية عبر الانترنت للأطفال والكبار ، فقد أوضحت نتائج دراسة العنزي (2021) والتي استهدفت بيان تأثير استخدام شبكات التواص الاجتماعي على الهوية الثقافية لدى الأطفال من وجهة نظر الوالدين باستخدام أداة الاستبانة بأن هناك اتفاق بين كافة أفراد عينة الدراسة والبالغ عددها (306) من الوالدين أن هناك آثار سلبية مترتبة على استخدام الأطفال لشبكات التواصل الاجتماعي على الهوية الثقافية لدى الأطفال ، وأن التأثير على اللغة جاءت بالمرتبة الأولى ، يليه التأثير على الجانب الخلقي، ثم القيم الدينية، وجاءت القيم الاجتماعية بالمرتبة الرابعة ، وأخيرا التأثير على التراث الثقافي بالمرتبة الخامسة. تحدي سيادة النزعة الاستهلاكية وأنماط الاستهلاك الناجمة عن تجانس الطلب وخضوع المنتجات إلى مقاس عالمي واحد، ليس بمقدور البعض مجاراته ،وهدا ما أكدته نتائج بعض نتائج الدراسات كدراسة (مرتضى،2011) التي استهدفت بيان أثر العولمة على ثقافة الاستهلاك لدى الشباب الجامعي بجامعة عين شمس، وتوصلت الدراسة إلى نتائج منها : تؤدي الإعلانات التجارية في القنوات الفضائية المعاصرة إلى زيادة الاستهلاك لدى قطاع الشباب الذي يستهدفه الإعلان ، ويشكل الإعلان التليفزيوني مصدر ضغط على الشباب في عملية الشراء والاستهلاك . تحدي الهيمنة الثقافية الغربية ومحاولة تهميش ثقافة المجتمعات المحلية ، وهو تحدي عالمي أخذت تشكو منها حتى بعض الدول الأوربية المتقدمة الأمر الذي دفع أحد وزراء الثقافة الأوربية إلى المناداة بحرب مقدسة ضد هذه الإمبريالية الفكرية التي تغزو العقول ، وتملك أنماط التفكير وأساليب الحياة ، فمنذ بداية التسعينات صدرت كتب عديدة في الدول الأوروبية تحذر من سطوة الثقافة الأمريكية على الثقافات الوطنية لهذه الدول، ففي فرنسا على سبيل المثال كتب هنري جوبار: الحرب الثقافية والآخر، وكتاب جان تيبو: فرنسا المستعمرة، والكتابان يحذران من مخاطر التهميش الثقافي لفرنسا والدول الأوربية الأخرى وتهديده لهويتهما الثقافية (حوات، 2002) تحدي الثورة المعلوماتية دون ضوابط . وخلاصة ما تقدم نجد أن ثقافة العولمة تعمل ضد الحوار الثقافي والتلاقي لأنها انطلقت من مرجعية النموذج الواحد الأمريكي، ومكمن الخطر أنها تستمد مرجعيتها من تصورات وممارسات غربية، مما يعني أنها ليست نتاجًا للتفاعلات بين الحضارات والمذاهب المختلفة على مستوى العالم ككل ، فهي تمثل _ على حد قول البعض _ الهجمة الأخيرة للرأسمالية، وتستهدف تنميط العالم بالشكل الذي يخدم مصالح الرأسمالية العالمية المسيطرة (السحمراني ،2005،ع117 ) وبذلك نجد أن هذه الثقافة لا تصلح ان تكون هي الثقافة المسيطرة على العالم ، وإنما هناك ثقافات متعددة ومتنوعة ، تعمل كل منها بصورة تلقائية أو بتدخل إرادي من أهلها للحفاظ على هويتها ومقوماتها النابعة من عقيدتها التي تؤمن بها. للحد من تأثيرات العولمة الثقافية يجب الانطلاق من منطلقات تربوية منها: نشر الوعي بين أفراد المجتمع بالعولمة الثقافية وسلبياتها وإيجابياتها. إذا كان الكثيرون – في العالم – يعتقدون أنّ العولمة أصبحت قدرًا محتومًا، فإنّ الحقيقة أيضًا هي أنّ العولمة غير قابلة للرفض المطلق أو القبول المطلق، بل يجب التعامل معها كنظام متشابك الأبعاد ينبغي فهمه والتعامل معها في كافة أبعادها، لأنّ العلاقة بين هذه الأبعاد قوية وثابتة لا يجوز تجاهلها. ولذلك فإنّ من واجب المؤسسات التربوية ، متابعة تأثيرات العولمة وتوضيحها للناس بعلمية وموضوعية، مع الأخذ في الحسبان أن وقع العولمة وتأثيراتها، لن تكون واحدة على الأمم المختلفة. وستبقى ردود الأفعال على مجمل التغيّرات والتحديات التي تأتي بها العولمة بأبعادها المختلفة هزيلة ومشتّتة وربّما متناقضة، إذا لم يتمّ التعرّف إليها وتوافر القدر الكافي من الإجماع على كيفيّة التعامل معها، وتحديد الموقف منها. (جعفر، 2018) الثقة بالنفس والاعتزاز بالهوية الإسلامية؛ حيث يشكل الانهزام النفسي عاملا خطيرا لفناء الأمة، فالتربة الرخوة المشبعة بالهزيمة وفقدان الثقة هي التربة المناسبة لكي تضرب العولمة بكل أبعادها بجذورها فيها وتتمدد بما يزيد من تأثيرها وفتكها، لذلك لابد من التأكيد على أهمية النظام التربوي في الحفاظ على الهوية في عصر العولمة بكل أبعادها وتجلياتها والعمل على تربية الأمة والمجتمع والفرد على الثقة بالنفس من خلال تلمس ما لدى الأمة من براعم القوة والمنعة وجعلها انطلاقة للتطوير المناسب وللإبداع والابتكار. إبراز عالمية الإسلام وإنسانيته، والاهتمام بدور الأسرة في تحصين الناشئة بالقيم الإسلامية، وبث الوعي في نفوسهم وتهيئتهم للحياة المعاصرة والتفاعل الإيجابي مع متغيراته، والعمل على الحد من التلوث الثقافي والإعلامي الموجه للأمة الإسلامية من خلال القيام بالآتي: تجديد الثقافة بردها إلى أصولها، تجذير الفروق الثقافية، إغناء القاعدة الإيمانية، العمل على زيادة الوعي تحصينا للذات الإسلامية من الانحرافات الفكرية التي تؤدي إلى الذوبان بالآخر والثقافات المغايرة، العمل على تعميق العمل الاجتماعي وتأهيله، السعي إلى إيجاد إنتاج ثقافي إعلامي ذي نوعية جيدة، وتسخير الأدوات المتاحة للحد من تحديات العولمة وما أفرزته من تلوث ثقافي. (الشريفين، 2010) وضع إستراتيجية ثقافية للأمة تتحرك باتجاهين الأول: باتجاه وحدة المسلمين ثقافيًا، والثاني باتجاه التعامل مع الآخر. وقد أشار مجاهد (2001) أن هذه الإستراتيجية لابد أن تنبع من داخل أنفسنا، ومن واقع ظروفنا، تبدأ بالفرد بتربيته تربية صالحة صحيحة، فالتربية هي الملجأ الأول والأخير، وأنها ما دامت في إطارها الصحيح سوف تنتج خير فرد وخير مجتمع ، وخير حضارة إنسانية، وحدد مكونات هذه الاستراتيجية في المحاور التالية: البناء القيمي والأخلاقي للفرد: فالسبيل إلى مواجهة تحديات العولمة الثقافية لا يمكن أن يكون بالانغلاق والانعزال عن الواقع وسد منافذ الإحساس لدى أبنائنا ، وإنما تكمن المواجهة الصحيحة من خلال البناء القيمي والخلقي الراسخ والتفكير النقدي الذي يمكنهم من غربلة محتويات العولمة الثقافية وتأثيرها القيمي المتدفق ، وإعمال عقولهم فيما هو وافد من الثقافات الأخرى. التفوق العلمي والتكنولوجي: لا سبيل لسد الفجوة الحضارية بيننا وبين الغرب سوى التفوق في المجال العلمي التقني، من خلال التعليم، الذي يعتبر خط الدفاع والهجوم الأول، به تحيا الأمم أو تموت، لأنه مع العولمة لن تصمد حضارة أي أمة بدون تعليم عصري يناسب ظروفها وإمكانياتها. قبول التعددية بكل أنواعها، والانفتاح على خبرات الآخرين والانطلاق نحو العالمية، ويقصد بذلك الحفاظ على الهوية والأصالة الثقافية للفرد مع الاعتراف بالأخر بالآخر والقدرة على التعامل الإيجابي مع حقيقة التعددية بأنواعها المختلفة؛ لأن التعددية مبدأ تربوي إسلامي ينبع من عالمية الإسلام، كما أنها سنة من سنن الله في الوجود، حيث اقتضت حكمته سبحانه وتعالى التعدد والتباين بين الخلائق حتى تستقيم الحياة وتعمر لتحقيق هدف الاستخلاف، ويمكن تمثيل هذه الاستراتيجية في الشكل التالي: شكل (1) الاستراتيجية الثقافية لمواجهة تحديات العولمة الثقافية ويمثل متطلب تطوير تعليم المستقبل أحد المتطلبات التربوية الرئيسة لمواجهة تحديات العولمة الثقافية، حيث يرى العديد من الخبراء والمهتمين والباحثين أن تطوير التعليم يمكن أن يكون أحد الحلول الهامة في مجتمعاتنا لمواجهة العولمة الثقافية. ويمكن الاسترشاد بالتصور الذي وضعه (عمار،2000) لتطوير تعليم المستقبل ، وهو تصور رباعي يوضحه الشكل التالي: شكل (2) أبعاد تطوير تعليم المستقبل البعد الأفقي: بمعنى أن يكون التعليم " للجميع " ، ويعم انتشار المعرفة ، والقضاء على الأمية بكل أنواعها :أمية القراءة والكتابة والأمية التكنولوجية . البعد الرأسي: ويمثله مبدأ " التعلم مدى الحياة " ويشير إلى إتاحة فرص التعليم لأطول فترة ممكنة بعد مدة التعليم الأساسي، وتدريب الفرد لنفسه على كيفية تعليم نفسه بصفة مستمرة في عالم متغير وأن يوسع دائرة تعليمه الفكري والعلمي والمهني ، كي يكون قادرا على اتخاذ قراراته بنفسه وفق المتطلبات المستجدة ، وتحفيزه على متابعة العمل الحياتي وتحسينه ، وإلى تحقيق أعلى درجة من أشكال تكامل الذات الإنسانية وبالتالي يستطيع أن يتعامل بإيجابية مع إيجابيات العولمة الثقافية وتوظيفها في الاتجاه السليم ويتصدى لسلبياتها بوعي واقتدار . بُعد العمق في العملية التعليمية منها: العمق المتصل بالتطوير الكيفي لمناهج التعليم من أجل تحقيق تعلم فاعل ينمي الفكر، ويرعى الموهبة ويدعم الإبداع، ويتطلب هذا تقويم المناهج الحالية بإجراء دراسة تحليلية تقويمية شاملة للمناهج ، للوقوف على مدى قدرتها على مواكبة التحديات الإيجابية للعولمة الثقافية ومواجهة تحدياتها السلبية بمفاهيمها وقيمها ، كما يتطلب معرفة المفاهيم المرتبطة بالعولمة أو ذات الصلة بها ومعرفة القيم التي يتبنّاها النظام التعليمي ، وهل هي قيم تقليدية أو قيم حديثة؟ أو تجمع بين التقليدية والحداثة؟ وما هي معادلة التوازن المثلى بينهما في المناهج الدراسية؟ وثمة قيم ثقافية عامة لابد من تنميتها ورعايتها من خلال المناهج الدراسية تتمثل في: الوعي بالحقوق الإنسانية مع الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية ، وتعزيز الروح التعاونية ، والإيمان بقيمة العدالة الاجتماعية، وفهم الفروق الثقافية والتعددية وفلسفة التعايش مع الآخر وقبوله ، وتفتح العقل وتهيئته للتغيير والتنمية المستمرة. كما يتطلب من القائمين على تصميم المناهج الدراسية، من وضع تصوّر للمعلومات والمعارف والمهارات، التي يجب أن تتوافر للمتعلّم، مع التأكيد على الاهتمام بالقيم الثابتة التي تؤصّل ذاته، وتبرز هويته وتحافظ على كينونته، فالتصوّر الصحيح لما يملأ العقل والوجدان يمكن أن يبشّر بمواصفات الإنسان الذي ينبغي على المناهج الدراسية أن تعدّه لمواجهة تحدّيات العولمة. ولهذا فإنّ أهم دور للمناهج المدرسية في مواجهة العولمة ، كأيديولوجية، هو أن تبرز الذاتية الثقافية عند المتعلمين، ملتمسة في سبيل تحقيق ذلك ، المظاهر والأنماط الثقافية كافة ، والتي تؤكّد هذه الذاتية وتعمل على تأصيلها واستناداً إلى المعطيات السابقة عن طبيعة المناهج الدراسية، لمواجهة تحدّيات العولمة، فلا بدّ أن تتطوّر هذه المناهج لتتسم بما يلي: مساعدة المتعلمين في فهم أكبر للعولمة الثقافية وكيفية التعامل معها . تطبيق فكرة التعليم المتوائم الذي يحقق التكامل بين الخصوصية الثقافية ومتطلبات المنظومة العالمية، وتنمية التفكير الناقد لتحقيق التفاعل الإيجابي مع ثقافات الآخرين، قبولًا أو رفضًا. تطوير المناهج لمواجهة أساليب التشويه المعرفي والتاريخي، وإبراز دورها في المحافظة على الهوية الثقافية للأمة، وتطوير القدرات والإمكانات الفردية والجماعية، وتقوية القيم والمبادئ والأعراف الاجتماعية الصحية. (جعفر ،2018) إن تطوير المناهج الدراسية في كافة المراحل التعليمية يتطلب الاعتماد على المنهج المحوري وأن يبنى بطريقة وظيفية يراعى عند بنائها طبيعة المادة العلمية التي تقدم للمتعلمين وخصائصهم، والجمع بين الجوانب النظرية المعرفية والجوانب التطبيقية. العمق المتصل بالمتعلم: يمثل المتعلم أهم أركان العملية التعليمية ومحورها الأساس الذي توظف له عناصر العملية التعليمية الأخرى، لذا على الأنظمة التربوية والتعليمية العمل على إعداد الفرد إعداد متكاملا وشاملا من كافة الجوانب وذلك من خلال: إعداده للمواطنة والمشاركة الاجتماعية الإيجابية؛ خاصة أن بعض المجتمعات تواجه معضلة حقيقة في سلوك الأفراد كما أثبتت ذلك نتائج العديد من الدراسات والأبحاث، تتمثل هذه المعضلة في انحدار القيم الرفيعة ، ومحاولة الهروب إلى إيمان شكلي تدل عليه أنماط السلوك السائدة فالمطلوب في ظل تحديات العولمة الثقافية تمثّل نماذج من القيم الرفيعة في العلم والعمل والإنتاج والإتقان والعلاقات الإيجابية مع الآخرين ، وتقوية اعتزاز الفرد بدينه ووطنه ولغته وهويته الحضارية وهذا يتطلب: إعداد المتعلم فكريا وسلوكيا بحيث يتعلّم في ظلّ النظام التربوي المنشود حقوقه وواجباته، وأن يمارس الديمقراطية واحترام الآراء الأخرى داخل المؤسّسة التربوية ، وأن يمارس نماذج من الحوار اليومي، وكيفية العمل مع الجماعة ، وأن يشترك في العمل التطوّعي والتخطيط لبعض الأنشطة داخل المؤسّسة التربوية وخارجها تشكيل متعلم متعدد المهارات التي تناسب عصر العولمة والمعلوماتية؛ ليكون قادرا على التعبير عن الذات ، والاتصال الإيجابي بمن حوله . إعداد المتعلمين لتقبل التغيير في التقدم العلمي والتكنلوجي والمرونة في الاستجابة له وتزويدهم بمهارات التعلم الذاتي لاكتساب المعارف المتجددة ، وتوظيفها بسرعة والاستجابة الفاعلة للمستجدات والتغيرات الطارئة في المحيط الشخصي والاجتماعي ، مع التأكيد على المحافظة على الثوابت ومنظومة القيم الأخلاقية إكساب المتعلمين مهارات التفكير الناقد والإبداع والابتكار لصنع المستقبل (جعفر ،2018) ومن ثم فلا بد للتعليم من التأكيد على مفهوم التعليم الشامل بما يتضمنه من تزاوج التخصصات، أو فيما يسمى بالدراسات البينية. العمق المتصل بالمعلم: يُشكل المعلم أحد الركائز الأساسية في المنظومة التعليمية وفي تنمية جميع جوانب شخصية المتعلم وهو المفتاح الرئيس الذي يسمح لمؤسسات التعليم العام والجامعي أن تصل لأهدافها ؛ كونه قائد العملية التعليمية ، فالمعلم وفق نظرة علماء التنمية البشرية يشكل المصدر الأول للبناء الحضاري والاقتصادي والاجتماعي للأمم من خلال دوره في بناء رأس المال القيمي والفكري والمعرفي، فكلما نجح المعلم في زيادة المستويات القيمية والأخلاقية والتعليمية للمتعلمين كلما ارتفعت معها مستويات القيم والأخلاق والعلم والمعرفة وبذلك يصبح المتعلم قادرا على التفاعل الإيجابي مع إيجابيات العولمة ومواجهة تحدياتها السلبية بوعي وفهم . إن المنهجية الجديدة التي فرضتها العولمة بكافة أبعادها وتجلياتها تحتاج إلى تكوين نوعيات جديدة من المعلّمين عالية الكفاءة ، رفيعة المستوى الثقافي والتربوي والأكاديمي والمهني والأخلاقي لديه القدرة على حسن الاتصال بشتى أنواعه ومستخدم جيد للتكنلوجيا ويتميز بالقيادة والتخطيط وباحث لحل المشكلات والتحديات التي تواجه المتعلمين وتؤثر على ثوابتهم وقيمهم أو تؤثر على مستوى تحصيلهم. ولذلك فإنّ مواصفات المعلّم في عصر العولمة ومسؤولياته كثيرة ومتنوّعة منها : أن يستند المعلم في عمله وسلوكه ، إلى قاعدة فكرية متينة وعقيدة إيمانية قوية ، ويحض على العلم والعمل والأخلاق ، وذلك انطلاقا من إدراكه أهمية المهنة التي يمارسها ، وقدسية رسالتها والارتقاء بها ، وأن يدرك ومن خلال نظرة نُظُميّة/ منهجية وعلمية متطوّرة، موقعه وأهمية دوره في عصر العولمة والانفتاح العلمي والثقافي. (جعفر، 2018 ) أن يفهم المعلم لأدواره المتعددة في ضوء التحديات المعاصرة. أن يعمل على تنمية شخصية الطالب تنمية شاملة ومتكاملة يتشكل من خلالها وعيه الفكري الثقافي؛ فيكون لديه القدرة على التمييز بين إيجابيات العولمة الثقافية وسلبياتها، وتربيته على حرية التفكير والرأي والتعبير عن الذات بعيدًا عن التقليد الأعمى، والعمل على إكسابه المهارات السليمة التي تعينه على الاستفادة من وسائل التقدم العلمي والمعرفي والتكنولوجي والاتصال مع الآخرين والتفاعل معهم بإيجابية. تربية المتعلمين على مبدأ الانفتاح الواعي والتفكير الناقد بهدف إعداد فرد يقظ واعٍ لا يتقبل كل ما يسمع ويقرأ، بل يتأمل ويناقش ويفهم. العمق المتصل بطرق وأساليب التدريس. إنّ العملية التربوية في ظلّ العولمة والمعلوماتية وتدريس موضوعات المنهج الدراسي على أسس حديثة ، لا تستهدف حفظ المعلومات وتذكّرها، لأنّ التكنولوجيا كفيلة بذلك ، ولكنّ العملية التربوية تدور أساساً حول استراتيجيات وطرائق تساعد المتعلم على اكتساب مهارات المعرفة كالفهم والتساؤل والحوار والنقاش والتنظيم والتفسير والتحليل، وتوظيف العمليات العقلية العليا كالتصنيف والتبويب والتأمّل والنقد وحلّ المشكلات ومواجهة التحديات وتصميم البدائل وعمل المشروعات. ولرفع مستوى الاستفادة من العلوم والمعارف التي تحتضنها العولمة ، ضرورة العمل على توطين تكنولوجيا التعليم داخل القاعات الدراسية . البعد الاجتماعي الثقافي: ويقصد بذلك أن يكون التعليم عاملا أساسيا في تأكيد التفرد والذاتية الثقافية للمجتمع، وهذا التأكيد لا يعني الجمود في إطار من الموروث القديم، بل هو عملية تتيح للمجتمع أن يتغير ويتطور دون أن يفقد هويته الأصلية، وأن يتقبل التغيير دون أن يغترب فيه، إنه التفاعل بين الأصالة والمعاصرة. أن تحقيق هذا البعد يمثل حجر الزاوية في تكوين الأمم والمدخل الأساسي لتحقيق التنمية البشرية في المجتمعات من خلال تكوين الإنسان المنتج الواعي لقضايا مجتمعه الراهن ، والساعي لتقليص الفجوة بين الواقع المعاصر وما وصلت إليه الحضارة الإنسانية من تقدم ورقي وازدهار في كافة الجوانب. أبو دف، محمود والأغا ، محمد . ( 2001) . التلوث الثقافي لدى الشباب في المجتمع الفلسطيني ودور التربية في مواجهته. مجلة الجامعة الإسلامية. م9. ع2. ص 58-108 . بدوي ، سناء ( 2006) . أثر الفضائيات على أنساق القيم الاجتماعية لدى الشباب ، دراسة ميدانية على عينة من الشباب الجامعي . كلية الآداب . جامعة القاهرة . جعفر ، هاني ، (2018) . التربية وتحديات العولمة ، مقال منشور على الرابط: https://staffsites.sohag-univ.edu.eg/stuff/posts/show/8845?p=posts حوات ، محمد علي . 2002، العرب والعولمة ، شجون الحاضر وغموض المستقبل ، القاهرة ، مكتبة مدبولي. الرواشدة ، علاء زهير (2008) . العولمة والمجتمع ، مجلة تجارة الرياض ، ع24 الزهراني ، عبدالله حرويل ، 2013 ، دور مؤسسات التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية في مواجهة مظاهر التطرف الفكري ، مجلة التربية ، جامعة الأزهر ، مصر ، مج2، ع152) السحمراني، أسعد . ( 2005) . الثقافات وتحدي العولمة . مجلة المسلم المعاصر ، ع117، جمعية المسلم المعاصر . شدود ، ماجد .( 2002) . العولمة : مفهومها ومظاهرها وسبل التعامل معها ، ط1 . سوريا . الشريفين ، عماد عبدالله . ( 2010) . العولمة الثقافية من منظور تربوي إسلامي . دراسات ، علوم الشريعة والقانون ، م37. ع2 . ص 438-455. صالح، ثناء محمد . ( 2005) . "المضمون الثقافي للعولمة "، مجلة النبأ، ع 79: http://www.annabaa.org/nbahome/nba79/005.__ العتيبي ، بدر والضبع ، ثناء وإبراهيم ، عبد الحميد .(1428) . العولمة الثقافية وأثرها على هوية الشباب السعودي وقيمهم وسبل المحافظة عليها . المملكة العربية السعودية ، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية : الرياض . العصيمي ، خالد بن محمد . (2005) . المتغيرات العالمية المعاصرة وأثرها في تكوين المعلم . الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية ، كلية التربية ، جامعة الملك سعود : الرياض . اللقاء السنوي الثالث عشر على الرابط: https://kenanonline.com عمار ، حامد .(2000) " نحو تعليم المستقبل " مجلة العربي . ع 494. ص 51 - 61 العنزي ، مها عضيب . (2021) . استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وآثاره على الهوية الثقافية لدى الأطفال ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة الملك سعود . العيد ، وارم . ( 2014) . البعد الثقافي للعولمة وأثره على الهوية الثقافية للشباب العربي ـ الشباب الجامعي الجزائي ـ نموذجاـ . مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية . ع2 . ص 9-25. قنيطة ، أحمد . (2011) . الآثار السلبية لاستخدام الإنترنت من وجهة نظر طلبة الجامعة الإسلامية بغزة ودور التربية الإسلامية في علاجها ، رسالة ماجستير ، الجامعة الإسلامية ، كلية التربية ، غزة . مجاهد ،محمد ( 2001) : بعض مخاطر العولمة التي تهدد الهوية الثقافية للمجتمع ودور التربية في مواجهتها ، مجلة مستقبل التربية العربية ، مج7 ، ع 22 ، ص157-206. محفوظ ، محمد .(2002) . الحضور والثقافة ( المثقف العربي وتحديات العولمة ) ، المركز الثقافي العربي . الدار البيضاء : المغرب . مرتضى ، مصطفى . (2011) . العولمة وثقافة الاستهلاك لدى الشباب " دراسة اجتماعية ميدانية " . حوليات آداب جامعة عين شمس ( عدد خاص بالدراسات الاجتماعية ) . ص 401-434. Paul, L & Locatelli, S. 2005. Education for Globalization. www.ammericanpress.org. Teichler, U. (2011). the roll of the European Union in international higher education: the globalization of higher education. Buckingham, Open University Press Wheeler, D. (2008). New media globalization Kuwaiti national identity. Middle East Journal. 3(54) p:432-444 Naz, A., Khan, W.m Hussain, M., & U. (2011). The Crises of Identity: Globalization and its Impact on Socio-Cultural and Psychological Identity Among PAKHTUNS of KHYBER PAKHTUNKHWA PA; ISTAN. International journal of Academic Research in Business and Social Sciences ,1 (1). Sagar, S &Shahram (2010) Globalization, Threatened Identities, Coping and Well-Being, psychological studies,55,4,313-322. Takahashi – Shinji (1996); \' Talk Actoss the oceans: Language and Culture of the global, Internet community \' Eeic, No: Ej544815. http://www.askeric.org/cgi-bin/eric dbquer Yz. PlsarchEric Abstract, 10/11/2002.المتطلبات التربوية لمواجهة تحديات العولمة الثقافية
أ.د حياة بنت عبد العزيز محمد نياز
رئيس جامعة أكاديميون العالمية
haniaz@akadymiuwn.org.uk
مستخلص البحث:
Abstract:
مقدمة ومشكلة الدراسة:
أهمية الدراسة:
منهج الدراسة وحدودها:
مصطلحات الدراسة:
تحديات العولمة الثقافية:
المتطلبات التربوية لمواجهة تحديات العولمة الثقافية
مراجع الدراسة
