جامعة أكاديميون العالمية AIU :: التأثير القيمي لمشاهد العنف عبر الشبكات الاجتماعية
تقاطعنا مع

التأثير القيمي لمشاهد العنف عبر الشبكات الاجتماعية


تفاصيل البحث

 

التأثير القيمي لمشاهد العنف عبر الشبكات الاجتماعية

د.جيهان سباق علي خليفة

المستخلص

تتفاوت مشاهد العنف المنتشرة عبر الشبكات الاجتماعية من العنف الجسدي واللفظي إلى العنف الرمزي والتحرش الإلكتروني، لقد أصبح هذا النوع من المحتوى مشكلة تؤثر على جميع الفئات العمرية، والأكثر إشكالية تأثيره على الشباب والأطفال، فيؤدي التعرض المستمر لمشاهد العنف إلى تغيير في السلوكيات والقيم، مما يرفع من معدلات السلوك العدواني، القلق، والخوف بين الشباب.

سعت هذه الورقة البحثية إلى استكشاف الأبعاد المختلفة لتأثير مشاهد العنف على القيم الاجتماعية، من خلال التعرض للنظريات العلمية والدراسات الميدانية التي تناولت هذا الموضوع، بما تضمنته من تحليل البيانات الإحصائية وتقديم دراسات حالة، كما سلطت الضوء على الفروقات الثقافية والجندرية في التأثير، وأهمية دور التربية والإعلام في التخفيف من هذه التأثيرات السلبية.

  كشفت القراءة النقدية للأدبيات العلمية مدى مساهمة الشبكات الاجتماعية في إحداث تغييرات اجتماعية وتحولات ثقافية فكرية حيث أتاحت للعديد من الأفراد والمجموعات فرصاً جديدة للتواصل عبر مضامين تفاعلية يقوم فيها أفراد العملية الاتصالية بدور فاعل.

كما أظهرت نتائج الورقة البحثية أن مشاهد العنف المنتشرة عبر الشبكات الاجتماعية تُساهم في تدهور المنظومة القيمية لدى الأفراد، خاصةً الشباب والمراهقين، ما يؤدي إلى تطبيع السلوك العدواني في المجتمع، وإلى تأثير العنف الرمزي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بالجندر، حيث يتم تعزيز الأفكار النمطية السلبية حول النوع الاجتماعي وتأطير القيم المرتبطة بالتمييز والعنف، كما أن الأطفال الذين يتعرضون لمشاهد العنف عبر الإنترنت والتلفاز يعانون من مشاكل سلوكية ونفسية، وأن نسبة كبيرة من المحتوى الإعلامي الموجه للأطفال يحتوي على مشاهد عنف، مما يذيد من سلوكياتهم العدوانية ويضعف من قدرتهم على التفاعل الاجتماعي بشكل سليم.

نأمل أن تسهم هذه الورقة البحثية في تقديم فهم أعمق لتأثير مشاهد العنف على القيم الاجتماعية، وأن تكون مرجعاً مفيداً للباحثين، المربين، والإعلاميين، والسياسيين في وضع سياسات وإجراءات تهدف إلى الحد من انتشار العنف عبر الشبكات الاجتماعية وتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع.

مصطلحات الدراسة: التأثير القيمي - مشاهد العنف - الشبكات الاجتماعية.

"The Value-Based Impact of Violent Content on Social Media Platforms"

Abstract
The violent scenes spread across social networks range from physical and verbal violence to symbolic violence and cyberbullying. This type of content has become a significant issue affecting all age groups, with its most problematic impact being on youth and children. Continuous exposure to violent scenes leads to behavioral and value changes, increasing rates of aggressive behavior, anxiety, and fear among young people.

This research paper aimed to explore the various dimensions of the impact of violent scenes on social values by examining scientific theories and field studies that have addressed this topic, including statistical data analysis and presenting case studies. It also highlights the cultural and gender differences in the impact and the importance of the role of education and media in mitigating these negative effects.

A critical review of the literature reveals the extent to which social networks contribute to creating social changes and cultural shifts, offering individuals and groups new opportunities for communication through interactive content where participants play an active role in the communication process.

The research findings indicate that violent scenes prevalent on social networks contribute to the deterioration of the value system among individuals, particularly youth and adolescents, leading to the normalization of aggressive behavior in society. Symbolic violence on social media also has a notable impact, especially regarding gender, where negative stereotypes are reinforced, framing values linked to discrimination and violence. Moreover, children exposed to violent scenes online and on television suffer from behavioral and psychological problems, with a significant portion of media content aimed at children containing violent scenes, thereby increasing their aggressive behaviors and weakening their ability to engage in healthy social interactions.

We hope this research paper provides a deeper understanding of the impact of violent scenes on social values and serves as a useful reference for researchers, educators, media professionals, and policymakers in developing policies and measures aimed at reducing violence on social networks and promoting positive values in society.

Keywords: Value Impact - Violent Scenes - Social Networks.

 

المقدمة

في عصرنا الرقمي الحالي، أصبحت الشبكات الاجتماعية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، يتيح لنا هذا التطور التكنولوجي الوصول إلى كم هائلة من المعلومات والمحتوى بمجرد ضغطة زر، وأصبح الملايين يتلاحمون في عالم افتراضي يؤثر بل يحكم واقعهم الإنساني والاجتماعي والثقافي من خلال هذه المواقع (الفيس بوك - تويتر – يوتيوب – انستجرام...الخ)، التي أتاحت تبادل الأخبار والمعلومات ومقاطع الفيديو والصور ومشاركة الملفات وإجراء المحادثات الفورية والتواصل والتفاعل المباشر بين جمهور المتلقين، فقد ظهر جيل جديد لم يعد يتفاعل مع الإعلام التقليدي بقدر ما يتفاعل مع الإعلام الإلكتروني، يسمى بالجيل الشبكي أو جيل الإنترنت، وفى هذا السياق ظهرت العديد من الأبعاد الإيجابية والسلبية على المجتمع بمختلف فئاته خاصة الأطفال والمراهقين والشباب، لأنهم الأكثر استخداماً للشبكات الاجتماعية، وقضاء الساعات الطويلة أمام جهاز الحاسوب مستخدمين الإنترنت، ما أثر على علاقاتهم الاجتماعية الحقيقية، وأصبحوا يعيشون في مجتمع افتراضي يشغل اهتماماتهم، بما له من أبعاد اجتماعية ونفسية وثقافية مغايرة، كما جاء هذا الانفتاح الواسع بتحديات جديدة، من أبرزها انتشار مشاهد العنف وتأثيرها على القيم الاجتماعية.

مفهوم القيم الاجتماعية وأهميتها

يقصد بالقيمة ما يسمو في المعنى والقيمة معنوية وقد يسعى الإنسان لتجسيدها عمليا كلما ارتفع بفعله (سلوكياته) وعقله إلى منزله أعلى وتعني القيمة في اللغة اسم النوع من الفعل قام يقوم قياما، بمعنى وقف واستوى، وفي منظور عبد الرحمن عزي فإن القيمة ما يعلو عن الشيء ويرتبط بالمعاني الكامنة في الدين وتجلى هذا الأمر في قول الله تعالى ذلك ﴿ الدِّينُ الْقَيِّمُ[سورة يوسف:40]، وقوله تعالى: ﴿فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ[سورة البينة :3]. (حداد، نورة، غضبان، 2018، ص: 174)

وهي ما يسمو بالفرد ويرفعه من معاني مدركة أو مستنبطة عن النص القرآني السيرة النبوية النصوص المرجعية التي أنتجتها الحضارة العربية الإسلامية، إضافة إلى تلك النهضوية الحديثة فلا تكون قط من دون مرجعية، وإنما تأتي في سياق تعليم إلهية دينية لتصبح وثيقة الصلة بالمعتقد، ويمكن فهم علاقة الأخير بالقيمة والإنسان في إطار الخلق، حيث يحدث الارتباط بين الخالق والمخلوق والخلق لقيمة. (عيساني،2012)

وإعلامياً فإن دراسة الأثر أو تأثيرات وسائل الإعلام لا تتم من دون مرجعية تربط محتويات وسائل الإعلام بالقيمة، وأن التأثير يكون إيجابياً إذا كانت محتويات وسائل الإعلام وثيقة الصلة بالقيمة، وكلما كانت الوثائق أشد كان التأثير إيجابياً، وبالمقابل يكون التأثير سلبياً إذا كانت محتويات وسائل الإعلام لا تتقيد بأي قيمة أو تتناقض مع القيمة، وكلما كان الابتعاد عن القيمة أكبر كان التأثير السلبي أكبر.(نصير، 2014، ص: 87-88)

التأثير

يختلف من شخص لأخر، فهو المرحلة النهائية للاتصال ويتم بتغيير معلومات أو اتجاهات وسلوك الفرد بما يحقق الهدف، وهو مفهوم معقد وليس بالبسيط يقع ضمن ديناميكية ونشاط اجتماعي، والتأثير لا يعنى دائما التغيير، بل تثبيت وتعزيز الآراء والمواقف أيضا، وهو العملية التي يقوم من خلالها الأفراد بتبني فكرة مستحدثة معينة في تنظيم اجتماعي معني بالتأثير فيمن لم يتسنّ لهم بعد الإيمان بالفكرة.(شعبان، ص 33)

والمقصود بالتأثير القيمي

التغيير الذي يحدث في القيم والمعتقدات الشخصية أو الاجتماعية نتيجة التعرض لمحتوى معين، سواء كان هذا المحتوى من خلال وسائل الإعلام التقليدية أو الجديدة، هذا التأثير يمكن أن يكون إيجابياً أو سلبياً، حيث يمكن أن يعزز من القيم الموجودة أو يغيرها أو يستبدلها بقيم جديدة، فعلى سبيل المثال، قد يؤدي التعرض المستمر لمشاهد العنف في الإعلام إلى تغيير موقف الشخص تجاه العنف، مما يجعله أكثر تقبلاً له أو على العكس ينفر منه، كذلك يمكن أن تسهم وسائل الإعلام في تشكيل نظرة المجتمع تجاه قضايا معينة كحقوق الإنسان أو البيئة، مما يؤدي إلى تحول في القيم السائدة، وسائل الإعلام الحديثة لها تأثير كبير في تغيير القيم الأخلاقية والاجتماعية للشباب.

 

إعلام العنفmedia violence  (مزيانى، 2023)

يعد إعلام العنف من المفاهيم التي يشوبها الكثير من الغموض حول ماهيته خاصة في ظل تعدد التعريفات، فلا يوجد تعريف واحد وعالمي لإعلام العنف وكذلك النظريات المفسرة له كقوة تخريبية.

عرفه "يوهان غالتونغ Johan Galtung“بأنه ”إعلام يغطي النزاع"، وفي ذات السياق يرى محمد شطاح بأن إعلام العنف متمثل في ”التركيز على الأخبار السياسية في اتجاه سلبي، من خلال التركيز على بؤر التوتر وضخ المشاهد بكم هائل من العنف الإخباري، إلى جانب العنف الترفيهي، الذي لا تخلو منه شبكات برامج القنوات التلفزيونية“، وقسم التغطية الإعلامية للعنف إلى: 

  • العنف الترفيهي: ”هو ذلك الذي يظهر في البرامج الترفيهية كالمسلسلات والأفلام والخيال بصفة عامة،  وهو العنف الذي تستخدمه القنوات التلفزيونية لخدمة إحدى أهم وظائفها وهي الترفيه Distraction إلى جانب الأخبار والتثقيف، وتسعى من خلاله إلى إثارة أحاسيس المشاهدين“.

  • العنف الإخباري ويعني: ”عرض لمشاهد العنف والحرب والدمار والإصابات التي تحصل في أماكن التوتر والأزمات من خلال الأخبار والبرامج السياسية أو التوثيقية.

وقد عرض شطاح مثالاً قناة CNN عن النوع الثاني من التغطية الإعلامي للعنف، حيث رأى بأنها أول قناة اتخذت من العنف كمادة إخبارية لها وتعمل على نشره، خاصة من خلال تغطيتها لحرب الخليج الثانية على الهواء مباشرة، فعلى حد قوله تحولت المحطة إلى أداة فعالة في تحديد مسار الحرب، كما أنه وفي النزاع البوسني كذلك لوحظ التجسيد الحقيقي لإعلام العنف، حيث تخلت المؤسسات الإعلامية والصحفيين أنفسهم عن عمد عن القواعد المهنية والمعايير الحقيقية في نقل المعلومات كما لم تقف تلك المؤسسات محايدة بين أطراف النزاع.

عرّف بعض الخبراء الذين يتتبعون العنف في البرامج التلفزيونية مثل ”جورج جيربنر George Gerbner“  إعلام العنف بأنه الفعل أو التهديد بإصابة أو قتل شخص ما بغض النظر عن الطريقة المستخدمة أو السياق المحيط، بمعنى أن العنف الإعلامي هو نوع من أشكال العدوان المتطرف الذي ينتج عن التعرض المستمر للسلوك العدواني والعنيف في وسائل الإعلام ، مما يؤدي إلى معاناة إنسانية وخسائر في الأرواح وصعوبات اقتصادية لمجتمعنا بالإضافة إلى جو من القلق والخوف وعدم الثقة.

 هناك مصطلح آخر يندرج تحت مظلة إعلام العنف، وهو مصطلح صحافة الحرب، وقد عرفها ”جاك لينش Jack Lynch“ بأنها: ”تركز على المعطيات المؤدية للنزاع وتثير مشاعر العداوة بين الأطراف المتنازعة“، وهكذا يشكل العنف الإعلامي تهديدًا للصحة العامة، فهو يؤدي إلى زيادة العنف والعدوان في العالم الحقيقي، حيث تظهر الأبحاث أن العنف التلفزيوني يساهم في زيادة على المدى القصير والطويل في العدوانية والعنف لدى المشاهدين. 

من خلال هذه التعاريف يتضح أنه في إعلام العنف يتم النظر إلى وسائل الإعلام كعامل مساعد في القتال من خلال الدعاية كسلاح للتخويف، التجنيد، ونشر المعلومات الخاطئة المستهدفة، إذن إعلام العنف هو العمل على نشر الدعاية والتضليل لإحباط المعنويات أو التلاعب بالخصم والجمهور وتقويض جودة معلومات الخصم.

الشبكات الاجتماعية

تعرف الشبكات الاجتماعية بالإنجليزية (social network)  بأنّها مواقع الويب التي تُتيح للأشخاص الذين يتشاركون الاهتمامات نفسها الاجتماع معاً، ومشاركة المعلومات، والصور، والفيديوهات، كما يقوم عمل هذه الشبكات على استخدام برامج التواصل الاجتماعي القائمة على الإنترنت، من أجل إجراء اتصالات مع الأصدقاء، والعائلة، والزملاء، كما تُستخدم هذه الشبكات لأغراض اجتماعية، أو تجارية، أو كليهما.

أهمية الشبكات الاجتماعية

تُتيح الشبكات الاجتماعية بقاء الأشخاص على اتصال مع الأصدقاء، والعائلة، والاطلاع على كلّ جديد، بالإضافة إلى إمكانية استغلال هذه الشبكات للعثور على أشياء ممتعة ومثيرة للاهتمام عبر الإنترنت، كما يُمكن مشاركة الاهتمامات مع الآخرين .. ومن أشهر مواقع الشبكات الاجتماعية الفيسبوك Facebook وتويتر Twitterولينكد إن LinkedIn الإنستغرام Instagram وماي سبيس My Spaceوجوجل +Google، يوتيوب YouTube، بنترستPinterest، تمبلر Tumblr، سناب شات .Snapchat

أهمية دراسة التأثير القيمي لمشاهد العنف على شبكات التواصل الاجتماعي

مع تطور وسائل الإعلام وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي، أصبح مشاهد العنف جزءاً لا يتجزأ من المحتوى الإعلامي المعروض للجمهور. تتنوع هذه المشاهد بين الأفلام، المسلسلات، وحتى الألعاب الإلكترونية، مما يجعل من الضروري دراسة تأثيرها القيمي على الأفراد والمجتمع ككل، حيث إنّ التعرض المستمر لهذه المشاهد قد يؤدي إلى تطبيع العنف في أذهان المشاهدين، خاصة الشباب والمراهقين، هذا التطبيع يمكن أن يؤثر سلباً على القيم الاجتماعية، ويغير من سلوك الأفراد بشكل عام، على سبيل المثال قد ينمي التعرض المستمر للعنف حساسية منخفضة تجاه الأعمال العنيفة، أو حتى الميل لتقليدها في الواقع.

بالإضافة إلى ذلك، فإن دراسة التأثير القيمي لهذه المشاهد تتيح للباحثين فرصة لفهم العلاقة بين الإعلام والسلوك الاجتماعي. هذا الفهم يمكن أن يسهم في تطوير سياسات إعلامية تهدف إلى الحد من التأثيرات السلبية، وتعزيز المحتوى الذي يحمل قيمًا إيجابية. كما يمكن أن تكون هذه الدراسات مرجعاً مهماً للمربين وأولياء الأمور في توجيه الشباب نحو استهلاك محتوى إعلامي يعزز القيم الإنسانية.

تأثير الإعلام على القيم الأخلاقية

فرضت وسائل الإعلام وجودها على الإنسان بعد أن تمكنت من بلوغ أوج قوتها وتطورها خاصة مع التقدم التكنولوجي الكبير الذي شهده العالم، حيث أصبح هناك انفتاح بين مختلف المجتمعات في العالم، وهو الأمر الذي جعل للإعلام القدرة على التأثير على القيم الأخلاقية كما يلي:

  1. تأثير وسائل الإعلام على الأفكار المتكونة لدى الفرد وبالتالي تصرفاته وأخلاقه.

  2. التركيز على التأثير اللاواعي على كافة أفراد المجتمع، لعرض مجموعة من الأفكار المحددة وزرعها في عقول الأفراد، مما يؤثر على سلوكياتهم وأخلاقهم.

  3. تعمل الصور النمطية التي يعرضها الإعلام لحذف الكثير من الأخلاقيات الحميدة عند الأطفال، ويتعلق ذلك بما يشاهدونه من مشاهد عنف وقتل وسلوكيات خاطئة لا تمت للتربية السليمة بصلة في الأفلام والمسلسلات.

  4. غرس قيم أخلاقية لا تتناسب مع المجتمع.

  5. تسليط الضوء على الجريمة بأنواعها والعنف وقضايا الطلاق والانتحار والاغتصاب والتحرش، فيعتقد الأولاد أن ذلك أمر عادي.

  6. غرس سلوكيات واعتقادات وأفكار تتنافى مع عادات وتقاليد وأسس ديننا الإسلامي.

  7. تشجيع الأخلاق السيئة كالكذب وعدم احترام الأهل وغيرها من السلوكيات غير الصحيحة.

  8. مشاهدة الأفلام الإباحية، تؤثر على أخلاق الطفل وسلوكياته وتعرضه لمثيرات تخرج عن نطاق الدين والأدب.


تأثير الإعلام على القيم المجتمعية

يؤثر الإعلام على القيم المجتمعية لكافة الأفراد وبصفة خاصة على الأطفال الذين يتطبعون بما يرونه، وفيما يلي نعرض لكم أبرز تلك التأثيرات:

  1. التأثير على الرأي العام من خلال نشر آراء محددة.

  2. تعزيز القيم الإيجابية من خلال غرض القيم الإيجابية للمجتمع.

  3. زيادة مستوى الوعي والمعرفة حول المجتمع.

  4. تشكيل صورة عن ثقافة وسلوك المجتمع من خلال عرض أنماط محددة من السلوكيات التي تشكل معتقداتهم.

  5. النمذجة الاجتماعية حيث يعرضون بعض السلوكيات أو الشخصيات ويجعلونها نموذج يحتذى به مما يشجع على السلوكيات غير الأخلاقية والقيم السلبية وغياب المعتقدات والتقاليد المجتمعية.

التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي

أصبح استخدام الإنترنت من الظواهر الشائعة لدى العديد  المراهقين والشباب، فاستخدام المواقع التفاعلية أصبح بديلاً للتفاعل الاجتماعي مع أفراد المجتمع، وقضاء الساعات الطويلة في البحث والاستكشاف داخل هذه المواقع، ما يعني حدوث تغيرًا تدريجياً في منظومة القيم الاجتماعية للأفراد، حيث يدعم هذا الاستخدام المفرط القيم الفردية بدلا من القيم الاجتماعية وقيم العمل الجماعي، الذي يمثل عنصرًا هامًا في ثقافتنا، "إن الاستخدام الفردي للمواقع الاجتماعية يعزز الرغبة والميل للوحدة والعزلة للمراهقين والشباب مما يقلل من فرص التفاعل والنمو الاجتماعي والانفعالي الصحي الذي لا يقل أهمية عن النمو المعرفي وحب الاستطلاع والاستكشاف".(عثمان،2014)

في دراسة ميدانية لـ(الجمال، 2014) حول أثر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي علي تشكيل النسق القيمي الأخلاقي للشباب السعودي، تؤكد النتائج  أن متغير الثقة يعد من العوامل الأساسية في ارتباط المتلقي بالوسيلة الاتصالية، وتشير بيانات النتائج إلي معدل الثقة في مواقع التواصل الاجتماعي منخفضة للغاية ، وقد احتلت التويتر Twitter المركز الأول تليها شبكة الفيس بوك Face Book، ولكن بنسبة 19.16%، 5% فقط، وتراجع معدل الثقة في شبكتي – اكسنج Xing ، - ماي سبيس MySpace  للمركز الأخير وبنسبة 0% ، ولعل ذلك يؤكد أن الشباب قد يستخدم ويعتمد علي مصادر اتصالية لا يثق بها إلا أنها تقدم له مساحة أكبر من الخصوصية والحرية في التعبير، وفي 

دراسة عن (التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي -الواتس آب والفيس بوك- على الشباب)، ركزت الدراسة على مدى تأثير موقع الفيس بوك على الشباب، من الناحية الدينية وناحية الثقافة والقيم، في قبول طلبات الصداقة من الجنسين، واستقبال منشورات تحتوي على صور ومقاطع غير لائقة، فالانشغال عن أداء الفرائض ثم خلق فراغ بين العالم الافتراضي والعالم الحقيقي والدخول في مواقع محظورة ، أما من ناحية الثقافة والقيم فيقلل من التواصل مع الأهل والأصدقاء ويلاحظ تدني المستوى الدراسي وتغير الثقافات والاهتمامات لدى مستخدميه وإعطاء البيانات الشخصية للغير وتكوين علاقات وهمية وصداقات خيالية مع الجنس الآخر.

وتحذر سوزان جرينفيلد Susan Greenfield من أن الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي، امتصت مستخدميها فيما أسمته «فاكس رقمي مقلق»، لتحرق ذكرياتهم، وتضعف مهارات التواصل الاجتماعي، وتزيد من الوحدة، وظواهر الغيرة لديهم، وتتلف بشكل عام عقولهم.

عند العمل في شبكة الإنترنت يجلس المستخدم عادة وحيداً أمام الحاسب، حيث بإمكانه أن يقضي ساعات طويلة تعزله عن المجتمع القريب والبعيد عنه، فالإبحار في الشبكة مصحوب بعزلة معينة عن المجتمع المجاور (العائلة والأصدقاء)، مما قد تؤدي في حالات كثيرة إلى مشاكل أخرى، منها اجتماعية، تتمثل في صعوبة الاتصال والتعامل مع المجتمع المحيط وأخرى نفسية، تتمثل في الانزواء والانطواء على النفس، لذا على الأهل الانتباه لمثل هذه الحالات ومراقبة أولادهم وقت التصفح، لكيلا يتضرر أحد منهم.

نظريات تأثير الإعلام على القيم والسلوكيات

1- نظرية الحتمية القيمية في الإعلام 

ظهرت العديد من النظريات المعيارية في الإعلام في سعي إلى تجاوز "مآخذ" النظريات السابقة وإعادة المجال الأخلاقي "بقوة" إلى المجال الإعلامي فظهرت في الثمانينيات وخارج السياق الغربي نظرية الحتمية القيمية في الإعلام التي تدرس الظاهرة الإعلامية بمختلف مكوناها (المرسل-المحتوى-المتلقي-السياق الاجتماعي والحضاري) انطلاقا من معيار القرب من أو البعد عن من القيمة، وطرح كريشتنز كليفورد، في كتاباته عن أخلاقيات الإعلام، نظرية أخلاق الوجود الإنساني ، حيث أعاد النظر في افتراضات فلسفة عصر التنوير عن الفرد المستقل أو "الأيديولوجية الفردانية" و اعتبر أن الإنسان ذو أبعاد عقلانية وروحية وليس مستقلا عن التاريخ و المجتمع، وقد دعا  كليفورد في طروحاته عن أخلاقيات الإعلام العالمية إلى احترام مبدأ قداسة حياة الإنسان بوصف ذلك شرطا أساسا في كل مجتمع وعليه تتأسس المبادئ الأخلاقية الأخرى، وبرزت في التسعينيات ومن إسهامات كليفورد أيضا نظرية التآلف الاجتماعي في الإعلام (communitarianism)  وتدعو إلى التحول من "الأنا" إلى "نحن" وربط القيمة بالجماعة الإنسانية،  وهو يدعو في تنظيره الأخلاقي إلى أخلاق عالمية بعيدة عن المركزية الغربية وحاضنة لإسهامات الثقافات والحضارات الإنسانية شاملة التركيز على قيم الكرامة الإنسانية والعدالة التصالحية  (restorative justice)ونبذ العنف.(عزى،2018،ص19-20).

تشكل نظرية الحتمية القيمية في الإعلام جزءًا هامًا من النظريات الحديثة التي تسعى إلى فهم العلاقة بين القيم والإعلام في المجتمع، وتركز النظرية على دور القيم الاجتماعية والثقافية في تشكيل محتوى الإعلام وتأثيره على الجماهير، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على هوية المجتمع ومعانيه الثقافية، ومن هنا برز اُستخدمها في تحليل المحتوى الإعلامي، لفهم كيف يمكن أن يخدم أو يضر القيم المجتمعية، "فهي تساعد الباحثين والممارسين الإعلاميين في توجيه المحتوى نحو تعزيز الهوية الثقافية والحفاظ على القيم التقليدية" (حيرة، 2017، ص: 52 - 62).

تأتي أهميّة نظرية "الحتمية القيمية الإعلامية" بالنظر إلى جملة القضايا التي يعيشها العالم العربي والإسلامي في وقتنا الراهن، وفي مقدمتها الوضع الإعلامي والغزو الثقافي الّذي اشتدت حدته مع رياح العولمة، وانعدام الفعالية الحضارية التي تميز معظم دول العالم الإسلامي في عصر التكنولوجيات الرقمية المتطورة، والتغريب الذي طبع العلوم الاجتماعية والإنسانية السائدة والتي اقتبسها العالم العربي الإسلامي بحذافيرها على الرغم من الاختلاف الكائن ما بين المرجعية الإسلامية عن الحضارة الغربية. وتأتي الحتمية القيمية الإعلامية بمثابة رؤية نظرية جديدة في مقابل الحتميتين الرئيسيتين وهما: الحتمية التكنولوجية (technological determinism) والحتمية الاجتماعية (social determinism)، وفيما إذا كانت الحتمية 


التكنولوجية تعني أنّ التطور التكنولوجي هو الّذي يقود قافلة التغير الاجتماعي والاقتصادي، فإنّ الحتمية الاجتماعية تشير إلى أنّ الحركة الاجتماعية بتوجّهاتها وقوانينها وقيمها. (عزي، 2011)  

ما يعنى أن النظرية تقدم محاولة لاسترجاع الدور الأساسي للقيم في توجيه كلاً من الإعلام وسلوكيات أفراد المجتمع، وتربط ذلك بالإعلام باعتباره يشكل الهوية والانتماء الثقافي لأفراد هذا المجتمع.

المفاهيم الأساسية للنظرية

  • الرأسمال القيمي:  يركز على العلاقة بين القيم والإعلام ويؤكد على أهمية القيم في أي حركة إعلامية.

  • النص القيمي:يشير إلى النصوص الإعلامية التي تتضمن أبعادًا تاريخية واجتماعية تعكس القيم المجتمعية.

  • التأثير القيمي للإعلام: يدرس كيفية تأثير الإعلام على القيم الاجتماعية، وكيفية توجيه هذه القيم لتكوين وعي مجتمعي يسهم في بناء الهوية الثقافية.

وتطرح نظرية الحتمية القيمية في الإعلام تعريف النظام الأخلاقي ومستوياته في العلاقة مع الممارسة الإعلامية، إذ يتضمن النظام الأخلاقي ثلاث مستويات: المستوى الأول ( الفكر الأخلاقي)،  ويشمل الفلسفة الأخلاقية عامة، والنظريات المعيارية في مجال الإعلام، المستوى الثاني (الضمير الأخلاقي)  ويتضمن أولاً: نظرية الواجبات الضرورية عند الفيلسوف الألماني "كانط"، ونظرية الواجب الأخلاقي في الممارسة الإعلامية بوصفها نظرية فرعية ضمن نظرية الحتمية القيمية في الإعلام، المستوى الثالث (الفعل الأخلاقي الإعلامي) ويشمل واقع الممارسة الإعلامية، ومواثيق الشرف (مواثيق المؤسسات أو الجمعيات) أو ما يسميه كالفولاذ كريشتنا بالأخلاق التطبيقية(practical ethics)   في الممارسة الإعلامية. (عزى، 2018، ص 20)         

إن نظرية الحتمية القيمية تقدم إطارًا نظريًا مهمًا لفهم دور القيم في الإعلام وتأثيرها على المجتمع، إنها تدعو إلى إعادة التفكير في كيفية استخدام الإعلام لدعم القيم الإيجابية وبناء مجتمع متماسك.

2- نظرية الغرس الثقافي وتأثير وسائل الإعلام على تشكيل القيم الاجتماعية

نظرية الغرس الثقافي هي إحدى النظريات الرائدة في علم الاجتماع وعلم الاتصال، والتي تسعى إلى فهم تأثير وسائل الإعلام، على تشكيل القيم الاجتماعية والمعتقدات لدى الأفراد،  تم تطوير هذه النظرية من قبل جورج جيربنر، وهي تركز بشكل رئيسي على كيفية تأثير المحتوى الإعلامي المتكرر على إدراك الجمهور للواقع، والمكونات الرئيسية لنظرية الغرس الثقافي "المرسل (الوسائط الإعلامية)، الرسالة (المحتوى الإعلامي)، الوسيلة (الوسائط)، المتلقي (الجمهور)"(أمين، 2024).

الفرض الرئيسي للنظرية

تنطلق نظرية الغرس الثقافي من فرض رئيسي، مؤداه أن التعرض المكثف لنماذج وصور ثقافية ثابتة ومتكررة يشكل تدريجياً إدراك الفرد للواقع الاجتماعي المحيط به، نتيجة التعرض التراكمي لوسائل الإعلام بصفة عامة، وتلفزيون بصفه خاصه، وتعد نظرية الغرس الثقافي تصويراً تطبيقياً للأفكار الخاصة بعمليات بناء المعنى، وتشكيل الحقائق الاجتماعية، من خلال الملاحظة والأدوار التي تقوم بها وسائل الإعلام في هذه المجالات، حيث تؤكد الفكرة العامة التي تجتمع حولها النظريات السابقة، وهي قدرة وسائل الإعلام في التأثير على معرفة الأفراد وإدراكهم للعالم المحيط بهم، وخاصه بالنسبة للأفراد الذين يتعرضون لهذه الوسائل بكثافة أكبر.(مطاوع، 2022، ص: 340)

3- نظرية الاستخدام والإشباع

تركز النظرية على فهم الأسباب التي تدفع الأفراد إلى اختيار واستخدام وسائل الإعلام المختلفة، هذه النظرية تفترض أن الأفراد ليسوا مستقبلين سلبيين للمحتوى الإعلامي، بل هم مستخدمون نشطون، يسعون لتحقيق احتياجات ورغبات محددة من خلال وسائل الإعلام، بناءً على هذه النظرية، يقوم المستخدمون باختيار المحتوى الإعلامي بناءً على توقعهم لإشباع حاجاتهم، مثل الترفيه، المعلومات، التفاعل الاجتماعي، أو الهروب من الواقع، في هذا السياق، تلعب شبكات التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في إشباع هذه الحاجات، حيث توفر منصات مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام إمكانية التفاعل مع الآخرين، متابعة الأخبار، ومشاركة الاهتمامات الشخصية، علاوة على ذلك، تتيح شبكات التواصل الاجتماعي للمستخدمين تشكيل المحتوى الخاص بهم وتعديله بما يتناسب مع احتياجاتهم الفردية، مما يجعلها منصة مثالية للإشباع الذاتي، وبذلك، تعكس شبكات التواصل الاجتماعي العلاقة الوثيقة بين نظرية الاستخدامات والإشباعات ووسائل الإعلام 

الحديثة، وهو ما أكده (مكاوى، 1998) أن النظرية تهتم بدراسة وسائل الإعلام دراسة وظيفية منظمة ويميز هذا المدخل الجمهور وسائل الإعلام بانه جمهور نشط ليس متلقيا فحسب بل يختار وينتقى بوعي وسائل الإعلام التي يرغب في التعرض لها ونوعية المضامين التي تناسبه وتلبي رغباته وحاجاته النفسية والاجتماعية. 

من أبرز الافتراضات التي تقوم عليها نظرية الاستخدامات والإشباعات :

  • أن استخدامات وسائل الإعلام هو الدافع والموجه نحو الهدف حيث دائما يكون لدى الأشخاص سبباً للتعارض وسائل الإعلام، حتى لو كان التعرض لمجرد الترفيه أو عاده. 

  • يقوم الأشخاص باختيار المضامين الإعلامية التي يرون أنها ستلبي رغباتهم واحتياجاتهم. 

  • تتنافس وسائل الإعلام مع غيرها من أشكال الاتصال الأخرى في إشباع احتياجات ورغبات الجمهور. 

  • استخدام وسائل الإعلام مدفوعا بعوامل اجتماعية ونفسية فردية.

 الخلاصة أن نظرية الاستخدامات والإشباعات تركز على أن الأفراد يستخدمون وسائل الإعلام لتحقيق احتياجات معينة، سواء كانت معرفية أو عاطفية أو اجتماعية، وأن تأثير الإعلام يعتمد على كيفية استخدام الأفراد لهذه الوسائل والمحتوى الذي يتعرضون له .

4- نظريه التعلم الاجتماعي social learning theory (خضراوي وخالد، 2020، ص: 773 - 775) 

نظرية التعلم الاجتماعي التي قدمها ألبرت باندورا Bandura هي واحدة من النظريات الأساسية التي تفسر كيف يتعلم الأفراد من خلال التفاعل مع البيئة المحيطة بهم، ترتكز هذه النظرية على فكرة أن التعلم يحدث من خلال ملاحظة سلوكيات الآخرين وتقليدها، وأن العمليات الوسيطة (كالإدراك والمعتقدات) تلعب دورًا هامًا في هذا التعلم، مع التطور التكنولوجي وظهور شبكات التواصل الاجتماعي، أصبحت هذه النظرية أكثر أهمية لفهم كيف يتم نقل وتبادل السلوكيات والمعلومات عبر هذه المنصات، وتشير إلى أن الأفراد يتعلمون السلوكيات والقيم من خلال مشاهدة نماذج الإعلام، حيث يقومون بتقليد السلوكيات التي يرونها في وسائل الإعلام، خاصة إذا كانت تلك السلوكيات معززة أو مكافأة.

ومن أساليب التعلم في نظرية التعليم الذاتي تعلم سلوكيات جديده، والكف والتحرر، والتسهيل، ما يعني أن استراتيجية خرائط السلوك تؤكد على أهمية التعزيز الخارجي، المتمثل في الأسرة والمعلمين والأصدقاء، ودورهم في تثبيت السلوك إلا أن هذا لا يقلل من أهمية التعزيز الداخلي الذاتي الذي يقدمه المتعلم لنفسه، كما تعد العوامل البيئية والمجتمعية من العوامل المهمة في تعزيز السلوك، فعندما يشعر المتعلم أن تمكنه من السلوك له امتداد واسع في البيئة والمجتمع، فإن ذلك يشجع المتعلم على تمثل هذا السلوك.

العلاقة بين نظرية التعلم الاجتماعي وشبكات التواصل الاجتماعي

شبكات التواصل الاجتماعي توفر بيئة مثالية لدراسة نظرية التعلم الاجتماعي، يمكن اعتبار هذه الشبكات كمجتمعات افتراضية يتفاعل فيها الأفراد ويلاحظون سلوكيات الآخرين، من خلال هذه الملاحظات، يمكن للأفراد تعلم سلوكيات جديدة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، وتطبيقها في حياتهم اليومية، تعد وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا أداة قوية لنقل القيم والمعايير الاجتماعية، حيث يمكن للمحتوى الذي يتم تداوله أن يؤثر على معتقدات وسلوكيات الأفراد.

النظريات المفسرة للعنف وخطاب الكراهية (الطائى، 2020، ص: ص 44 – 46)

العنف وخطاب الكراهية مسلمتان متلازمتان فقد يعبر عنهما الفرد بالسلوك العنيف، أو بالخطاب المكتوب ،أو المرئي، أو المسموع من أجل أن يعكس الحالة الفكرية والنفسية التي يعيشها، ولم تكن هذه الظاهرة وليدة المرحلة الحاضرة، وإنما لها جذور تاريخية موغلة في القدم، كما لا يمكن تحديدها بزمان أو مكان معينين، لأنها ظاهرة عالمية تصدى لها العديد من العلماء وظهرت العديد من النظريات المفسرة للعنف والعدوان بكافة أشكاله وكان من بين أهم هذه النظريات نذكر الآتي:

  1. نظرية الإحباط: تعود هذه النظرية إلى دولارد وميلر اللذان قاما بدراسة الإحباط وعلاقته بالعنف والعدوان لدى الإنسان وتوصلوا إلى عدة نتائج منها:

  • أن العنف والعدوان استجابة فطرية للإحباط.

  • تزداد شدة السلوك العدواني العنيف بزيادة وتكرار حالات الإحباط لدى الأفراد.

  • إذا منع الإنسان من تحقيق أهدافه الضرورية ستكون له ردود فعل عدوانية مباشرة أو غير مباشرة.

  • الإحباط حالة نفسية تترتب عليها إعاقة السلوك الفردي عن تحقيق أهدافه أو اشباع حاجات الأساسية.

  • إن الإحباط قد تكون أسبابه داخلية تتعلق بالحالة النفسية للفرد، وقد تكون خارجية ناجمة عن البيئة التي يعيش الفرد فيها.

  1. نظرية الثقافة الفرعية للعنف: تقوم هذه النظرية على افتراض وجود علاقة بين تعلم قيم ثقافية معينة والسلوك العنيف، وبقصد دعاة هذه النظرية أن السلوك العنيف هو نتيجة لعوامل ثقافية معينة ويذهب دعاة هذه النظرية إلى وجود علاقة بين التنشئة الثقافية والسلوك العنيف، ويعتقدون أن هذه الثقافة الفرعية المسببة للعنف تنتقل من جيل لأخر، وأنها تختلف من جماعة لأخرى ، وقد تطورت نظرية ثقافة العنف كثقافة فرعية شاعت في المجتمعات الفقيرة التي يرى أصحابها أن أسلوب السلوك العنيف من الأساليب المبررة لديهم لتحقيق أهداف يسعون إلى تحقيقها.

إن تحليل النظريات السابقة والعديد من النظريات الأخرى التي تفسر العدوان والسلوك لدى الأفراد والمجتمعات يدل على عمق الجذور التأريخية لهذه الظاهرة، التي أرجعها العديد من الباحثين إلى أرسطو الذي كان أول من كتب عن نظرية التطهير، وربط عملية التطهير بمشاهدة السلوك العنيف؛ وفضلًا عن ذلك فإن هذه الظاهرة العالمية الموغلة في القدم تعززت وأضحت أكثر وضوحًا في العصر الحديث بعد ظهور وسائل الاتصال الجماهير وتطورها.

أنواع مشاهد العنف على الشبكات الاجتماعية

  1. العنف الجسدي والرمزي

  • العنف الجسدي

يظهر في الشبكات الاجتماعية من خلال مقاطع الفيديو والصور التي تُظهر مشاهد العنف الجسدي، مثل الضرب أو الاعتداءات، هذه المشاهد يمكن أن تؤدي إلى تعزيز السلوك العدواني بين المشاهدين، خصوصًا الشباب، وتحمل مشاهد العنف الجسدي عبر شبكات التواصل الاجتماعي العديد من المخاطر والتأثيرات السلبية على الأفراد والمجتمع:

  • زيادة السلوك العدواني: التعرض المتكرر لمشاهد العنف يمكن أن يزيد من احتمالية تصرف الأفراد بعدوانية، حيث يهيئ المخ للعنف ويجعل من العدوان سلوكًا أكثر احتمالاً.

  • الإصابة بالقلق والاكتئاب: تكرار مشاهدة العنف قد يؤدي إلى زيادة مستويات القلق والاكتئاب، خاصة لدى الأطفال والمراهقين، حيث يصبحون أكثر عرضة لهذه الحالات النفسية.

  • فقدان الحساسية تجاه العنف: التعرض المستمر لمشاهد العنف يمكن أن يؤدي إلى فقدان الحساسية تجاه العنف، مما يجعل الفرد أقل تأثراً برؤية أو سماع عنف حقيقي في الحياة اليومية.

  • إدمان وسائل التواصل الاجتماعي: يمكن أن يتسبب التعرض المستمر لمشاهد العنف في تطور حالة من الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يصبح الأفراد أكثر انغماسًا في متابعة هذا النوع من المحتوى.

  • العنف الرمزي

يتجلى في استخدام الرموز والصور التي تحمل معاني عنيفة أو مهددة. يمكن أن يشمل هذا النوع من العنف تحريف الحقائق أو نشر معلومات مضللة بهدف التأثير على الآراء والمعتقدات .

مشاهد العنف الرمزي عبر شبكات التواصل الاجتماعي تشكل خطورة كبيرة على الأفراد والمجتمع، وذلك بسبب:

  • إعادة إنتاج التمييز والقمع: العنف الرمزي يعزز الأفكار التمييزية والمفاهيم الخاطئة، مما يؤدي إلى استدامة القمع الاجتماعي والنفسي في المجتمع.

  • تأثيرات سلبية على الهوية الثقافية: استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لنشر صور وأفكار لا تتوافق مع حقائق الواقع يعزز العنف الرمزي الذي يمكن أن يؤثر سلبًا على الهوية الثقافية والفردية.

  • زيادة حالات التنمر الإلكتروني: العنف الرمزي عبر منصات التواصل الاجتماعي يسهم في زيادة حالات التنمر الإلكتروني، مما يعرض الأفراد لأضرار نفسية كبيرة.

  • تأثيرات طويلة الأمد على السلوك: التعرض المستمر لهذا النوع من العنف يمكن أن يؤثر على سلوك الأفراد على المدى الطويل، خاصة لدى الشباب الذين يكونون أكثر تأثرًا بهذا النوع من المحتوى.

  1. العنف اللفظي والتهديدات

  • العنف اللفظي:

يشمل الشتائم والسب والإهانات التي تُنشر عبر التعليقات أو الرسائل الخاصة. هذا النوع من العنف يمكن أن يسبب ضررًا نفسيًا كبيرًا للضحايا، مشاهد العنف اللفظي عبر شبكات التواصل الاجتماعي تشكل خطورة كبيرة على الأفراد والمجتمع للأسباب التالية:

  • انتشار السلوك العدواني: تعرض الأفراد للعنف اللفظي يمكن أن يزيد من احتمالية تبنيهم لسلوكيات عدوانية في حياتهم اليومية، حيث يؤدي إلى تعلمهم وتطبيعهم لهذه الأنماط من السلوك.

  • التأثير على الصحة النفسية: العنف اللفظي يمكن أن يترك آثارًا نفسية عميقة مثل القلق، الاكتئاب، وانخفاض تقدير الذات، مما يؤثر على جودة حياة الأفراد بشكل عام.

  • تفكك العلاقات الاجتماعية: يمكن أن يؤدي العنف اللفظي إلى توتر العلاقات الاجتماعية وتفكك الروابط بين الأفراد، سواء في البيئة العائلية أو المهنية أو المجتمعية.

  • تعزيز التنمر الإلكتروني: مشاهدة أو المشاركة في العنف اللفظي عبر شبكات التواصل الاجتماعي يمكن أن تشجع على ممارسة التنمر الإلكتروني، مما يزيد من المخاطر النفسية والاجتماعية للأفراد المتأثرين.

  1. التهديدات

تتضمن تهديدات بالعنف الجسدي أو التهديد بنشر معلومات خاصة أو حساسة. هذه التهديدات يمكن أن تكون مخيفة وتؤدي إلى شعور الضحايا بالخوف والقلق.

تشكل التهديدات اللفظية عبر شبكات التواصل الاجتماعي مشكلة خطيرة تتزايد مع تزايد استخدام هذه المنصات في حياتنا اليومية. هذه التهديدات لها تأثيرات واسعة النطاق على الأفراد والمجتمعات، ويمكن تلخيص خطورتها في عدة نقاط:

  • التأثير النفسي والاجتماعي: التهديدات اللفظية يمكن أن تؤدي إلى مشاعر الخوف والقلق لدى الأفراد، مما يسبب ضغوطًا نفسية حادة قد تؤدي إلى الانعزال الاجتماعي والاكتئاب. بالنسبة للأطفال والمراهقين، قد تكون هذه التهديدات مدمرة حيث تساهم في التنمر الإلكتروني وتؤدي إلى تدهور الصحة النفسية

  • التأثير القانوني: التهديدات اللفظية تُعتبر جريمة قانونية في العديد من البلدان وفقًا للتشريعات المختلفة، خاصة إذا أدت التهديدات إلى أضرار فعلية أو حالة من الرعب لدى الضحية.

  • انتهاك الخصوصية: تُستخدم التهديدات اللفظية أحيانًا كأداة لانتهاك الخصوصية، حيث يتم تهديد الأفراد بنشر معلومات شخصية حساسة أو صور خاصة بهدف الابتزاز أو السيطرة.

  • تعميق العنف الإلكتروني: هذه التهديدات غالبًا ما تكون مقدمة لأشكال أخرى من العنف الإلكتروني، مثل الابتزاز والتحرش الجنسي الإلكتروني، مما يزيد من تعقيد مشهد الجرائم الإلكترونية.

تتطلب هذه الظاهرة اهتمامًا متزايدًا من الأفراد والمجتمع على حد سواء، مع ضرورة تعزيز التشريعات وتوعية الأفراد بمخاطر التهديدات اللفظية وطرق الحماية منها.

العنف الإلكتروني: المفهوم، الأشكال، الآثار

أورد العديد من الباحثين تعريفات متعددة لمفهوم العنف الإلكتروني، فقد عرفها (العوفي، 2016) في دراسته "أنه كل فعل إجرامي متعمد أياً كانت صلته بالمعلوماتية ينشأ عن خسارة تلحق بالمجني عليه، وفعل أو مكسب يحققه الفاعل"، في حين قد عرفها "توكيناجا" بأنها "أي سلوك يتم عبر الإنترنت أو وسائل الإعلام الإلكترونية أو الرقمية ويقوم به فرد أو مجموعة من الأفراد من خلال الاتصال المتكرر بحيث يتضمن رسائل عدائية تهدف إلى إلحاق الأذى بالآخرين " (Tokunaga, 2010)، كما أورد "تشنج وآخرون" تعريفاً آخر للعنف الإلكتروني بأنه "أعمال عدوانية متعمدة تقوم بها مجموعة أو فرد باستخدام وسائل التكنولوجيا بشكل متكرر ضد الضحايا الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم بسهولة، ومن أمثلته إرسال رسائل مسيئة أو تهديدية بشكل متكرر أو خداع أشخاص وتهديدهم بالكشف عن معلومات شخصية أو محرجة تخصهم وإرسالها للآخرين أو مشاركة صور فاضحة لهم" (Cheng, et al. 2020). في حين أشار “هارتزلير" إلى أنه "سلوك عدواني غير مرغوب فيه مع اختلال في توازن القوة بشكل متكرر ويتم على نوع من الأجهزة الرقمية" (Hartzler, 2021)، ويعرف أيضاً بأنه "العنف الذي يمارس من خلال مواقع الصحف الإلكترونية، واستخدام كاميرات الموبايل والبلوتوث والتسجيلات الصوتية، بالإضافة لاختراق الخصوصيات عبر مواقع الإنترنت، بهدف إيقاع الأذى بالآخرين" (Black, 2014).

يعتبر العنف الإلكتروني إحدى السلوكيات الناتجة عن الإدمان على الإنترنت، حيث أشارت إلى ذلك دراسات (صبان وحربي، 2019) و (Wachs, et al. 2020) بوجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين إدمان الإنترنت والعنف الإلكتروني لدى كثير ممن تم تشخيصهم مدمنين للإنترنت.

ومن أشكال العنف الإلكتروني هي الاستغلال للصور والفيديوهات والشتم والسب والكشف عن معلومات شخصية ونشر الصور الحميمية للنساء بواسطة الإنترنت أو عبر الهاتف الجوال أو التهديد بالعنف المادي أو المعنوي، حيث أشار (حميدي، 2020) إلى أن (51%) من عينة الدراسة أفدن بتعرضهن للعنف اللفظي و(25%) تعرضن للتحرش.

      على صعيد آخر، يرى (عابد، عصماني، 2019) أن من أشكال العنف الإلكتروني تتمثل في التهديد والابتزاز والقرصنة والتشهير وانتحال الشخصية، وقد أرجع (Opennet, 2011) وجود هذه الأشكال إلى مجموعة من العوامل منها تراجع منظومة القيم الاجتماعية الثابتة في كيان المجتمع العربي، وبروز منظومة قيمية جديدة أحدثها التغير الاجتماعي المتسارع، وتوغل فوبيا المساواة بين الجنسين في المجتمع.

كما تكمن الخطورة في الهجمات الإلكترونية مثل اختراق الحسابات الشخصية، ونشر المعلومات الخاصة بدون إذن، فتساهم هذه الأفعال في شعور الضحايا بالضعف وعدم الأمان.

أسباب العنف الإلكتروني

 يُعَد العنف الإلكتروني ظاهرة متزايدة في العصر الرقمي، ويعتمد على استخدام وسائل الاتصال الحديثة لتهديد أو إيذاء الآخرين، تتنوع أسباب هذه الظاهرة نظراً لسهولة الوصول إلى التكنولوجيا وانتشار الهواتف الذكية، ووسائل التواصل الاجتماعي جعل الجميع عرضة للتعرض أو المشاركة في سلوكيات عنيفة عبر الإنترنت، التفاعل مع المحتويات العنيفة دون رقابة يُسهّل الانغماس في هذا السلوك، والافتقار إلى التوعية والرقابة حول أخطار العنف الإلكتروني يؤدي إلى استمراره، مع ضعف الرقابة الأُسرية، كما تنتشر في بعض المجتمعات سلوكيات عدوانية من خلال الترويج لمفاهيم الانتقام أو التشجيع على الثأر، يُضاف إلى ذلك العوامل النفسية مثل ضعف الثقة بالنفس والشعور بالعزلة، مما يدفع بعض الأفراد للانتقام أو التنمر الإلكتروني كوسيلة لتفريغ الإحباط، كما أن سهولة التخفي  يشجع على ممارسة سلوكيات عدوانية دون خوف من العواقب القانونية أو الاجتماعية.

فيما يتعلق بآثار العنف الإلكتروني، يرى البعض أن هنالك مجموعة من الآثار للعنف الإلكتروني تتمثل في: الأثر الاجتماعي من خلال تشكل صورة نمطية نحو سمعة النساء عند التعرض لأي شكل من أشكال العنف الإلكتروني، والأثر الاقتصادي الذي يتمثل بالتكلفة المالية المرتفعة المترتبة على جملة التنقلات التي تحتاجها المعنفة إلكترونياً أثناء عملية التنقل بين الجهات المختصة لتقديم الشكوى، وكذلك احتمالية ترك النساء اللواتي تعرضن للعنف الإلكتروني لعملهن بسبب الوصمة الاجتماعية، والأثر النفسي الذي يتمثل بالضغوطات النفسية والاضطرابات النفسية بالإضافة إلى مشاعر القلق والتوتر والخوف التي تمر بها النساء عند تعرضهن للعنف الإلكتروني (الفوارس، عبابنة، 2021) كما وأشار إلى أن العنف الإلكتروني ينعكس على سلوكيات التلاميذ في الشعور بالخوف وعدم الأمان (عابد، عصماني، 2019)، وأن الشبكات التواصلية الإلكترونية قد غيرت نمط حياة ما يقارب (53%) من الأفراد في المجتمع(Vansoon, 2010)  

وانطلاقاً مما سبق، نستنتج أن العنف الإلكتروني يعد من أكثر أنواع العنف خطورة وتهديداً للمجتمع، حيث إنه يلامس الحياة الاجتماعية والنفسية للأفراد، وقد يؤدي بهم إلى ارتكاب جرائم تهدد الاستقرار الأمني والاجتماعي، مروراً بالأسرة وانتهاءً بالمجتمع. ومن أشكاله التهديدات المباشرة أو غير المباشرة باستخدام العنف الجسدي أو الجنسي؛ والمضايقات، منتهكاً خصوصية الأفراد، من قبيل البحث عن بيانات أحد الأشخاص ونشرها على الإنترنت بقصد الإضرار به (منظمة العفو الدولية، 2018)، وقد أكدت بعض الدراسات أن التعرض للعنف في وسائل الإعلام يمكن أن يجعل الناس غير حساسين تجاه العنف في العالم الحقيقي، وأن مشاهدة العنف في وسائل الإعلام تصبح ممتعة بالنسبة لبعض الناس، ولا تؤدي إلى الإثارة القلقة التي يمكن توقعها من رؤية مثل هذه الصور.


العنف الإلكتروني والتحرش

يمثل العنف الإلكتروني عبر شبكات التواصل الاجتماعي مشكلة متزايدة وتثير قلقًا، نظرًا لتأثيراتها السلبية العميقة على الأفراد والمجتمعات، خطورة هذا النوع من العنف تتجلى في عدة جوانب، يمكن أن يؤدي العنف الإلكتروني إلى تأثيرات نفسية عميقة، بما في ذلك القلق والاكتئاب والشعور بالعزلة، ويعد الأطفال والشباب بشكل خاص عرضة للتنمر الإلكتروني، الذي قد يدفع بعضهم إلى العزلة الاجتماعية وحتى التفكير في الانتحار، فيؤدي العنف الإلكتروني إلى تصعيد الخلافات، وتحويلها إلى مشكلات قانونية واجتماعية، كما  يساهم العنف الإلكتروني في تدمير النسيج الاجتماعي من خلال نشر الكراهية والعنف بين الأفراد، مما يزيد من تفكك العلاقات الاجتماعية.

التحرش الإلكتروني

أصبح التحرش الإلكتروني عبر شبكات التواصل الاجتماعي من أخطر الظواهر التي تهدد المجتمعات المعاصرة، حيث يمتد تأثيره السلبي ليشمل جوانب متعددة من الحياة الاجتماعية والنفسية والاقتصادية للأفراد، وخاصة النساء. يتميز التحرش الإلكتروني بقدرته على الانتشار السريع وسهولة الاختباء خلف الشاشات، مما يجعل مرتكبيه يشعرون بالطمأنينة من الإفلات من العقاب.

ما التحرش الجنسي الإلكتروني؟

لقد أدخلت القواميس مفردات مستحدثة لوصف ظاهرة التحرش عبر الإنترنت، كالتحرش الإلكتروني، التحرش من بعد، التحرش الافتراضي، والتحرُّش الرقمي، التحرش... الخ. تتعدد المفردات وتختلف لتلتقي عند وصف كل سلوك غير لائق له طبيعة جنسية يضايق المرأة، ويتعدّى على خصوصيتها ويجرح مشاعرها، ويجعلها فاقدة للشعور بالأمان أو الاحترام، ويؤثر على حالتها النفسية والمزاجية.

تعرف روي (Roy) التحرش الجنسي بأنه "فعل أو لفظ يحمل إيحاءات جنسية ضد رغبة الضحية" كما يعرف بأنه "أي صيغة من الكلمات غير مرغوب بها أو الأفعال ذات الطابع الجنسي والتي تنتهك خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو عدم الاحترام، أو الترويع، أو الإساءة، أو الانتهاك أو أنه مجرد جسد" (جبران، 2014)

وقد استخدم مصطلح التحرش الجنسي لأول مرة على يد الباحثة (Mary Roy)، في تقرير قدمته لمعهد ماساتشوستش للتكنولوجيا عام 1973، عن أشكال مختلفة من قضايا المساواة بين الجنسين، ومع التطور التكنولوجي تطورت أشكال التحرش لينتقل من المجتمع الواقعي إلى المجتمع الإلكتروني، وأصبحت وسائل التواصل الإلكترونية أرضًا خصبة لما يعرف بظاهرة التحرّش الإلكترونيّ، فبعض النساء قد يتعرضن للتحرش عند استخدامهن شبكات التواصل الاجتماعي، فلا تكاد المرأة تستخدم اسمها أو صورتها الحقيقية في صفحتها الشخصية حتى تُنتهك خصوصيتها، ويمكن أن يحدث التحرش الجنسي الإلكتروني عبر مجموعة متنوعة من التطبيقات، أهمها غرف الدردشة، ومنتديات الإنترنت، ومواقع التواصل، والرسائل الفورية، والبريد الإلكتروني، والصور الرمزية، والنوافذ المنبثقة، والإعلانات، والروابط التلقائية، والبريد المزعج.(عيسوى، 2016) 

خطورة هذه الظاهرة وآثارها

  • الآثار النفسية والاجتماعية: يؤدي التحرش الإلكتروني إلى زيادة مشاعر القلق والاكتئاب والعزلة الاجتماعية بين الضحايا، حيث يشعرون بالخوف المستمر من التعرض لمزيد من المضايقات والانتهاكات. هذه الآثار النفسية قد تمتد إلى فقدان الثقة بالنفس وانخفاض الأداء الأكاديمي أو المهني، وقد تصل إلى التفكير في الانتحار في حالات معينة. 

  • الآثار الاقتصادية: يتكبد ضحايا التحرش الإلكتروني تكاليف مالية نتيجة لاضطرارهم للبحث عن دعم قانوني أو نفسي، بالإضافة إلى خسارة الفرص المهنية بسبب التأثير السلبي للظاهرة على سمعتهم الشخصية والمهنية. 

  • الاختراق الأخلاقي والقانوني: يشكل التحرش الإلكتروني تحديًا كبيرًا للقوانين الحالية، حيث يصعب تعقب الجناة ومعاقبتهم نظرًا لغياب الهوية الحقيقية في الفضاء الإلكتروني. هذا التحدي يزيد من جرأة المتحرشين ويشجع على ارتكاب المزيد من الجرائم الإلكترونية.

كما يتضمن إرسال رسائل غير مرغوب فيها أو مضايقة الأفراد عبر الإنترنت، هذا النوع من التحرش يمكن أن يكون مقلقًا للغاية، خاصة إذا كان يتكرر بشكل مستمر، ما يعنى أن التحرش الإلكتروني ليس مجرد مشكلة فردية، بل هو تهديد يتطلب استجابة مجتمعية وقانونية شاملة لحماية الأفراد وتعزيز الأمن الرقمي في المجتمعات، "وتعد شبكة الإنترنت بيئة باثولوجية لانتشار التحرش الجنسي الإلكتروني، وذلك لارتباطها بغياب الهوية التي تعد من أبرز المحفزات على انتشار هذا النوع من التحرش (الحضرى، 2010) 

أنماط التحرش الإلكتروني

 يعد التحرش الإلكتروني عبر شبكات التواصل الاجتماعي ظاهرة متزايدة في العالم الرقمي المعاصر، وتمثل تهديدًا كبيرًا للمستخدمين، تظهر أنماط التحرش الإلكتروني من خلال عدة أنماط، من أبرزها:

  • النمط الأول: التحرّش اللفظي؛ ويتمثل في إرسال الكلمات الخادشة للحياء، أو مكالمات صوتية، وتلفّظ بكلمات ذات طبيعة جنسية، أو وضع تعليقات ذات إيحاء جنسي، والنكات الجنسية، وطلب ممارسة الجنس الإلكتروني.

  • النمط الثاني: التحرش البصري؛ ويتمثل في إرسال الصور والمقاطع الجنسية، والطلب من الضحية الكشف عن أجزاء من جسدها، أو قيام المتحرش بإرسال صور أو فيديو له وهو في أوضاع مخِلَّة بالآداب.

  • النمط الثالث: التحرش بالإكراه أو البلطجة؛ حيث إنه من الممكن أن يحدث التحرش الجنسي من خلال اختراق جهاز الاتصال الخاص بالمرأة، والحصول على صور خاصّة، ومعلومات شخصيّة عنها، وإجبارها على الموافقة على اللقاء بالمتحرّش على أرض الواقع، وذلك من خلال الملاحقة، أو التهديد والابتزاز بنشر الصور، أو التشهير عبر وسائل إلكترونية مختلفة، أو الملاحقة والتجسس، أو التتبع بالتعليقات المسيئة، أو انتحال الشخصية بتزوير البريد الإلكتروني أو انتحال الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.

  • النمط الرابع: المضايقات والمطاردة الإلكترونية: تشمل إرسال رسائل تهديد، وجمع المعلومات بشكل غير قانوني أو استخدام تلك المعلومات لإلحاق الأذى، ونشر الشائعات الكاذبة.

الدوافع وراء التحرش الإلكتروني

  • انهيار القيم الاجتماعية ينعكس في تزايد سلوكيات التحرش كنتيجة لضعف الرقابة الاجتماعية والأسرية.

  • النظرة الدونية للمرأة حيث يُنظر إلى المرأة كهدف ضعيف وسهل للإساءة، مما يعزز هذا السلوك العدواني.

  • يشعر المتحرش الإلكتروني بأن الإنترنت يمنحه حماية من التعرض للمساءلة القانونية أو الاجتماعية، مما يشجعه على ارتكاب هذه الأفعال.

  • سهولة التخفَّي والظهور بأسماء مستعارة.

  • المظهر الجسدي المثير لدى بعض الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي.

  • غياب الأخلاق وقلة الدين لدى بعض الأشخاص.

  • البعد عن قيمنا والانفتاح على الثقافات الأخرى دون وعى. 

دراسات حالة وأبحاث ميدانية

ناقشت دراسة (الجبور، الكريمين، 2024)،  التعرف على محددات العنف الإلكتروني الممارس عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد انقطاع العلاقات الاجتماعية، والكشف عن العوامل والأشكال والآثار لهذا العنف من خلال إجراء دراسة ميدانية على طلبة كلية عجلون الجامعية، ولكون الدراسة من الدراسات الكمية، فقد اعتمدت على المنهج الوصفي بأسلوب المسح الاجتماعي بالطريقة القصدية وبأسلوب العينة المتيسرة، واستخدام أداة الاستبيان كأداة لجمع البيانات، وتكونت عينة الدراسة من (381) طالبًا وطالبة، وتوصلت النتائج إلى أن المستوى العام للعوامل المؤدية للعنف الإلكتروني جاء بمستوى مرتفع وبوسط حسابي (3.831)، ولأشكال العنف الإلكتروني بمستوى منخفض وبوسط حسابي (2.105)، وللآثار المترتبة على العنف الإلكتروني بمستوى مرتفع وبوسط حسابي (3.715).، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية نحو العوامل المؤدية للعنف الإلكتروني تبعًا للمتغيرات "الجنس" و"عدد ساعات الاستخدام لمواقع وسائل التواصل الاجتماعي"، كما أكدت دراسة (حسن، 2023)  انتشار العديد من قضايا العنف في ظل الانفتاح والتقدم التكنولوجي وتعدد أنواع وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع الباحث إلى محاولة التعرف على العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي معدلات العنف بين الفئة العمرية الأكثر في المجتمع وهم الشباب، واتبع الباحث المنهج الوصفي لجمع البيانات حول أكثر أنواع الوسائل استخداما لدى عينة الدراسة وعلاقة هذه الوسائل بمعدلات العنف، واستخدام المنهج المسحي بشقه الميداني، مع التطبيق على عينة عشوائية من الشباب المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي، وجاءت أهم النتائج ارتفاع معدل استخدام الشباب لوسائل التواصل الاجتماعي إلى درجة يمكن وصفها بالإدمان، وان وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دور كبير في تعزيز السلوك العدواني لدى الشباب، بسبب المقاطع والمشاهد التي تُبث من خلالها، وأن السبب الرئيسي وراء ارتفاع معدلات العنف هو التنشئة الاجتماعية غير السليمة، وبالتالي يجب أحكام رقابة الأسرة على ما يشاهده الولاد عبر وسائل التواصل، وهو ما اتفق مع دراسة يانغ وآخرين (2022Yang et al,) التي اهتمت بالتعرف على العلاقات الترابطية بين إدمان استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت من ناحية، والتفاعلات بين الأشخاص في الحياة الواقعية وعبر الإنترنت من ناحية أخرى، وتكون مجتمع الدارسة من طلاب إحدى كليات الرعاية الطبية بمدينة كاوهسيونغ بجنوب تايوان، واشتملت عينة الدراسة على 998 طالب، واعتمدت على المنهج الوصفي، وتضمنت أدواتها كلًا من مقياس التفاعل بين الأشخاص في الواقع، ومقياس التفاعل بين الأشخاص عبر الإنترنت، ومقياس إدمان الهواتف الذكية القائم على التطبيقات، ومقياس بيرغين لإدمان وسائل التواصل الاجتماعي، وأكدت النتائج  وجود علاقة إيجابية بين إدمان استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي من ناحية، والتفاعل الشخصي مع الأصدقاء على أرض الواقع وعبر الإنترنت من ناحية أخرى، ووجود علاقة سلبية بين إدمان الألعاب عبر الإنترنت من ناحية، والتفاعل الشخصي مع الأصدقاء على أرض الواقع من ناحية أخرى، ووجود علاقة إيجابية بين إدمان الألعاب عبر الإنترنت من ناحية والتفاعل عبر الإنترنت من ناحية أخرى، بينما ذهبت دراسة (شحاتة، (2022) إلى محور أخر وهو التعرف على كيفية التناول الإخباري لمشاهد العنف في الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وتأثيراتها النفسية على المراهقين. وتندرج هذه الدراسة ضمن البحوث الوصفية، التي تصف ظاهرة معينة، واعتمدت على منهج المسح الإعلامي، كما أن مجتمع الدراسة هم عينة عشوائية بسيطة حجمها (400) مفردة من المراهقين من سن 12-19 سنة، ومن أهم النتائج أن الآثار النفسية والسلوكية الناتجة عن تعرض المراهقين للتناول الإخباري للعنف الإحساس بعدم الأمان، ويزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب، وزيادة سلوكه العدواني العنيف، وتتحول حياته لخطر على نفسه وغيره، وأن أسباب تفضيل أفراد العينة متابعة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الإخبارية، سرعتها في نقل الأحداث، والجرأة في تناول مواضيع الأحداث، وجاء اهتمام كلاً من  ) 2020 (Yayman &Bilgin,، بنفس المشكلة، حيث هدفا إلى الكشف عن العلاقة بين إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وإدمان الألعاب الإلكترونية والوظائف الأسرية، وتكون مجتمع الدراسة من طلاب أربع مدارس ثانوية واقعة بمحافظة إسطنبول التركية، واشتملت عينة الدراسة على (762) طالباً، واعتمدت الدارسة على ً المنهج الوصفي، وتضمنت أدوات الدارسة كًل من مقياس إدمان وسائل التواصل الاجتماعي لدى المراهقين، والاستمارة القصيرة لمقياس إدمان الألعاب الإلكترونية لدى المراهقين، وأداة التقييم الأسري، وتضمنت نتائج الدارسة وجود علاقة إيجابية بين إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وإدمان الألعاب الإلكترونية، ووجود علاقة إيجابية بين إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وإدمان الألعاب الإلكترونية من ناحية والوظائف الأسرية غير الصحية من ناحية أخرى.

وعرج  (على، 2022) في دراسته على تسليط الضوء على إعادة إنتاج العنف الرمزي، باعتباره ظاهره متنامية منتشرة بين الأوساط الشبابية، بفعل استخدام الشبكات الاجتماعية، حيث اتخذها الشباب فضائيات جديده لممارسة العنف واضحت إشكالية معقدة، لتنفصل عن ثقافة العالم، بما طرأ عليه من تغيرات أثارت العديد من التحديات، وساهمت بالفعل في إعادة إنتاج أشكال العنف الرمزي عبرها، الأمر الذي دعا إلى ضرورة الوقوف على دواعي إعادة إنتاج العنف الرمزي في فيسبوك، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي المسحي، لوصف الدلالات الرمزية ومضامينها بالفيسبوك، على عينه قصدية من المستخدمين الفاعلين والمتفاعلين داخله بلغت 450 مستخدما، وتوصل إلى أن إعادة إنتاج أبعاد العنف الرمزي الممثلة في التبخيس الإنكار والاستلاب النفسي والعداء المعلن، تمثل درجة مرتفعة، وأن الفيسبوك يسهم في إعادة إنتاج صور وأشكال العنف الرمزي ويعيد إنتاجها عبر مضامينه، وفى  ذات السياق ناقش(خليفي, 2019) ظاهرة العنف اللفظي في مواقع التواصل الاجتماعي بصفه عامة،  ومواقع الفيسبوك بصفة خاصة، وتطرق إلى دوافع هذه الظاهرة وأسبابها وأشكالها وتأثيرها على المستخدمين، بالإضافة إلى مجموعة الحلول المقترحة للحد منها، وفي نهاية الدراسة كانت أهم النتائج أن من أهم دوافع العنف اللفظي على فيسبوك هي انهيار القيم الأخلاقية، والمفهوم الخاطئ للحرية، باعتبار أن هناك خلط كبير بين حرية الرأي والتعبير، وأن من الحلول لمواجهه العنف اللفظي هي الرقابة الإلكترونية والرقابة القضائية والتوعية.

      وقد أجرى  (مركز القرار للدراسات الإعلامية دراسة، 2021) دراسة حول لتأثير مسلسلات “نتفليكس” على النسق القيمي للمراهقين، التي اعتمدت على نظرية التعلم الاجتماعي لألبرت باندورا، نظرًا لارتباطها الكبير بتأثير وسائل الإعلام على اكتساب الأفراد معارفاً وقيماً وسلوكيات مختلفة، وضم مجتمع الدراسة عينة عمدية قوامها 48 مفردة، من المراهقين في المرحلة العمرية من (13-17 سنة)، الذين يشاهدون المسلسلات عبر منصة نتفليكس، ولفتت الدراسة إلى أن هذه المسلسلات تتسم بالتركيز على حياة المراهقين بالمدارس وعلاقتهم بالأهل والأصدقاء، والتركيز على القيم السلبية مثل تقبل العلاقات غير الأخلاقية، التنمر، العنف، الاغتصاب، قتل النفس، تفضيل الأصدقاء على العائلة، كما تضمنت مشاهد فاضحة وألفاظًا خارجة وإيحائية بنسبة كبيرة، توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج جاء في مقدمتها أهمية دور جماعات الأصدقاء في حياة المراهقين، وارتفاع معدلات التعرض بينهم لمسلسلات “نتفليكس” التي قد تصل إلى حد الإدمان، وتشير النتائج إلى أن منصة “نتفليکس” قدمت الكثير من عوامل التحفيز لجذب عدد أكبر من المراهقين لمشاهدة مسلسلاتها، وكشفت الدراسة أن أكثر المسلسلات المقدمة عبر نتفليكس تقدم المحتوى الذي يخاطب الغرائز (المحتوى الجنسي) بشكل كبير، لا يتناسب مع المراحل العمرية التي تتابعه، فرغم تصنيف العديد من المسلسلات على أنها مقدمة لفئة المراهقين، تقديم مسلسلات نتفليكس العنف والجريمة بشكل مبهر للمراهقين، وهو ما عبّر عنه بعض من عينة الدراسة بأنهم تعلموا كيفية القتل والهروب من الاتهام بذكاء، وتعتبر سمات التمرد والعناد والشجاعة من أهم المواصفات التي تجذب المراهقين في شخصيات المسلسلات بنتفليكس،  كما اتضح أن نسبة القيم الإيجابية المقدمة في مسلسلات “نتفليكس” قليلة جدًّا مقارنة بنسبة القيم السلبية، كما هدفت دراسة (Yao, M., Zhou, Y., Li, J., & Gao, X., 2019) إلى الكشف عن العلاقة بين التعرض لألعاب العنف الإلكترونية وبين تنامى السلوك العدواني لدى الطلبة الجامعيين، وتكونت عيمة الدراسة من (547) طالباً، ثم اختيارهم بطريقة عشوائية من خمسة جامعات صينية، وأظهرت نتائج الدراسة أن كثرة التعرض لألعاب العنف الإلكترونية يرتبط إيجابياً بفك الارتباط الأخلاقي  Moral Disengagement الذى يعني انحراف الفرد خلقياً وعدم اتراسه بقواعد الانضباط والنظام العام في المجتمع، كما يرتبط التعرض لألعاب العنف إيجابياً بالسمات الأربع للعدوان (العدوان الجسدي، والعدوان اللفظي، والغضب، والخصام),  

 وهدفت دراسة (فهمى، (2016) إلى التعرف على العلاقة بين تعرض عينة عمدية من الشباب المصري من منطقة القاهرة الكبرى ممن تتراوح أعمارهم بين (18 – 35) سنة، ممن يستخدمون بالفعل شبكة الإنترنت، وطبقت بالمقابلة باستخدام صحيفة استقصاء، وتوصلت الدراسة إلى أن النسبة الأكبر من الشباب ترى أن الإعلام الجديد قد ساهم بنسبة كبيرة في تغيير المنظومة القيمية لدى الشباب (74.0%)، وأن هذا التغيير يسير في الاتجاه الإيجابي (89.8%)، وجاء اتجاه النسبة الأكبر من الشباب موضوع الدراسة (76.7%) إيجابياً نحو دور الإعلام الجديد كأداة  لتغيير المنظومة القيمية لدى الشباب بالمجتمع، ووجود فروق بين حجم تعرض الشباب لوسائل الإعلام الجديد وبين مستويات اتجاههم نحو الإعلام الجديد كأداة لتغيير منظومة القيم داخل المجتمع، مع وجود فروق بين فئتي دوافع التعرض للإعلام الجديد من حيث التأثيرات القيمية الاجتماعية المتولدة لديها نتيجة استخدام الإعلام الجديد.

وجاء اهتمام دراسة (عثمان، 2014) بالتعرف على مواقع التواصل الاجتماعي وخدماتها، والوقوف على ظاهرة الفيس بوك، ومعرفة أبعاد استخدام الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي، وانعكاس ذلك على جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والتعليمية، وجاءت أهم النتائج أن موقع الفيسبوك يحتل الصدارة كموقع تواصل اجتماعي مفضل لدى الشباب، وأن مستخدمي المواقع التفاعلية والأكثر تأثراً هم في الغالب من فئة الشباب التي تقع بين (18-45) سنة، وأن أهم دوافع الاستخدام التسلية والترفيه، والتفاعل والتواصل الاجتماعي وحرية التعبير والبحث عن صداقات والتبادل الثقافي، وأن لها أبعاداً إيجابية على الشباب، تمثلت في التواصل الاجتماعي والثقافة والتعليم والحصول على المعلومات والتواصل مع الخبراء والمختصين، وتحسين أداء الأجهزة الأمنية وخدماتها واستخدامها في مجال الدعوة الإسلامية، كما تشكلت الأبعاد السلبية في الإدمان والعزلة الاجتماعية، وتقليل التواصل بين الأهل والأصدقاء والجيران. 

وقد أعطت دراسة طبقت في سلطنة عمان على عينة من الطلاب والموظفين، عن التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي (الواتس آب والفيس بوك) نتائج منها أن برنامج الواتس آب وموقع الفيس بوك انتشرا بشكل كبير بين الشباب، مؤشرات بانتشار هذه البرامج - الواتس آب والفيس بوك - التي تبين انتشاره للفئات العمرية من( 18 – 25)، وهم الطلاب ذوو المستويات الجامعية والثانوية وممن يملكون دخلاً اقتصاديًّا متوسطًا، كما أجرى (منصور، 2012) دراسة مقارنة في النوع الاجتماعي لدور شبكات التواصل الاجتماعي في تحقيق احتياجات الشباب الأردني، على (286) مفردة من الشباب الجامعي الأردني في جامعة اليرموك، ودلت النتائج على ارتفاع نسبة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لدى الشباب الأردني بنسبة 93.7%، وأن الفيس بوك قد احتل المرتبة الأولى في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بنسبة 72.4%(15) 

وحول أثر استخدام شبكات التواصل الإلكترونية على العلاقات الاجتماعية الفيسبوك وتويتر، ـأجرى (الشهري)، دراسة على عينة من طالبات حيث استخدمت أداة الاستبيان لجمع البيانات في جامعة الملك عبد العزيز على عينة مكونة من(150) طالبة، تم اختيارهن بطريقة قصدية، وجاءت النتائج أن أقوى الأسباب استخدام الطالبات الفيسبوك وتويتر سهولة التعبير عن آرائهن واتجاهاتهن الفكرية، وأنهن استفدن من هذين الموقعين في تعزيز صداقاتهن القديمة والبحث عن صداقات جديدة، والتواصل مع أقاربهن البعيدين مكانياً، كما تبين أيضاً أن لاستخدام الفيس بوك العديد من الآثار الإيجابية أهمها الانفتاح الفكري والتبادل الثقافي.

تعقيب على الدراسات السابقة

تُظهر الدراسات السابقة التي تناولت التأثير القيمي لمشاهد العنف عبر الشبكات الاجتماعية تنوعاً في الأدوات والمناهج المستخدمة في تحليل هذه الظاهرة، مع تركيز على تقييم الآثار السلبية لهذه المشاهد على القيم الاجتماعية والأخلاقية لدى الأفراد، فقد استخدمت الدراسات السابقة منهجيات متعددة مثل المنهج الوصفي والتحليلي، بالإضافة إلى استخدام أدوات مثل الاستبيانات، المقابلات، وتحليل المحتوى الرقمي، هذا التنوع يساعد على تقديم رؤى شاملة حول التأثيرات المختلفة لمشاهد العنف على قيم الأفراد والمجتمع، كما ركزت الدراسات على الفئات العمرية الأكثر تأثراً، خاصة الشباب والمراهقين، الذين يُظهرون ارتباطًا قويًا بالشبكات الاجتماعية، مما يجعلهم أكثر عرضة لتبني القيم السلبية التي قد تنتج عن مشاهدة المحتوى العنيف، كما أخذت الدراسات بعين الاعتبار الفروقات الثقافية والاجتماعية، حيث يتم تحليل كيفية تفاعل المجتمعات المختلفة مع مشاهد العنف وانعكاساتها على القيم المحلية.

أظهرت الدراسات اختلافاً في دوافع استخدام الإنترنت والمواقع التفاعلية، وأن التعرض المستمر لمشاهد العنف عبر الشبكات الاجتماعية يمكن أن يعمق السلوك العدواني لدى الأفراد، خاصة المراهقين، ويتزايد التأثير السلبي مع تكرار مشاهدة المحتويات العنيفة.

أكدت الدراسات أن مشاهد العنف تؤدي إلى تآكل القيم الأخلاقية والاجتماعية، حيث يقلل الأفراد من تعاطفهم مع ضحايا العنف ويصبح لديهم قبول أكبر للعنف كوسيلة لحل المشكلات، بالإضافة إلى التأثير السلبي على التفاعل الأسري، وتعزيز ظواهر مثل التنمر الإلكتروني والعنف الرقمي، حيث يتم محاكاة السلوك العنيف عبر وسائل التواصل الاجتماعي

في الدراسات السابقة التي تناولت التأثير القيمي لمشاهد العنف عبر الشبكات الاجتماعية، تم استخدام عدة أدوات ومناهج لتحليل هذه الظاهرة:

  • المنهج الوصفي والتحليلية:  تم استخدام المنهج الوصفي لتحليل المحتوى الرقمي لمشاهد العنف، مع التركيز على تصنيف أنماط العنف وتأثيرها على القيم الاجتماعية والأخلاقية، بالإضافة إلى التحليل الكمي لمدى تكرار المحتوى العنيف على منصات التواصل الاجتماعي.

  • الاستبيانات والمقابلات: استُخدمت الاستبيانات بشكل شائع لجمع البيانات من عينات مختلفة من الفئات العمرية، خاصة الشباب والمراهقين، لقياس تأثير مشاهد العنف على سلوكياتهم وتوجهاتهم القيمية، بالإضافة إلى ذلك، تم الاعتماد على المقابلات العميقة لفهم دوافع الانجذاب لهذا النوع من المحتوى.

  • تحليل الشبكات الاجتماعية: تم تحليل سلوك المستخدمين عبر الشبكات الاجتماعية لفهم كيفية انتشار المحتوى العنيف ومدى تأثيره على التفاعلات الاجتماعية والقيم المجتمعية.

  • دراسات الحالة: بعض الدراسات ركزت على حالات محددة لتقييم تأثير مشاهد العنف عبر وسائل التواصل الاجتماعي في سياقات مختلفة، مثل البيئات الجامعية والمجتمعات المحلية.



الاختلافات الثقافية والجندرية

  • تأثير مشاهد العنف على الفئات العمرية المختلفة والفروقات بين الجنسين في التأثر.

تؤثر مشاهد العنف بشكل مختلف على الأفراد وفقًا لعوامل ثقافية وجندرية، إذ تلعب الثقافة والجنس دورًا أساسيًا في تشكيل استجابات الأفراد لهذه المشاهد. يمكن تصنيف تأثير هذه المشاهد ضمن العوامل التالية:

  • التأثير الثقافي: تختلف استجابة الأفراد لمشاهد العنف وفقًا للثقافة السائدة في المجتمع، فالثقافات التي تتسامح مع العنف أو تبرره قد تجعل الأفراد أقل تأثرًا سلبًا بمشاهد العنف مقارنة بثقافات تعتبر هذه المشاهد غير مقبولة

  • اللغة: تُعد من العوامل المؤثرة على اختلاف الثقافة، لأنها قادرة على أن تكون حاجزاً بين تعلم البشر لثقافات بعضهم البعض كما في اللهجات، فهي تعد سبباً في اختلاف الثقافة بين بلد وبلد، وحتى بين مدينة وأُخرى.

  • التعليم: يُعتبر من أهم العوامل المؤثرة في اختلاف الثقافات بين البشر، لأنه يعمل على نقل الأفكار والمهارات والمواقف، وعند اختلاف مستوى التعليم بين البلدان يصبح اختلاف الثقافات أمراً بديهياً. 

  • الدين: يُعد الدين العامل الأهم والأقوى المؤدي إلى اختلاف الثقافات؛ فلكل أهل ديانة معتقدات مختلفة عن الأخرى؛ لذلك فإن كل الأمور في الدين أدت إلى ظهور الاختلاف الثقافي بين البشر. 

  • التأثير الجندري: تختلف استجابة الجنسين لمشاهد العنف، إذ أظهرت الأبحاث أن الذكور غالبًا ما يكونون أكثر عرضة لتطوير سلوكيات عدوانية نتيجة التعرض لمشاهد العنف مقارنة بالإناث. ذلك يرجع إلى دور التربية والمجتمع في تعزيز قيم القوة والسيطرة لدى الذكور مقارنة بالإناث.

  • الاختلافات العمرية: يُظهر الأطفال والشباب مستويات أعلى من التأثر بمشاهد العنف مقارنة بكبار السن، حيث يكون التأثير أكثر وضوحًا في مراحل النمو والتطور النفسي، يكون الأطفال أكثر عرضة لتقليد السلوكيات العنيفة التي يرونها في وسائل الإعلام.

  • العوامل الاجتماعية : تساهم القيم والتقاليد المجتمعية في تشكيل استجابات الأفراد لمشاهد العنف، حيث تؤدي البيئات التي تعاني من توتر اجتماعي أو نزاعات إلى تعزيز هذه السلوكيات. (عبد الفتاح، 2023)


نتائج الدراسة

ألقت هذه الورقة البحثية الضوء على التأثيرات القيمية لمشاهد العنف المنتشرة عبر الشبكات الاجتماعية، حيث تتناول كيفية انعكاس هذا المحتوى على منظومة القيم والسلوكيات لدى الأفراد، خاصةً فئات الشباب والأطفال، ذلك أن التعرض المستمر لمثل هذه المشاهد يؤدي إلى تطبيع العنف وزيادة تقبله في المجتمع، مما يضعف القيم الإيجابية في المجتمع، كما أن هذا التأثير يمتد ليشمل تشويه القيم الأسرية والاجتماعية، مما يسهم في تراجع دور التربية التقليدية التي تركز على التوجيه الأخلاقي والقيمي، وجاءت أهم النتائج:

  • التأثير السلبي لمشاهد العنف المنتشرة عبر الشبكات الاجتماعية على المنظومة القيمية لأنها تُساهم في تدهور المنظومة القيمية لدى الأفراد، خاصةً الشباب والمراهقين، ما يؤدي إلى تطبيع السلوك العدواني في المجتمع، وضعف الانتماء الاجتماعي.

  • تأثير العنف الرمزي عبر الشبكات الاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بالجندر، حيث يتم تعزيز الأفكار النمطية السلبية حول النوع الاجتماعي وتأطير القيم المرتبطة بالتمييز والعنف.

  • الأطفال الذين يتعرضون لمشاهد العنف عبر الإنترنت والتلفاز يعانون من مشاكل سلوكية ونفسية، وأن نسبة كبيرة من المحتوى الإعلامي الموجه للأطفال يحتوي على مشاهد عنف، مما يعزز من سلوكياتهم العدوانية ويضعف من قدرتهم على التفاعل الاجتماعي بشكل سليم.

  • انتشار التنمر والعنف الإلكتروني يشكل خطراً على الاستقرار النفسي لأفراد المجتمع، ويساهم في إذكاء العنف بينهم، مما يتطلب نشر الوعي بمخاطره ودمجه ضمن البرامج التربوية.

  • تتنوع مشاهد العنف عبر الشبكات الاجتماعية، مثل العنف الجسدي، اللفظي، والتحريضي، وتظهر عبر فيديوهات، محتوى إخباري، وحتى الألعاب الإلكترونية.

  • يعود انتشار مشاهد العنف إلى السهولة في الوصول لهذه المحتويات عبر المنصات المختلفة، واهتمام الجماهير بمحتويات الإثارة، إضافة إلى ضعف الرقابة الإعلامية.

  • يختلف التأثير بحسب الثقافات؛ في المجتمعات التي تعاني من النزاعات، يظهر تقبل أكبر للعنف، كذلك الفتيات أكثر عرضة للتأثر النفسي مقارنةً بالشباب الذين قد يُظهرون سلوكًا عدوانيًا.

توصيات الدراسة

على مستوى الأسرة توصي الدراسة بالتركيز على الدراسات المتعلقة بخصائص جمهور المراهقين واحتياجاتهم الإعلامية الفعلية، في ظل صعوبات تفاعل الآباء والأمهات مع هذا التطور التكنولوجي. 

على المستوى التربوي الاهتمام بالحملات والفاعليات المتنوعة لتوجيه الشباب والمراهقين بنشر ثقافة الانتقاء والاختيار لما يتناسب مع قيمنا وديننا وأخلاقياتنا القويمة والوعي بأهمية ثقافتنا المحلية ومجابهة كل ما يتعارض مع منظومة القيم، والعادات، والتقاليد العربية، والإسلامية.

على المستوى الأكاديمي

  • التوسع في بحوث تأثيرات الإعلام الجديد على الفئات العمرية المختلفة خاصة المراهقين مع التركيز على تأثيرات الشبكات الاجتماعية والمنصات الرقمية وما تقدمه من محتوى.

  • تحسين وتطوير المناهج التحليلية، مثل الدمج بين التحليل الكمي والنوعي للحصول على رؤى أكثر دقة.

  • تحليل الفروق بين الثقافات والجنسين في تأثير هذه المشاهد، حيث يمكن أن تُظهر بعض الثقافات أو الفئات العمرية تقبلًا أكبر للعنف، مما يستدعي استراتيجيات محددة لمعالجة هذا التباين.

  • دراسة العوامل التي تؤدي إلى انتشار هذه المحتويات، مثل سهولة الوصول، الإثارة، ونقص الرقابة، مما يساعد في تطوير سياسات لمكافحة هذه الظاهرة.

  • تحديد الأنواع المختلفة لمحتويات العنف مثل العنف الجسدي، النفسي، اللفظي، والتحريضي. يساهم هذا التصنيف في فهم أعمق لتأثير كل نوع على القيم الاجتماعية.

على مستوى الإنتاج

  • إنشاء وتفعيل شبكات اجتماعية ومنصات رقمية عربية.

  • تقدم محتوى وإنتاج إعلامي متطور مقنع للأجيال الشابة القادمة.

  • تقديم محتوى إعلامي يواكب الوسائل التفاعلية الجديدة. 

على المستوى الإعلامي 

  • يمكن للإعلام المساهمة في الوعي بالمخاطر المرتبطة بالعنف الرقمي من خلال توفير مبادرات وبرامج توعوية واستراتيجيات تربوية تعتمد على التواصل الفعال وتعليم القيم ونشر ثقافة التسامح وتقوية القيم الإيجابية.

  • تحديد الأنواع المختلفة لمحتويات العنف مثل العنف الجسدي، النفسي، اللفظي، والتحريضي، فيساهم هذا التصنيف في فهم أعمق لتأثير كل نوع على القيم الاجتماعية وطرق معالجتها.



قائمة المراجع

أولاً: المراجع العربية

  • حداد، نورة، غضبان، (2018). نظرية الحتمية القيمية في الإعلام كاتجاه نظري جديد..دراسة نظرية تحليلية في خلفيتها الأبستمولوجية وتطبيقاتها. المؤتمر العلمي الدولي الثالث، المعهد الدولي العالي للإعلام بالشروق، مجلة البحوث والدراسات الإعلامية، العدد الرابع، ص 174.

  • عيساني، سعاد، (2012). القيمة بين الواقع والخيال: مستويات التداخل وطبيعة العلاقة في الحتمية القيمية. مجلة الدراسات الإعلامية، القيمية، المعاصرة، الجزائر، دار الوسم للنشر والتوزيع، ع 4.

  • نصير، بوعلي، (2014). مفاهيم نظرية الحتمية القيمية في الإعلام عند عبد الرحمن العزي: مقاربة نقدية. مجلة المستقبل العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان، العدد 442، ص 87-88.

  • شعبان، خضير. (د.ت). مصطلحات في الإعلام والاتصال. الجزائر: دار الاتصال العربي، ص 33.

  • حافظ، محمد جاد المولى، (2015). رؤية النخبة المصرية لتأثير الإعلام الجديد على منظومة القيم السائدة في المجتمع خلال ثورة 25 يناير. المجلة العلمية لبحوث الصحافة، المجلد 4، العدد 4، أكتوبر، ص 179-232.

  • مزياني، صبرينة، (2023). مفهومي إعلام العنف وإعلام السلام في النزاعات. الموسوعة السياسية.

  • عثمـــان، غـادة محمــــد، (2014). مواقع التواصل الاجتماعي وأبعادها على الشباب (الفيس بوك مثالاً). الإمارات العربية المتحدة: كلية الإمارات للتكنولوجيا.

  • الجمال، رباب رأفت محمد، (2014). أثر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي على تشكيل النسق القيمي الأخلاقي للشباب السعودي – دراسة ميدانية. جامعة الملك عبد العزيز، 15-4-2014 تلخيص بحوث إعلامية. متاح على: http://dalya6848.blogspot.ae

  • عزى، عبد الرحمن، (2018). النظام الأخلاقي والنظام الإعلامي: قراءة في الاتجاهات المعرفية المعاصرة. جامعة عبد الحميد بن باديس، مستغانم، الجزائر، المجلة الدولية للاتصال الاجتماعي، المجلد (5)، العدد (3).

  • حيرة، العبدى، (2017). نظرية الحتمية القيمية وأداة التضاد الثنائي (التأثير الإيجابي والسلبي). أسلوب التضاد الثنائي في دراسة تأثير وسائل الإعلام على المتلقي من منظور الحتمية القيمية. جامعة عبد الحميد بن باديس، مستغانم، الجزائر، المجلة الدولية للاتصال الاجتماعي، الجلد (4)، العدد (1)، ص 52 – 65.

  • عزي، عبد الرحمن، (2011). نظرية الحتمية القيمية في الإعلام. تونس: الدار التونسية للنشر.

  • مكاوي، حسن عماد، السيد، ليلى، (1998). الاتصال ونظرياته المعاصرة. الطبعة الأولى. القاهرة: الدار المصرية اللبنانية،  ص 239-240.

  • خضراوي، زين العابدين شحاتة، عمران، خالد عبد اللطيف محمد، (2020). فعالية برنامج في الدراسات الاجتماعية قائم على نظرية التعلم الاجتماعي باستخدام خرائط السلوك على تنمية مهارات التواصل الاجتماعي للتلاميذ الصم بالحلقة الإعدادية. بحث مشتق من رسالة علمية تخصص مناهج وطرق تدريس، جامعة سوهاج، كلية التربية، مجلة شباب الباحثين في العلوم التربوية، العدد الثالث أبريل،  ص 773 – 775.

  • الطائي، مصطفى حميد كاظم، (2020). النظريات المفسرة للعنف وخطاب الكراهية في وسائل الإعلام. المجلة الجزائرية للاتصال، المجلد (19)، العدد (2)،  ص 44 – 46.

  • الجبور، رامي، الكريمين، أيمن، (2024). محددات العنف الإلكتروني الممارس عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد انقطاع العلاقات الاجتماعية: دراسة ميدانية على طلبة كلية عجلون الجامعية. الأردن: جامعة البلقاء، كلية عجلون، قسم العلوم الاجتماعية، مجلة جامعة النجاح للأبحاث – ب (العلوم الإنسانية)، المجلد 38(6)، ص 1194 – 1222.

  • العوفي، دليمة، (2016). إشكالية مواكبة الجزائر لمجتمع المعلومات من فجوة الرقمية إلى الجريمة المعلوماتية. مجلة الحكمة للدراسات الإعلامية والاتصالية، مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع، الجزائر (6)، 8، ص 158-178.

  • صبان، عبير بنت محمد، وحربي، سماح عيد، (2019). إدمان الطلبة على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقته بالأمن النفسي والتورط في الجرائم السيبرانية. المجلة الدولية، للدراسات التربوية والنفسية، 6(2)، ص 267-293.

  • شحاتة، عنايات، محمد شحاتة السيد، (2022). التناول الإخباري لمشاهد العنف في الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وتأثيراتها النفسية على المراهقين دراسة ميدانية. جامعة المنصورة، كلية الآداب، قسم الإعلام، مجلة كلية الآداب جامعة المنصورة، المجلد 71، العدد 71، أغسطس.

  • حسن، إبراهيم حسن، (2023). العلاقة بين التعرض لوسائل التواصل الاجتماعي ومعدلات العنف بين الشباب – دراسة ميدانية. مجلة البحوث والدراسات الإعلامية، العدد الرابع والعشرون، ص 208-269.

  • فريدة، مرابط، داليا الزاهي، (2023). التحرش الجنسي الإلكتروني بالمرأة عبر شبكات التواصل الاجتماعي دراسة على عينة من مستخدمات شبكة الفيسبوك. طبنه للدراسات العلمية الأكاديمية مجلد (6)، العدد (2)،  ص1415-1431.

ثانيًا: المراجع الأجنبية

  • Clifford G. Christians, (1997). “The Ethics of Being in a Communication Context,” in Clifford Christians & Michael Traber, Communication Ethics and Universal Values, SAGE Publications, London, pp. 3-24.

  • Louis Alvin Day, (2006). Ethics in Mass Communication: Cases and Controversies, Cengage Learning, pp. 4-5.

  • Alan M. Robin, (1993). Audience and Media Use, Wall One Number One Communication Monographs, pp 98 – 105.

  • Tokunaga R. S., (2010). Following you home school; A critical review and synthesis of research on cyberbullying victimization. Computers in Human Behavior, 26(3), 277-287.

  • Cheng, L., Silva, Y. N., Hall, D., & Liu, H., (2020). Session-based cyberbullying detection: Problems and challenges. IEEE Internet Computing, 25(2), 66-72.

  • Hartzler, H., (2021). The Issue of Cyberbullying: A Literature Review. International Journal of Psychosocial Rehabilitation, 24(7), 9700-9712.

  • Black, M., (2014). Cyberbullying, Bullying, and Victimization among Adolescents: Rates of Occurrence, Internet Use, and Relationship to Parenting Styles. Unpublished Dissertation, The University of Tennessee, Knoxville.

  • Wachs, S., Vazsonyi, A.T., Wright, M. F., & Ksinan Jisnan Jiskrova, G., (2020). Cross-national associations among cyberbullying victimization, self-esteem, and Internet addiction: Direct and indirect effects of alexithymia. Frontiers in Psychology, 11(11), 1368.

  • Yayman, E., & Bilgin, O., (2020). Relationship between Social Media Addiction, Game Addiction and Family Functions. International Journal of Evaluation and Research in Education, 9(4), 979-986. 

  • Yao, M., Zhou, Y., Li, J., & Gao, X., (2019). Violent video games exposure and aggression: The role of moral disengagement, anger, hostility and disinhibition. Aggressive Behavior, 45(11), 671–662.