جامعة أكاديميون العالمية AIU :: التأثير الاقتصادي السلبي للروبوت على الواقع الوظيفي للعاملين في المجال الإعلامي
تقاطعنا مع

التأثير الاقتصادي السلبي للروبوت على الواقع الوظيفي للعاملين في المجال الإعلامي


تفاصيل البحث

التأثير الاقتصادي السلبي للروبوت على الواقع الوظيفي للعاملين في المجال الإعلامي

د.سلمى عبد الرحيم عبد الحسن داغر الشمري

الملخص 

 يعد الذكاء الاصطناعي من اهم نتائج الثورشة الرقمية التي يشهدها العالم اجمع لما له من فوائد إيجابية تمثلت بالنهضة العلمي، الأمر الذي ارتبط بها موضوع البطالة للعديد  من الموظفين ،وأصبح الموضوع خطر يهدد الحياة الاقتصادية والاجتماعي للعديد من الموظفين ولاسيما في مجال الإعلام والتلفزيون ، فضلا عن كون موضوع البطالة اصبح امر يهدد أعداد كبيرة من الموظفين نتيجة اجتياح الروبوتات لعالم الأعمال والوظائف ،حيث تهدف الدراسة الى التعرف على التأثير الاقتصادي  السلبي  للروبوت على الواقع الوظيفي للعاملين في المجال الإعلامي كهدف رئيس يتفرع منه عددا من الأهداف الفرعية الآتية : بحث تأثير الروبوتات على الوضع الوظيفي للعاملين في قطاع الإعلام بشكل سلبي، وتحليل الجوانب السلبية المرتبطة بتوظيف الروبوتات في هذا القطاع، واقتراح بعض التوصيات للحد من مشكلة البطالة التي قد يتعرض لها الموظفين في مجال الإعلام بصورة خاصة ،الأمر الذي يترك أثار سلبية على المجتمع وعلى التطور وعلى عجلة التنمية الاقتصادية وزيادة الأعباء على المجتمع كافة .

الكلمات المفتاحية: الذكاء الاصطناعي ، الإعلام ، الأخبار، الصحفيين ، الربوتات. 

"The Negative Economic Impact of Robotics on the Employment Landscape of Media Professionals"

Abstract

Artificial intelligence is one of the most important results of the digital revolution that the whole world is witnessing, due to its positive benefits represented by the scientific renaissance, which is linked to the issue of unemployment for many employees, and the issue has become a danger that threatens the economic and social life of many employees, especially in the field of media and television, in addition to the fact that the issue of unemployment has become a matter that threatens a large number of employees as a result of the invasion of robots into the world of business and jobs, as the study aims to identify (the negative economic impact of robots on the job reality of workers in the media field) as a main goal from which a number of the following sub-goals branch out: (Researching the impact of robots on the job status of workers in the media sector in a negative way, analyzing the negative aspects associated with employing robots in this sector, and proposing some recommendations to reduce the unemployment problem that employees in the media field may be exposed to in particular, which leaves negative effects on society, development, and the wheel of economic development and increases the burdens on society as a whole.

Keywords: Artificial Intelligence, Media, News, Journalists, Robots.

 

المقدمة 

تُعتبر الروبوتات من أبرز نتائج الثورة الرقمية التي نعيشها في الوقت الراهن، حيث لعبت دوراً مهماً في مجالات متعددة مثل الصناعة والإعلام. تمثل هذه التكنولوجيا رمزاً للحاضر والمستقبل. علاوة على ذلك، أدخل الذكاء الاصطناعي مفهوماً جديداً يعكس تطوراً ملحوظاً في مجال الإعلام، وهو ما يُعرف اليوم بالصحافة الرقمية أو الخوارزمية أو الآلية. يُمثل هذا التطور جانباً آخر من جوانب التقدم التكنولوجي الذي سيؤدي إلى تغييرات جذرية في بيئة المؤسسات الإعلامية وطرق عملها. ويُعتبر هذا التطور حالة فريدة في جمع وكتابة المعلومات، بالإضافة إلى إعداد التحليلات الصحفية للأحداث والمشكلات المتعددة. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تغييرات كبيرة في مفهوم الإعلام وخصائصه وآلياته وتأثيراته الاجتماعية.

أولاً: أهمية الدراسة 

 برزت أهمية هذا البحث من خلال الاهتمام المتزايد على مر السنين بإدخال الروبوتات في مختلف المجالات،ولاسيما في مجال الإعلام والتلفزيون. ويهدف هذا الاتجاه إلى زيادة الإنتاجية في بيئة عالمية متزايدة التنافسية، وتحسين نوعية حياة الناس، والحد من المخاطر المرتبطة بالمهام الخطيرة والصعبة التي يؤديها البشر . تتشابه الروبوتات الاجتماعية في المظهر والسلوك مع البشر، ومن المتوقع أن تلعب دورًا مهمًا في حياتنا في المستقبل والذي سينعكس سلبا على الواقع الوظيفي الاقتصادي والاجتماعي للإعلاميين مولدا البطالة الإجبارية نتيجة الاستغناء عن الموظفين الأصليين بالآلة (الروبوت ) ،هذا الأمر في غاية الخطورة ،والذي يسترعي الانتباه له واخذ الحيطة والحذر منه لما لها من آثار سلبية على الأسرة بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة.

ثانياً : أهداف الدراسة 

سعت هذه الدراسة للتعرف إلى التأثير الاقتصادي السلبي للروبوت على الواقع الوظيفي للعاملين في المجال الإعلامي كهدف رئيس يتفرع منه عدد من الأهداف الفرعية الآتية:

  1. بحث تأثير الروبوتات على الوضع الوظيفي للعاملين في قطاع الإعلام بشكل سلبي.

  2. تحليل الجوانب السلبية المرتبطة بتوظيف الروبوتات في هذا القطاع.

  3. استكشاف الأسباب التي تدفع إلى استخدام الروبوتات في مجالات الإنتاج الإعلامي والتلفزيوني.

ثالثاً: مشكلة الدراسة

تكمن مشكلة الدراسة في وجود العديد من تطبيقات التابعة للذكاء الاصطناعي ولاسيما الروبوتات في برامج الإعلام التي حققت أكبر تقدم خلال السنوات الماضية كأحد المفاهيم الأصلية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام وانطلاقاً مما تقدم تطرح الأسئلة التالية:

  • مفهوم الروبوتات ؟

  • كيف تستطيع الروبوتات   التأثير السلبي على الواقع الوظيفي للعاملين في المجال الإعلامي؟  

  • ما التصورات المستقبلية والآليات المقترحة في ظل انتشار الروبوتات في مجال الإعلام؟

رابعاً: فرضية الدراسة

تقوم الدراسة على فرضية مفادها ما يأتي:

على وجود علاقة طردية -ارتباطية بين تواجد الروبوتات في مجال الأعمال والوظائف وبين البطالة للموظفين والعاملين في المجال الإعلامي أي كلما زاد عدد الروبوتات في مجال العمل قل عدد العاملين والموظفين فيه الأمر الذي ينعكس سلباً على واقعهم الاقتصادي والاجتماعي وحتى النفسي.

خامساً: منهجية الدراسة 

اعتمدت الباحثة في كتابة البحث على الاستعانة بالمنهج التحليل الوصفي للتأثير الاقتصادي السلبي للروبوت على الواقع الوظيفي للعاملين في المجال الإعلامي على أن الأساليب الوصفية والتحليلية كانت قد شكلت أدوات رئيسية لوصف الظاهرة كموضوع للبحث والتقصي بالمتغيرات المؤثرة على الموظف الإعلامي بصورة خاصة المجتمع بصورة عامة ومن ثم التعويل على المنهج الاستشرافي للتنبؤ بالحلول النهائية لإيقاف استبدال البشر بالروبوت .

سادساً: الدراسات السابقة 

  1. فتحي محمد شمس الدين ، رؤية القائم بالاتصال بمستقبل الإعلاميين في عصر الذكاء الاصطناعي إعلام الروبوت نموذجاً ، بحث منشور في المجلة العلمية لبحوث الإذاعة والتلفزيون -العدد الرابع والعشرون (الجزء الثاني ) ،2022.

  2. اوسوندي اوسوبا وويليام ويلسر الرابع ، مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأمن ومستقبل العمل ، منظور تحليلي رؤى الخبراء بشأن قضايا السياسات الآنية، للمزيد من المعلومات على الرابط الإلكتروني الآتي:https://www.rand.org/content/dam/rand/pubs/perspectives/PE200/PE237/RAND_PE237z1.arabic.pdf

  3. أسماء محمد مصطفى عرام ، مستقبل الصحفيين في عصر الذكاء الاصطناعي (صحافة الروبوت نموذجاً ) ، مجلة البحوث الإعلامية ،جامعة الأزهر ، كلية الإعلام ، العدد الثامن والخمسون ،الجزء 4، 2021 .

سابعاً: هيكلية الدراسة 

في ضوء تحديد مشكلة الدراسة ،فضلا عن فرضيتها الأساسية في مجال تحقيق هدفها توزعت هيكلية الدراسة على مبحثين، فضلاً عن مقدمة وخاتمة ، تتضمن الاستنتاجات والتوصيات .

تناول المبحث الأول : :الإطار النظري /المفاهيمي لمفهوم الروبوتات في عالم الإعلام، من خلال مطلبين ،تناول  المطلب الأول  مفهوم الروبوتات ، والمطلب الثاني يسلط الضوء على سلبيات الذكاء الاصطناعي  ،أما المبحث الثاني فقد سلط الضوء على  التصورات المستقبلية والآليات المقترحة في ظل انتشار الروبوتات  في مجال الإعلام،    من خلال مطلبين :تناول المطلب الأول : التأثير الاقتصادي  السلبي  للروبوت على الواقع الوظيفي للعاملين في المجال الإعلامي ، أما المطلب الثاني فقد تناول : التصورات المستقبلية لانتشار الروبوتات  في مجال الإعلام.

المبحث الأول: الإطار النظري /المفاهيمي لمفهوم الروبوتات في عالم الإعلام 

المطلب الأول: مفهوم الروبوتات

عرف قاموس كامبريدج الروبوت: يُعرَّف الروبوت بأنه آلة يتم التحكم بها عن بُعد بواسطة جهاز كمبيوتر وتؤدي المهام بشكل آلي.

أما في قاموس أكسفورد الروبوت: يُعرَّف الروبوت كآلة قادرة على تنفيذ سلسلة من المهام المعقدة بشكل تلقائي. (الخليج، بلا تاريخ)

تعرف جمعية الروبوتات الأمريكية الروبوت : "بأنه آلة متعدد الأعمال المعدة لنقل المواد والأجزاء والمعدات وأداء مجموعة متنوعة من المهام المبرمجة لكل حركة." (النور، 2005).

الروبوتات: هي آلات ميكانيكية مصممة لأداء مهام مبرمجة مسبقًا. تقوم هذه الروبوتات بهذه المهام تلقائيًا. تتم برمجة الروبوتات لأداء المهام التي غالبًا ما تكون صعبة أو خطيرة، مثل اكتشاف الألغام الأرضية، أو العمل في الفضاء، أو إزالة النفايات من المفاعلات النووية (البدو، 2017).

يمكننا القول إن الروبوت هو آلة من صنع الإنسان يتحكم بها عن طريق الريمونت عن بعد يهدف من وراء صنعه إنجاز بعض الأعمال التي يرغب من ورائها تقليل الجهد والوقت الأمر الذي ينعكس إيجابياً على صاحب العمل وبالسلب على العمل بسبب فقدانه لوظيفته بسبب استبدال واستبعاد الإنسان عن مجال عمله الذي كان يمارسه قبل إحلال آلة (الروبوت).

المطلب الثاني : سلبيات الذكاء الاصطناعي 

إن من أهم السلبيات المتوقعة من الذكاء الاصطناعي أن أنظمة الذكاء الاصطناعي أدت إلى تقليص الاعتماد على العنصر البشري في العديد من الوظائف، حيث أصبحت هذه الأنظمة قادرة على أداء المهام التي يقوم بها البشر بكفاءة وفعالية أعلى، وبتكاليف أقل بكثير، ودون الشعور بالتعب أو الملل. وهذا يجعل من خيار الاستغناء عن الموظفين خيارًا مغريًا للشركات التي تسعى لمواكبة التطورات بتكاليف أقل.

وتزايد الفجوة في الدخل بين فئات المجتمع نتيجة لفقدان العديد من الأفراد لوظائفهم، سيتعرض دخل بعض الفئات للانخفاض، بينما ستشهد الشركات ارتفاعًا في إنتاجيتها وأرباحها. هذا الوضع سيؤدي إلى زيادة ثروات أصحاب العمل، مما يسهم في اتساع الفجوة بين طبقات المجتمع.

يشهد العالم حاليًا سباقًا للتسلح يعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن استغلال هذه التقنية في الطائرات بدون طيار وغيرها من الأسلحة الفتاكة. تكمن المشكلة في أن تطوير مثل هذه التقنيات أصبح سهلًا ومتيسرًا، مما قد يؤدي إلى انتشارها في أيدٍ غير موثوقة في مناطق مختلفة من العالم. كما أنه لا توجد اتفاقيات دولية تقيّد استخدام هذه التقنية، مما يشكل تهديدًا للمدنيين والدول. ومن الجدير بالذكر أن بعض العلماء في شركة غوغل قد وقعوا اتفاقية تمنع استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية. (المصرفية، 2021)

يمكننا القول بوجود علاقة طردية -ارتباطية (الروبوت+ الموظفين +البطالة )  بين وجود الروبوت في مجال الأعمال والوظيفة ووجود العاملين والموظفين أي بمعنى كلما زادت أعداد الروبوتات في مجال العمل ولاسيما في مجال الإعلام كلما قلت أعداد الموظفين الأمر الذي يؤدي الى ما يعرف بالبطالة الإجبارية والتي تنعكس سلبا على الفرد نفسه وعلى واقعه الاقتصادي والاجتماعي والنفسي وحتى على الواقع السياسي والأمني للدولة .

 

المبحث الثاني: التصورات المستقبلية والآليات المقترحة في ظل انتشار الروبوتات في مجال الإعلام

المطلب الأول: التأثير الاقتصادي السلبي للروبوت على الواقع الوظيفي للعاملين في المجال الإعلامي  

يتمحور القلق بشكل أساسي حول سوق العمل البشري واحتياجاته، حيث يتعلق هذا القلق بقدرة التطورات في الذكاء الاصطناعي والأدوات التكنولوجية على تنفيذ المهام بتكاليف أقل، مما قد يؤدي إلى استبدال العمال البشر الذين يعتمدون على هذه المهام كمصدر لكسب العيش. (اوسويا، 2000).

لا يمكن إنكار أن الروبوتات تؤثر بشكل كبير على سوق العمل. فعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة، شهدت العمالة في القطاع الصناعي تراجعًا ملحوظًا منذ خمسينيات القرن الماضي، حيث أصبحت المصانع تعتمد بشكل متزايد على الأتمتة. تشير التقديرات إلى فقدان حوالي 500 مليون وظيفة في مجال التصنيع منذ عام 2000. ومع ذلك، فإن عمال المصانع ليسوا الوحيدين الذين يواجهون خطر الاستبدال بالروبوتات. في السنوات الأخيرة، زاد استخدام الروبوتات في قطاع الخدمات أيضًا. على سبيل المثال، في العديد من المتاجر، حلت ممرات الدفع الذاتي محل الصرافين، كما بدأ استخدام الروبوتات في مهام مثل تنظيف غرف الفنادق وتوصيل الطعام.

أدى ظهور الروبوتات إلى مخاوف من حدوث بطالة جماعية. يحذر بعض الخبراء من أننا قد نكون على أعتاب "عصر البطالة"، حيث ستتولى الآلات معظم الأعمال، مما سيعود بالنفع على شريحة صغيرة فقط من المجتمع. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن الأتمتة لها تأثيرات مستمرة على التوظيف. في الماضي، لم تؤد التقنيات الجديدة إلى تسريح العمال فحسب، بل ساهمت أيضًا في خلق فرص عمل جديدة. على سبيل المثال، أدى اختراع محلج القطن إلى تقليل الحاجة للعمل اليدوي المكثف. أدى ظهور الروبوتات إلى مخاوف من حدوث بطالة جماعية. يحذر بعض الخبراء من أننا قد نكون على أعتاب "عصر البطالة"، حيث ستتولى الآلات معظم الأعمال، مما سيعود بالنفع على شريحة صغيرة فقط من المجتمع. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن الأتمتة لها تأثيرات مستمرة على التوظيف. في الماضي، لم تؤد التقنيات الجديدة إلى تدفق العمال فقط، بل ساهمت أيضًا في خلق فرص عمل جديدة. على سبيل المثال، أدى اختراع محلج القطن إلى تقليل الحاجة للعمل اليدوي المكثف(FasterCapital، 2024)

من المتوقع أن تهدف الخوارزميات إلى كتابة الأخبار، وقد تؤدي في النهاية إلى استبدال الصحفيين البشر. الهدف النهائي لهذه الخوارزميات هو إنتاج المحتوى بشكل أسرع وأرخص وأكثر كفاءة، بالإضافة إلى تحديد المواضيع التي تستحق النشر والتي ينبغي متابعتها.

من خلال تحليل البيانات الضخمة وربطها، تستطيع الخوارزميات تحديد الأخبار الأكثر أهمية للنشر في أي وقت، استنادًا إلى تقييم اهتمام الجمهور وردود الفعل على المحتوى الصحفي. كما يمكنها أيضًا الإشراف على التعليقات وتصفيتها، وتعزيز المحادثات عبر الإنترنت وضمان إدارتها بشكل مناسب دون انتهاك القواعد.

علاوة على ذلك، بفضل قدرتها على جمع البيانات وتصنيفها، يمكن للخوارزمية كتابة بيانات صحفية جاهزة دون الحاجة لتدخل بشري، باستخدام قوالب محددة يحددها البشر مسبقًا. (https://ejsc.journals.ekb.eg/article_181374_bedbe46c5e9a191709b7، 2021)

إدخال الروبوتات إلى سوق العمل سيؤدي بلا شك إلى تقليص عدد الوظائف وتقليل الحاجة إلى العمالة البشرية، تحت ذريعة تعزيز القدرة التنافسية. وهذا قد يسبب فقدان فرص العمل، خاصة في الدول النامية التي تعاني من زيادة في عدد السكان وارتفاع في القوى العاملة. كما أن هذا الأمر سيؤثر سلباً على العمالة غير المنتظمة، الذين يتنقلون بين الأعمال لتلبية احتياجاتهم المعيشية، حيث ستصبح هذه الكيانات الشبيهة بالبشر بديلاً عن الأيدي البشرية، إذ لا يمكن للإنسان منافستها من حيث الكفاءة والقدرة على العمل بلا توقف أو ملل. وبالتالي، فإن إدخال الروبوتات سيؤثر على هيكل سوق العمل، خصوصاً في المهام التقليدية الروتينية، مما قد يؤدي إلى زيادة معدلات البطالة دون توفير بدائل مناسبة. وقد أعرب بعض المتخصصين في قانون العمل عن قلقهم من أن تحل الروبوتات محل بعض الوظائف التقليدية، مما سيؤدي إلى ارتفاع عام في معدلات البطالة، وبطالة فئات معينة بشكل خاص وقد أطلقوا على هذه الظاهرة مصطلح "البطالة التكنولوجية. (حسون، 2023).

يتفق العديد من الباحثين على أن عصر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي له عدة آثار سلبية على الصحافة، أبرزها: قلة الخبراء في مجال الاتصال الذين يمكنهم استخدام وتطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الصحافة، وقلة الصحفيين ذوي الخبرة الذين يشغلون هيمنة المسرح، في حين يفتقر الصحفيون الشباب (الجيل الجديد) إلى المزايا، بالإضافة إلى أن المؤسسات الإخبارية تعاني من قصور في هذا المجال، وتفتقر إلى الصحفيين المؤهلين لاستخدام الأدوات الصحفية القائمة على الذكاء الاصطناعي  (منصور، 2021)

 أدت روبوتات الدردشة والروبوتات التي تحل محل الإنسان في مجالات الأخبار والإعلام إلى ارتفاع معدلات البطالة، وخاصة في البلدان المتقدمة تكنولوجيا مثل اليابان. ويمكن للتكنولوجيا أيضًا أتمتة العديد من المهام الشاقة والمتكررة، مما يقلل الحاجة إلى حفظ المعلومات أو حل الألغاز من أجل إنجاز المهمة. ونتيجة لذلك، أصبحنا نعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي قد يسبب مشاكل للأجيال القادمة (المحسن وكاظم ، 2023)

وفي عام 2014، أظهرت الإحصاءات السنوية للجمعية الأمريكية لمحرري الأخبار أن الوظائف في الصحف انخفضت بنسبة تزيد على 10% في عام واحد. ويعزى هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وأظهرت دراسة حديثة حول مواقف الصحفيين تجاه استخدام هذه التقنيات أنهم ينقسمون إلى ثلاث فئات بناءً على المواقف. الفئة الأولى تعتقد أن الروبوتات لا يمكنها أن تحل محل المراسلين البشريين لأن لديها عيوب واضحة في الأداء وترتكب العديد من الأخطاء. أما الطرف الثاني فيتخذ موقفاً عدائياً تجاه هذه التقنيات لأنه يعتقد أنها يمكن أن تؤدي إلى إضعاف وتدمير مهنة الصحافة. وترى الفئة الثالثة أن لهذه التقنيات تأثيرًا إيجابيًا على المهنة، حيث يمكنها مساعدة الصحفيين على توفير المزيد من الوقت للتركيز على المهام الأكثر أهمية، طالما أن لديهم فهمًا كاملاً لجميع جوانبها. (معمري وبوشقورة، 2023).

المطلب الثاني : التصورات المستقبلية لانتشار الروبوتات في مجال الإعلام

يعد استخدام الذكاء الاصطناعي بأشكاله المختلفة في الإعلام حقيقة لا يمكن تجاهلها، رغم أنه لا يزال في مراحله الأولى، مما يجعل من الصعب إصدار أحكام نهائية حول فوائده وتحدياته. إن الدافع نحو أتمتة الصحافة يمكن أن يؤدي إلى تغييرات جوهرية في بنية العملية الإخبارية ومسؤولياتها وأدوارها المحتملة. بالإضافة إلى الجوانب المهنية والأخلاقية للصحافة، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي سيؤثر أيضًا على اللغة الإعلامية والصحفية. في الوقت الحالي، تركز أخبار الروبوتات على تقارير الرياضة والاقتصاد والطقس، ولكن من المتوقع أن تتوسع لتشمل جميع مجالات التقارير الإخبارية. تم تصميم الذكاء الاصطناعي في الصحافة للسماح للصحفيين بتوفير الوقت والتركيز على القضايا المهمة دون التغاضي عنها، مما يسلط الضوء على القيود المفروضة على الروبوتات في الصحافة حيث لا يمكنها تحليل الأخبار وإجراء التحقيقات بنفس الطريقة التي يفعلها الصحفيون البشريون. (الراشد، 2024)

من الضروري أن ندرك أن تأثير الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على فقدان الوظائف فحسب، بل يسهم أيضًا في خلق فرص عمل جديدة. وفقًا لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2020، يُتوقع أن تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحولات التكنولوجية الأخرى إلى إنشاء نحو 97 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2025. تشمل هذه الوظائف مجالات مثل تطوير البرمجيات، تحليل البيانات، والأدوار التقنية التي لم تكن موجودة سابقًا. (البدراني، 2024)

نشرت وكالة الأسوشيتد برس تقريرًا بعنوان "تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة"، حيث استعرضت فيه مفهوم "الصحافة المعززة". وأوضح فرانسيسكو ماركوني، مدير التطوير والاستراتيجية في الوكالة، أن مستقبل الأخبار سيعتمد بشكل متزايد على التعاون بين الصحفيين والآلات الذكية. وقد يتطلب ذلك من المؤسسات الإعلامية الاستعانة بخبراء في اللغويات ومطوري البرمجيات والتطبيقات الذكية لمواجهة التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي. وأشار التقرير إلى أنه بحلول عام 2027، ستعتمد غرف الأخبار على مجموعة متنوعة من الأدوات المعتمدة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ولفت التقرير إلى أن الحواسيب أو الروبوتات لا تستطيع تطوير قصة بمفردها، بل تحتاج إلى مدخلات بشرية وتوجيه منطقي لربط المعلومات بشكل صحيح لتشكيل قصة إخبارية بالمعنى التقليدي ،وتشير الدراسات إلى أن الروبوتات قد تحل محل 85% من الوظائف البشرية في المؤسسات الإعلامية في المستقبل القريب. وقد أظهرت التجارب الناجحة في المؤسسات الإعلامية اليابانية والأمريكية والصينية قدرة هذه الأنظمة على التعامل بفعالية مع المعلومات ومعالجتها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يمثل تطورًا . (زغنوف وعظمي ، 2023)

يمكننا القول إن مستقبل الإعلام أصبح يعتمد بصورة أساسية ومبدئية على الاستعانة واستخدام الذكاء الاصطناعي (الروبوت) ولو بشكل مبدئي الأمر الذي يتطلب من العاملين في هذا المجال التوقع في أية لحظة بان يطلب منهم ترك العمل والاستغناء عنهم ،ولذا لابد من إيجاد وظيفة احتياط لهم بالإضافة الى وظيفتهم الأصلية لكي لان يؤثر عليهم سلبا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي ينعكس الأمر على خلق مشاكل وأزمات داخل البيئة الأسرية وتنعكس سلبا على المجتمع ،لان البطالة تؤثر سلبا على الأسرة والمجتمع .

الخاتمة 

توصلت الدراسة عن طريق تناولها موضوع التأثير الاقتصادي السلبي للروبوت على الواقع الوظيفي للعاملين في المجال الإعلامي إلى جملة من الاستنتاجات والتوصيات مفادها ما يأتي :          

أولاً: الاستنتاجات 

توصلت الباحثة من خلال ما تقدم الى مجموعة من الاستنتاجات أهمها ما يأتي: أن السبب الحقيقي في تراجع الواقع الاقتصادي للعديد من الموظفين في العالم  في الآونة الأخيرة  في كافة مجالات التعامل في الحياة اليومية الى العولمة والذكاء الاصطناعي والروبوتات والتطور الذي شهده العالم بصورة عامة، والذي جعلته يعاني من الثقافات الدخيلة التي فرضت بذاتها على المجتمع عامة والتجارة والتبادلات الاقتصادية خاصة، فضلاً عن وجود علاقة طردية من خلال عمل تسلسلي وارتباطي  بين الروبوت والموظف والبطالة ، وأدت أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى تقليص الاعتماد على العنصر البشري في العديد من الوظائف، حيث أصبحت هذه الأنظمة قادرة على أداء المهام التي يقوم بها البشر بكفاءة وفعالية أعلى، وبتكاليف أقل بكثير، ودون الشعور بالتعب أو الملل. وهذا يجعل من خيار الاستغناء عن الموظفين خيارًا مغريًا للشركات التي تسعى لمواكبة التطورات بتكاليف أقل.

 

التوصيات 

  • استخدام الروبوتات في المجال الإعلامي لغرض إضافة الفائدة وليس لغرض تقليص أعداد العاملين لما له من أثر اقتصادي سلبي على الموظف نفسه وعلى عائلته وبالتالي الأثر السلبي على المجتمع ككل .

  • يجب على الصحفيين في المجال الإعلامي تطوير مهاراتهم باستمرار، ومتابعة أحدث التقنيات والابتكارات، والسعي لتحسين جودة المحتوى الإعلامي لتلبية احتياجات جمهورهم وتحقيق الأهداف المرجوة.

  • ومن الضروري أن يركز الصحفيون والإعلاميون على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة المحتوى وتسهيل عمليات الإنتاج، وعليهم استخدامها بحذر والتحقق من دقة المعلومات الناتجة.

  • إعادة تقييم دراسة الذكاء الاصطناعي بهدف تحسين الخبرات وفهم المهارات الأساسية التي يحتاجها الصحفيون في غرفة التحرير.

قائمة المراجع

  • أوسويا، إ. (2000). مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأمن ومستقبل العمل: منظور تحليل رؤى الخبراء بشأن قضايا السياسات الآنية. قضايا سياسية، 21.

  • البدراني، ب. س. (2024). إسهام الذكاء الاصطناعي في خفض نسبة البطالة العربية. العربية. https://www.arabiaexample.com

  • البدو، إ. م. (2017). أثر التدريس المعملي اعتمادًا على الروبوت التعليم في تنمية التحصيل الرياضي لطالبات الصف الثاني عشر علمي. المجلة الدولية لتطوير التفوق، 8(15)، 139.

  • الراشد، ن. ع. (2024). تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الإعلام. المجلة الدولية للبحوث العلمية، 3(7)، 79.

  • الزغنوف، ع. أ., & عظمي، إ. (2023). مستقبل وسائل الإعلام في ظل صحافة الروبوت. مجلة الرسالة للدراسات والبحوث الإنسانية، 8(1)، 956.

  • الخليج، أ. أ. (n.d.). مشروع البرامج الأكاديمية: البرنامج التدريبي لبرنامج STEM Robot. https://courses.redsoft.org/stories/stemfinal.pdf

  • المحسن، إ. ظ.،& كاظم، و. و. (2023). دور كفاءة الموارد البشرية في تعزيز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. بحث مقدم إلى قسم إدارة الأعمال / كلية الإدارة والاقتصاد. بابل - العراق.

  • النور، ع. ع. (2005). أساسيات الذكاء الاصطناعي (ط1). دار الفيصل الثقافية.

  • بدوي، م. ج. (2021). آليات تطبيق وإنتاج صحافة الروبوت في مصر. المجلة المصرية لبحوث الإعلام. https://ejsc.journals.ekb.eg/article_181374_bedbe46c5e9a191709b7

  • جماعي، ك. (2019). تطبيقات الذكاء الاصطناعي كتوجه حديث لتعزيز تنافسية منظمات الأعمال. برلين: المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية.

  • حسون، ن. س. (2023). انعكاسات الروبوت العامل على مستقبل العمل المأجور. مجلة كلية القانون والعلوم السياسية، 12.

  • عبد الله، ع. س. (2019). أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم. في ك. جماعي (تحرير)، تطبيقات الذكاء الاصطناعي (فصل 4). المركز الوطني العربي.

  • FasterCapital. (2024). الحقيقة حول الروبوتات وتأثيرها على مستقبل التوظيف. https://www.fastercapital.com/ar/artificial-intelligence

  • معهد الدراسات المصرفية. (2021). الذكاء الاصطناعي. إضاءات، 13(4)، 10.

  • معمري، م.، & بوشقورة، س. (2023). تطبيق الذكاء الاصطناعي في الإعلام الرقمي. مجلة الدراسات الإعلامية والاتصالية، 3(2)، 91.

  • منصور، إ. ع. (2021). مستقبل الصحافة المصرية في ظل تقنيات صحافة الذكاء الاصطناعي. مجلة البحوث الإعلامية، 58(ج3)، 1447.

  • مركز البحوث والمعلومات. (2021). الذكاء الاصطناعي. مركز البحوث والمعلومات، 5.