جامعة أكاديميون العالمية AIU :: المضامين القيمية في محتوى منصة نتفليكس الموجه للأطفال من وجهة نظر الآباء والأمهات
تقاطعنا مع

المضامين القيمية في محتوى منصة نتفليكس الموجه للأطفال من وجهة نظر الآباء والأمهات


تفاصيل البحث

 

المضامين القيمية في محتوى منصة نتفليكس الموجه للأطفال من وجهة نظر الآباء والأمهات

  1. مريم إيهاب عبد الرحيم الحاج أحمد

ملخص بالعربية

هدفت الدراسة الحالية إلى الوصول لوصف تحليلي للقيم الأساسية التي تقدمها منصة نتفليكس في البرامج الموجهة للأطفال، وتمثلت أهمية الدراسة في الدور الحيوي الذي تلعبه البرامج الموجهة للأطفال التي يتم عرضها على المنصات الإعلامية للأطفال كوسيلة إعلامية وتربوية، يحتاج إليها المجتمع لنقل المعلومات والقيم والتراث الثقافي للأطفال، وإبراز القيم التي تقدمها منصة نتفليكس من خلال برامجها الموجهة للأطفال، وتتمثل مشكلة هذه الدراسة في تحديد المضامين القيمية في محتوى منصة نتفليكس الموجه للأطفال من وجهة نظر الآباء والأمهات، حيث تعمل الباحثة على تحليل آراء أولياء الأمور نحو القيم التي تبثها منصة نتفليكس في محتوياتها الموجهة للأطفال، وبحث وتقييم أثرها على الأطفال.

اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي لوصف وتحليل مشكلة الدراسة، واستخدمت الباحثة في الاستقصاء كأداة لجمع البيانات، واشتملت عينة الدراسة على 200 مُفردة من أولياء الأمور ممن لديهم أطفال يُشاهدون أو كانوا يُشاهدون منصة نتفليكس، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن هناك علاقة مباشرة بين مدة المشاهدة وعدد القيم المتلقاة. كما كشفت الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين القيم الإيجابية والسلبية التي يتعرض لها الأطفال، مما يشير إلى تأثير محتوى المنصة على قيم الأطفال، وهو ما يُترجم عزوف مُعظم أفراد العينة عن مشاهدة ومتابعة المنصة، وتأثر 20 % من عينة الدراسة بقيمة العنف، وقيمة الأنانية 18 %، وقيمة التعري 18 %، وقيمة المبالغة 16 %، وقيمة الكذب 10 %، وقيمة الغش 10 %، وقيمة المثلية 5 %، وقيمة الصراخ 1 %، وقيمة اللامبالاة 1 %، وقيم تتعلق بالعقائد الوثنية 1 %.

وأوصت الباحثة بضرورة تحليل مضامين المواد الموجهة للأطفال المذاعة على المنصات مثل منصة نتفليكس، خاصة المضامين القيمية والتي بدأت تؤثر على التوجهات الثقافية للأطفال وسلوكياتهم وتؤثر كذلك على النسق القيمي لديهم.

الكلمات المفتاحية: القيم – المضامين – منصة نتفليكس – الأفلام – البرامج – الدراما.

"The Value Dimensions of Netflix Content Targeted at Children:  AStudy from the Perspectives of Parents"

Abstract

The current study aimed to reach an analytical description of the basic values offered by the Netflix platform in programs directed to children. The importance of the study was the vital role played by programs directed to children that are displayed on media platforms as an informational and educational means that society needs to convey information، values، and cultural heritage to children. The main issue is to determine the value implications in the content of the Netflix platform directed to children from the point of view of parents. 

The study used the descriptive approach to describe and analyze the problem، and the researcher applied a survey as a tool for collecting data. The study sample included 200 from parents who have children who watch or were watching the Netflix platform. The results of the study showed that there is a direct relationship between the duration of viewing and the values Received. It also revealed the positive and negative values to which children are exposed، which indicates the influence of the platform’s content on children’s values، which translates into the reluctance of most of the sample members to watch and follow the platform، and 20% of the study sample was affected by violence، Selfishness 18%، nudity 18%، exaggeration 16%، lying 10%، and cheating 10%.

The researcher recommended to analyze the contents of materials directed to children broadcast on platforms such as Netflix، especially the value implications، which have begun to affect children’s cultural orientations، behaviors and their value system.

Keywords: values - contents - Netflix platform - films - programs – drama.

المقدمة

يقضي الأطفال معظم أوقاتهم في متابعة ومشاهدة التلفاز وأفلام الكرتون والمواد المتلفزة على المنصات المختلفة، وقد أوضحت دراسات عديدة أن تعرض الأطفال لهذه المحتويات له تأثيرات عديدة عليهم، حيث رصدت مجموعة من هذه التأثيرات منها: الانعزال عن الوسط المحيط، وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي، وزيادة العنف لدى الطفل، وتأخر النمو المعرفي، ويظهر هذا التأثير بشكل تراكمي وليس فوري، ولكن مع تراكم مرات المشاهدة لدى الطفل تظهر هذه التأثيرات بشكل متدرج.

ومع التقدم العلمي والتكنولوجي ظهرت العديد من وسائل أو منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام والأجهزة الرقمية، فقد أثارت البرامج الموجهة للأطفال وأفلام الرسوم المتحركة وأغاني الأطفال الموجهة للأطفال خطر حقيقي، فقد تتحول إلى سموم قاتلة لعقول هؤلاء الأطفال الأبرياء، حيث تبث لهم مجموعة من القيم الضار منها والنافع، وهو ما أكده هيل حيث أوضح أن الترفيه من خلال الفيديو يعتبر مثل الغذاء العقلي الذي يعمل على تخريب أدمغة الأطفال الصغار والأطفال الرضع.


 

الدراسات السابقة

دراسة (عثمان، 2022): تأثير مشاهدة المسلسلات المقدمة على منصة نتفليكس على النسق القيمي للمراهقين.

تهدف هذه الدراسة إلى تحليل تأثير مسلسلات نتفليكس على القيم الأخلاقية للمراهقين، وقد اعتمدت الدراسة على منهج المسح واستخدمت مجموعات النقاش المركزة لجمع البيانات من عينة من المراهقين تتراوح أعمارهم بين 13و17 عامًا.

تتركز مشكلة الدراسة في فهم كيف تؤثر مسلسلات نتفليكس، سواء إيجابًا أو سلبًا، على القيم الأخلاقية للمراهقين.

وخلصت الدراسة إلى نتائج أبرزها: أن الأصدقاء يلعبون دورًا كبيرًا في اختيار المراهقين لمسلسلات نتفليكس، وأن مشاهدتهم لمحتواها بشكل مكثف يؤثر على دراستهم وصحتهم النفسية، كما أن المراهقين يعتبرون أن محتوى مسلسلات منصة نتفليكس واقعي، فيقومون بمحاكاة الشخصيات والأفعال، كما أظهرت الدراسة أن القيم الإيجابية أقل من القيم السلبية في محتوى منصة نتفليكس، وأن المراهقين يتقبلون القيم السلبية بحجة "الحرية الشخصية" رغم عدم تبنيهم لها شخصيًا.

وقامت الباحثة باقتراح استراتيجية لمواجهة النتائج المترتبة على مشاهدة المراهقين لمسلسلات نتفليكس، تتمثل بمجموعة من الخطوات، تقوم على دراسة جمهور المراهقين، وتطوير الإعلام، وتوعية المراهقين، والانفتاح على الثقافات بطرق آمنة، ورفع مستوى الوعي لدى الآباء من مخاطر الإنترنت ومنصات المشاهدة الرقمية.

دراسة (بن العيد، 2020): وسائل الإعلام وآثارها الاجتماعية على الأسرة الجزائرية، والتي ناقشت تأثير وسائل الإعلام في الأسرة الجزائرية من الناحيتين الثقافية والاجتماعية، فقد رصدت الدراسة التراجع الواضح في دور الأسرة في التربية والتنشئة الاجتماعية، وتناولت الدراسة تأثيرات الإعلام على الأسرة، واعتمدت على المنهج الوصفي لوصف الظاهرة وتحليلها، وهدفت الدراسة إلى التعريف بوسائل الإعلام والتأثيرات التي تلقي بها على الأسرة الجزائرية اجتماعيًا وثقافيًا، وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج من أبرزها أن وسائل الإعلام غيرت أولويات والاهتمامات الأسرية، والثقافة الداخلية ومزجت تقاليدها وعاداتها بعادات وثقافات أخرى، وشتت وسائل الإعلام ما يسمى بالفكر الجمعي للأسرة، واستطاعت إكساب الأسر والأفراد ثقافات إيجابية، وأخرى سلبية.

دراسة (سالم، 2019): أثر التلفزيون على عملية التنشئة الاجتماعية للطفل، والتي استهدفت تقديم فهم غني لتأثير التلفزيون على عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال، وذلك باستخدام المنهج الوصفي الذي يسمح للباحثين بتحقيق الفهم الصحيح للواقع، وقد خرجت هذه الدراسة بمجموعة من النتائج أبرزها أن التلفزيون له- آثار كثيرة على عمليات التنشئة المختلفة للطفل، والتي تشتمل على تعليم الأطفال القيم الدينية والاجتماعية والسلوكيات الحسنة وتسليتهم وتوعيتهم بالعالم الخارجي، وأشارت الدراسة إلى وجود بعض الآثار السلبية للتلفزيون على عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال، والتي تتمثل في: المشكلات النفسية والسلوكية والانحراف والذي يزداد في حالة غياب متابعة الوالدين للمحتويات التي تُعرض على الأطفال من خلال التلفزيون.

وأوصى الباحث أنه من الهام توعية أولياء الأمور سواء الأمهات أو الآباء بأهمية دورهم الحاسم في حماية أبنائهم من مخاطر التعرض من خلال شاشة التلفزيون لمحتويات إعلامية، حيث إنها قد لا تتناسب والمرحلة العمرية للأطفال، أو حتى تتناقض مع تعاليم الدين وسلوكيات وقيم المجتمع.

دراسة (تقي الدين، 2018): القيم الثقافية المكتسبة من خلال استخدام الشباب لشبكات التواصل الاجتماعي، وهي دراسة اثنوجرافية أكد الباحث من خلالها أن مواقع التواصل الاجتماعي هي أحد المعالم التي تميز الفضاء السيبراني، والتي تعكس بصورة واضحة ملامح الحداثة، حيث استهدف الباحث دراسة القيم الثقافية بما يتسق مع الاتصال الإعلامي، وشبكات التواصل الاجتماعي والتي ركز عليها الباحث بكونها يجب أن يتم بحثها بشكل ثقافي وقيمي. في حين أوضح الباحث أنماط وعادات استخدام عينة الدراسة لشبكات التواصل الاجتماعي وتمثيلاتهم للقيمة المركزية ومجالاتها، إلى جانب تمثل القيمة الأصلية.

وقد تمثل التساؤل الرئيس لهذه الدراسة في: كيف تتجسد القيم الثقافية التي يعمل الشباب الجزائري على اكتسابها في رأسماله الافتراضي والذي ينتج عن استخدامه لشبكات ووسائل التواصل الاجتماعي، بينما أشارت الدراسة إلى عادات وأنماط هؤلاء الشباب في شبكات التواصل الاجتماعي، والقيمة الثقافية التي يظهرها الشباب الجزائري عند استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، والقيم الثقافية التي يسعى الشباب الجزائري إلى اكتسابها لتكوين رأسماله الافتراضي باستخدامه لشبكات التواصل الاجتماعي.

دراسة (مراد، 2018): اللوائح التشريعية لحقوق الطفل الإعلامية، والتي ناقشت آراء الأطفال والتعامل مع القضايا التي تهمهم من وجهة نظر قانونية وتشريعية، حيث ناقشت هذه الدراسة المواد الإعلامية التي يتم توجيهها للأطفال والتعامل مع تلك المواد الإعلامية كصناعة واستثمار، وهو الأمر الذي جعلها تستهدف شرائح واسعة، تشتمل داخلها على شريحة الأطفال، حيث شهد إعلام الطفل تنامي ملحوظ، مما جعل المواد الإعلامية الموجهة للطفل أكثر ميلًا إلى السيطرة على عقله، وتوجها لاستمالته، ودفعه إلى الإدمان. وقد اشتملت هذه الدراسة على تحليل للقوانين الدولية والمواثيق التي اعتمدت عليها دولة الجزائر في مجال حماية حقوق الطفل الإعلامية، حيث إن حقوق الطفل المتلقي للبرامج التلفزيونية في الجزائر تنقسم التشريعات العربية فيها إلى نوعين: حق الطفل في الإعلام، مما يعني حقه في الحصول على المعلومات المناسبة، وحق الطفل في الحماية من الإعلام نفسه، وبالتحديد الحماية من الأدوات التعليمية المضرة به.

واستعرضت الدراسة مجموعة من الإحصائيات التي قدمتها البرامج الدولية والهيئات التي تناولت برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والذي أوضح أن الفئة العمرية للطفل في المجتمعات العربية تصل إلى 40 %، مما يعني أنهم الفئة العظمى التي يتم استهدافها، وبهذا ناقش الباحث مجموعة اللوائح والقوانين التي تشرع لحق الطفل في الإعلام، والتي تعتمدها الجزائر في قوانينها.

دراسة (عكوباش، 2017): الفضاء الإشهاري التلفزيوني وتمثيل الطفل، والتي هدفت إلى التعرف على أبعاد حضور الطفل في الأشكال التعبيرية والوصلات الإشهارية في التلفزيون، ويسعى الباحث إلى إيجاد الاضطراب والاختلال التي تقف خلف المحتويات التي يتم عرضها على شاشات التلفزيون، والتي تؤثر على الطفل وكيفية تفاعله مع هذه المحتويات، وكذلك انعكاس هذا على تفاعل هذا الطفل مع المجتمع الخارجي.

دراسة (طبيشات، 2010): تأثير البرامج التلفزيونية على طلبة جامعة اليرموك، والتي هدفت إلى التعرف على عدد الساعات التي يقوم طلبة جامعة اليرموك بمشاهدة التلفزيون، وكذلك التعرف على اتجاهات الطلبة تجاه الموضوعات المعروضة والدور الذي يقوم به التلفزيون في إشباع احتياجات المشاهدين، وقد اعتمد الباحث على المنهج الوصفي لتحليل استجابة عينة الدراسة في استبانة المقابلة، وتوصل الباحث إلى مجموعة من النتائج، منها: أن درجة الوعي بين الإناث والذكور متساوية تقريبًا تجاه الموضوعات التي يتم عرضها على شاشة التلفزيون، بينما أشارت النتائج إلى أن معظم المشاهدين يُفضلون المحطة التلفزيونية والتي تُلبي رغباتهم أكثر من التي تلبي لهم احتياجاتهم.

دراسة (علي، 2006): القيم التربوية في صحافة الأطفال، والتي هدفت إلى التوصل على صيغة وصفية تحليلية للمحتوى الذي تقدمه مجلتي باسم السعودية وعلاء الدين المصرية، وخاصًة المضمون الموجه للطفل، وعلاقته بالواقع الثقافي الحالي في المجتمعين، والتعرف على الواقع الثقافي المصري والسعودي والقيم السائدة فيه، إلى جانب الكشف عن ترتيب السلم القيمي المقدم في محتويات مجلتي علاء الدين وباسم، وتوضيح الفنون التحريرية التي استخدمها محرري مجلتي علاء الدين وباسم في تقديم القيم، والمقارنة بين ترتيب القيم المختلفة في المجتمعين وترتيبهما في المجلتين. وهي دراسة وصفية اعتمدت على منهج المسح لتسجيل وتحليل وتفسير الظواهر المدروسة في وضعها الراهن باستخدام استمارة تحليل المضمون واستمارة التحكيم.

التعقيب على الدراسات السابقة:

اتفقت الدراسة الحالية مع دراسة (عثمان، 2022) في الموضوع محل الدراسة حيث اتفقتا على المنصة "نتفليكس" واختلفتا في المضمون، إذ تناولت الدراسة الحالية البرامج الموجهة للأطفال من وجهة نظر الوالدين وتناولت عثمان تأثير مشاهدة المسلسلات المقدمة على منصة نيتفليكس على النسق القيمي للمراهقين.

اتفقت الدراسة الحالية مع دراسة (علي، 2006) في الحد الموضوعي للدراسة إذا تناقش الدراسة المضمون الموجه للطفل، مع اختلاف الوسيلة وهي مجلتي باسم وعلاء الدين المصرية، في حين تناقش الدراسة الحالية المضمون الموجه للأطفال في محتوى منصة نتفليكس.

أما في الدراسات الأخرى، فقد تباينت أهداف الدراسات السابقة حيث هدفت معظمها إلى دراسة أثر وسائل الإعلام بشكل عام على الأسرة وعملية التنشئة الاجتماعية، هذا إلى جانب استهدافها لفئات عمرية كبيرة، لا تعكس كثيرًا عن القيم التي يتأثر بها الفئات المستهدفة نظرًا لتعرضهم للعديد من المؤثرات الخارجية.

أضف إلى ذلك أن التوجه التقني لهذه الدراسات هو توجه محدود إلى حد كبير، حيث إن توظيف التكنولوجيا للخضوع للبحث والدراسة لا يعتبر من الأساليب المتعمقة في الدراسات السابقة، ولم تظهر كثير من الدراسات تطويع التقنية في جمع البيانات.

وقد تباينت نتائج الدراسات التي أجريت على تأثير التلفزيون والمنصات الرقمية على الأطفال، حيث أشارت بعض النتائج إلى وجود تأثير واضح للتلفزيون على النمو المعرفي واللغوي للطفل، وأكدت بعض النتائج أنه لا وجود لعلاقات ارتباطية بين التأخر العاطفي والإدراكي ومعدلات التعرض للمواد المتلفزة.

وعليه فإن الدراسة الحالية تسعى إلى بناء جسر بين العالم الرقمي والعالم الواقعي، من خلال فهم كيف تؤثر منصات البث مثل نتفليكس على تربية الأطفال وقيمهم، وتقديم معلومات قيّمة لصنّاع المحتوى لإنشاء محتوى أكثر ملاءمة للأطفال، مما يُساعد في تطوير سياسات تربوية تُعزز الاستخدام الإيجابي للتكنولوجيا، واتخاذ قرارات أكثر استنارة بشأن المحتوى الذي يُشاهده أطفالهم.

مشكلة الدراسة

تتمثل المشكلة البحثية في تزايد القلق لدى الآباء والأمهات حول المحتوى الذي يتعرض له أطفالهم عبر منصات البث الرقمي مثل نتفليكس، وتحديداً القيم والمفاهيم التي يتم نقلها من خلال هذا المحتوى. إذ أن هناك فجوة في المعرفة حول مدى ملاءَمة مضامين نتفليكس للأطفال من وجهة نظر الوالدين، والقيم الإيجابية والسلبية التي يتم ترسيخها في نفوسهم من خلال هذا المحتوى والآثار المحتملة على سلوكياتهم، في ضوء ذلك يُطرح التساؤل الرئيس التالي: ما هي المضامين القيمية التي يتم نقلها في محتوى منصة نتفليكس الموجه للأطفال من وجهة نظر الآباء والأمهات؟ 

 

ويتضمن هذا التساؤل عددًا من الأسئلة الفرعية، وهي: 

الأسئلة الفرعية:

  • كم عدد الساعات التي يقضيها الأطفال في مشاهدة البرامج الموجهة للأطفال المعروضة على منصة نتفليكس؟

  • ما هي القيم الإيجابية التي تبثها البرامج الموجهة للأطفال المعروضة على منصة نتفليكس؟

  • ما هي القيم السلبية التي تبثها البرامج الموجهة للأطفال المعروضة على منصة نتفليكس؟

  • كيف تؤثر القيم المقدمة في البرامج الموجهة للأطفال المعروضة على منصة نتفليكس على الأطفال؟

  • ما رأي أولياء الأمور في القيم المقدمة في البرامج الموجهة للأطفال المعروضة على منصة نتفليكس؟

فروض الدراسة

تقوم الدراسة على الفروض التالية:

  • وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين مدة تعرض الطفل للبرامج الموجهة للأطفال المعروضة على منصة نتفليكس وبين عدد القيم التي يحصل عليها الطفل.

  • وجود فروق ذات دلالة إحصائية على القيم المتضمنة داخل البرامج الموجهة للأطفال التي تعرضها منصة نتفليكس التي لاحظها الآباء وتأثر الأطفال بها.

  • عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين القيم السلبية التي تعرضها البرامج الموجهة للأطفال على منصة نتفليكس وبين عدد ساعات المشاهدة اليومية لهذه الأفلام.

أهمية الدراسة

تتمثل أهمية الدراسة في:

  • الدور الحيوي الذي تلعبه البرامج الموجهة للأطفال التي يتم عرضها على المنصات الإعلامية للأطفال كوسيلة إعلامية وتربوية يحتاج إليها المجتمع لنقل المعلومات والقيم والتراث الثقافي للأطفال.

  • إثراء الجانب المعرفي في محتوى وسائل الإعلام الرقيمة الحديثة وخصوصًا المنصات الإعلامية الموجهة للأطفال بمحاولة التعرف على القيم التي تبثها هذه المنصات إلى الأطفال، وتأثيرها على القيم الأسرية التي يتبناها الأطفال.

  • إبراز القيم التي تقدمها منصة نتفليكس للأطفال من خلال برامجها الموجهة للأطفال، بهدف التركيز على القيم التي تنبع من الثقافة العربية التي تساهم في تنشئة جيل يُحقق الانتماء الوطني داخل المجتمع.

 

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة الحالية إلى الوصول لوصف تحليلي للقيم الأساسية التي تقدمها منصة نتفليكس في البرامج الموجهة للأطفال، مما يساهم في فهم أعمق للعلاقة بين المحتوى الرقمي وسلوك الأطفال.

ينبثق من الهدف العام مجموعة من الأهداف الخاصة تتمثل في:

  • تحديد عدد الساعات التي يقضيها الأطفال في مشاهدة البرامج الموجهة للأطفال المعروضة على منصة نتفليكس.

  • التعرف على القيم الإيجابية التي تبثها البرامج الموجهة للأطفال المعروضة على منصة نتفليكس.

  • التعرف على القيم السلبية التي تبثها البرامج الموجهة للأطفال المعروضة على منصة نتفليكس.

  • التعرف على رأي أولياء الأمور في القيم المقدمة في البرامج الموجهة للأطفال المعروضة على منصة نتفليكس.

  • تحديد تأثير القيم المقدمة في البرامج الموجهة للأطفال المعروضة على منصة نتفليكس على الأطفال.

الإجراءات المنهجية:

منهج الدراسة:

تعتمد الدراسة الحالية على المنهج الوصفي، فالباحثة هنا تتناول موضوع الدراسة بالوصف والتحليل، وتعمل على معالجته عن طريق المصادر المعتمدة، وكذلك الاعتماد على الوسائل الموثوقة والمُحكّمة لجمع المعلومات والبيانات.

مجتمع الدراسة: يتمثل مجتمع الدراسة في أولياء الأمور ممن لديهم أطفال في الفئة العمرية من سن عام إلى سن الثامنة عشر عام، ممن لديهم حسابات على منصة نتفليكس.

عينة الدراسة: تشتمل عينة الدراسة على عدد 200 مُفردة من أولياء الأمور ممن لديهم أطفال في الفئة العمرية من سن عام إلى سن الثامنة عشر عام، ويستخدمون منصة نتفليكس لمُشاهدة البرامج الموجهة للأطفال.

أدوات جمع البيانات: اعتمدت الباحثة في جمع البيانات على استمارة الاستقصاء لجمع البيانات الدقيقة حول تأثير استخدام منصة نتفليكس على الأطفال والمنظومة القيمية لديهم، وقد خضعت الاستمارة للعديد من المراحل للتقييم والتحكيم، ومن ثم تم إطلاق الاستمارة عبر الإنترنت لجمع البيانات.

مصطلحات الدراسة

الأسرة: هي نواة المجتمع، فهي جماعة اجتماعية صغيرة يمكن أن تتكون من الأب والأم وطفل واحد أو أكثر من طفل، يتبادلون المشاعر الإنسانية سويًا، ويتقاسمون المسئولية، بينما يقومان معًا على مهمة تربية الأطفال، حتى يتمكنوا من القيام بأدوارهم ومسئولياتهم ليصبحوا أشخاص يتصرفون بطريقة اجتماعية. (العطار، 2017)

القيم: هي الأساس الذي ينبني عليه القوانين والقواعد التي يتوافق عليها المجتمع، وذلك ينتج عن التزامهم بقناعاتهم التامة وتعاليم دينهم التي تؤدي إلى التمسك بتلك القيم وتطبيقها في حياتهم لتحقيق الرضا والوحدة والانتماء والسعادة ولتستقيم الحياة، وبالتالي يصبح المجتمع متماسك راقي قوي. (طهطاوي، 1996)

البرامج الموجهة للأطفال: هي مجموعة من الصور التي تمر بشكل سريع لتشكل خدعة للعين البشرية، وتظل ثابته على العين بمقدار واحد على عشرين من الثانية، ومن ثم يتم تبديلها، وهي تعتبر قالب فني لإنتاج الأفلام السينيمائية الذي يقوم فيه المنتج بإعداد مجموعة من الرسوم المتحركة بديلًا عن تسجيلها بآلة التصوير كما هي في الحقيقة، وبهذا تعتبر بث للحياة في الرسوم والصور والمنحوتات، بفضل تعاقب مجموعة متتالية لبعض الأشكال، وبهذا تعتمد على مبدأ تسجيل الصورة بالصورة. (جلوكسمان، 2000)

منصة نتفليكس Netflix: شركة ترفيهية أمريكية، أنشئت عام 1997، وقدمت طفرة تقنية عام 2017، حيث صُنفت منصة بث فيديو مبتكرة تعتمد على نظام توصية متطور، وتقدم تجربة مشاهدة شخصية عبر مجموعة متنوعة من الأجهزة (عثمان، 2020). تساهم نتفليكس بشكل كبير في تشكيل المشهد الثقافي العالمي من خلال إنتاج محتوى أصلي وتوزيعه على نطاق واسع، وهي تعتمد على كونها نظام توصية ذكي مبني على خوارزميات التعلم الآلي، يقدم تجربة مشاهدة شخصية عبر منصة بث فيديو متعددة الأجهزة. (Netflix، 2024)

تقسيمات الدراسة:

تم تقسيم الدراسة إلى مجموعة محاور، هي:

المحور الأول: التطور التقني ومنصة نتفليكس.

المحور الثاني: القيم المتضمنة داخل أفلام الكرتون المنشورة على المنصات الرقمية.

المحور الثالث: النتائج والتوصيات.

 

المحور الأول: التطور التقني ومنصة نتفليكس

التطور التقني وحجم سوق المحتويات الرقمية

بدأت الانطلاقة في العام 1908 الميلادي، والذي اعتبره الباحثون بداية لأفلام الرسوم المتحركة، وهو ما جعلها تتطور بفضل التقدم في التكنولوجيات من الرسوم المتحركة المرسومة بشكل يدوي، إلى الصور التي تم إنشاؤها باستخدام الحاسوب، وتعتبر أفلام الرسوم المتحركة هي جزء لا يتجزأ من أسواق المحتويات الرقمية، والتي تجذب كافة المشاهدين والجمهور في كافة الفئات العمرية. (المعلومات، 2023)

بينما بدأت مرحلة الأقراص المدمجة أو الـ CD في عام 1983 والذي يعتبر طفرة حقيقية في تطور المحتوى الرقمي، فقد قدمت التكنولوجيا أقدم وسيلة للتخزين بشكل رقمي، ويمكن من خلالها تخزين محتويات مصورة ومتلفزة، وقد حدثت هذه الطفرة في اليابان لصناعة الموسيقى وتخزينها وطباعتها وتوزيعها بشكل سلس وسهل.  (جلوكسمان، 2000)

وتدخل التكنولوجيا بشكل أكثر حداثة، ففي عام 1994 حيث أصدرت اليابان أول جهاز ألعاب إلكتروني من خلال التقنية التي قدمتها شركة سوني في شكل Play Station وهو ما جعلها في صدارة سوق أجهزة الألعاب الإلكترونية، وقد أصدر أول قرص فيديو رقمي أو ما يسمى بالـ DVD – Digital Video Disk عام 1996 م، والذي يتيح طريقة لتشغيل الصوت والفيديو عالي الجودة، مما ساهم في التوزيع الواسع للمحتوى الرقمي المرئي والأفلام بأشكلها المختلفة. (Lin، 2015)

وفي عام 2001 بدأت iTunes كخطوة رئيسية في تطور المحتوى الرقمي الصوتي، والتي تعتبر منصة شاملة لتشغيل وتنظيم وتنزيل الموسيقى والبودكاست، وهو ما أتاح للمستخدمين تحميل وشراء المحتوى الصوتي بسهولة، واعتمدت أي تيونز فرصة لصانعي المحتوى المستقل والفنانين للوصول إلى جمهور واسع خلال العالم. (Adway، 2023)

وتأسس فيسبوك عام 2004 ليصبح أحد أهم منصات التواصل الاجتماعي في العالم، حيث أتاح للمستخدمين التفاعل مع المحتويات الرقمية مثل المقالات والفيديوهات والصور، وهو ما أثر على صناعة التسويق عبر الإنترنت والإعلانات الرقمية، وبهذا يعتبر المنصة الأكثر فعالية في الوصول إلى الجمهور الذي تستهدفه شركات ترويج المحتوى التجاري. (مرسي، 2020)

بينما أتى القارئ الإلكتروني كيندل Kindle عام 2007، كنقلة كبيرة في تطور المحتوى الرقمي المقروء، وقدم كيندل تجربة مبتكرة لعملية قراءة الكتب، حيث سمح بتحميل آلاف المحتويات الرقمية المقروءة في جهاز واحد، أصبح كيندل هو الأداة الشائعة لقراءة الكتب الإلكترونية والمجلات الرقمية، وهو ما ساهم في تغيير طرق توزيع واستهلاك المحتوى الرقمي المقروء، مما جعل كيندل هو الأداة التعليمية الهامة لطلاب الجامعات والمدارس. (هشام، 2017)

ومؤخرًا زاد استهلاك المحتوى الرقمي مثل خدمات الإنترنت والهواتف الذكية، والشاشات الذكية، وخدمات البث ومنصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المحتوى التعليمي المسموعة والمرئية والكتب الإلكترونية وغيرها، فقد أشارت الإحصائيات أن عدد مستخدمي الهواتف المحمولة حوالي 67.1 % من إجمالي سكان العالم، أي ما يوازي 5.31 مليار نسمة عام 2022، (المعلومات، 2023) بينما ارتفع نسبة مستخدمي الإنترنت في العالم في بداية عام 2022 نسبة 62.5 % أي ما يوازي 4.95 مليار نسمة في العالم (عثمان، 2020)، بينما أوضحت الإحصائيات أن نسبة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي 58.4 % من إجمالي سكان العالم، وهو ما يُساوي 4.62 مليار نسمة من إجمالي سكان العالم. (التميمي، 2020)

استخدام الدول لمنصة نتفليكس

ظهرت منصة نتفليكس في إطار تطور ثقافة استهلاك انتشار الخدمات والوسائل الرقمية كوسيلة لتمكين المشاهدين في عالم السينما للتحكم في اختيارهم لما يُشاهدون، وأين يُعرض، وهو ما جعل نتفليكس طفرة امتد تأثيرها لكافة المستويات، وهو ما أدى بدوره إلى انتشار حالة من الجدل حول تأثير منصة نتفليكس على الأذواق والاهتمامات والقيم، فهي تتيح أنظمة للتسجيل المجاني لفترة تجريبية قد تمتد إلى شهر كامل، إلى جانب بعض المميزات التي يحتاج إليها المستخدمين، (إبراهيم، موسى، 2021)، ومن ثم انتشر نمط المشاهدة التلفزيونية بشكل مستمر دون انقطاع، حيث ظهر نمط مشاهدة جديد أطلق عليه نمط المُشاهدة النهمة أو الـ Bing Watching، وتعني مشاهدة حلقات متعددة من العرض التلفزيوني ذاته في جلسة واحدة، قد تصل إلى مشاهدة ثلاث حلقات في جلسة واحدة، (al.، 2021) وهو ما اعتبر الطريقة المعيارية الحديثة لاستهلاك المضامين التلفزيونية المختلفة في السنوات الأخيرة (المحرج، دقنة، 2022).

وقدمت منصة نتفليكس منذ انطلاقها عام 1997 مضامين متنوعة، منها الخيال العلمي والرعب والدراما والكوميديا والرواية وغير هذه من المضامين المختلفة، والتي اختلفت كذلك في الجمهور المستهدف، وهو ما جعل لها تأثير مباشر وغير مباشر على قيم واتجاهات المشاهدين. (Oliver Budzinski & Lindstädt-Dreusicke، 2020)

استخدمت العديد من الدول منصة نتفليكس لبث مجموعة من المضامين الداعمة لمواقفها السياسية، وذلك بنشرها لمجموعة المواد الدرامية والمتلفزة إلى الجمهور للحصول على دعمهم تجاه هذه المواقف السياسية والتربوية في بعض الأوقات (Adway، 2023)، فقد أشار عدوي في كتابه حول الدعاية الدولية إلى أن المحتويات التي تبثها منصة نتفليكس تحتوي على مجموعة من القيم التي تؤثر على الأطفال، حيث تبث مواد درامية تناقش الجماعات الإرهابية، (Zündel، 2019) وسعي النموذج الإسرائيلي إلى تنشئة أطفاله ليصبحوا كفاءات علمية ومهنية أسوة بالدول الغربية، في حين أظهر سعي العرب والفلسطينيين إلى تدمير إسرائيل، وذلك من خلال زرع الكراهية لدى أطفالهم، وهو الأمر الذي يجعلهم يكبرون ليُصبحوا انتحاريين يسعون إلى تفجير أنفسهم في الشوارع الإسرائيلية وحافلاتها ومطاعمها وأسواقها (التميمي، 2020).

مخاطر استخدام منصات المحتوى الرقمي على الأطفال

أوضحت التقارير أن هناك العديد من التحديات التي يواجهها مستخدمي المنصات الرقمية المختلفة في عصر تكنولوجيا المعلومات، هذا بالإضافة إلى التحديات التي تواجه الأطفال في عصر الرقمنة، حيث إنهم فئة لا تملك الوعي الكافي لاستخدام هذه المنصات وذلك ناجم عن صغر سنهم، وبهذا توجهت التقارير العامة إلى أنه يجب أن تكون هناك رقابة عامة من الوالدين أو المرافقين للأطفال أثناء تعرضهم للمحتويات المختلفة التي تقدم على المنصات الرقمية، وذلك لتجنب ما يمكن أن يواجهه هؤلاء الأطفال من خلال المحتويات المختلفة.

إلى جانب هذا، فقد أضافت دراسة أجرتها منظمة أوفكوم Ofcom التي تعمل كجهاز لتنظيم الاتصالات في المملكة المتحدة، أن اليوتيوب YouTube احتل المقام الأول كأكثر تطبيق أو موقع إلكتروني يستخدمه الأطفال، ممن تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و17 سنة، أي حوالي 89 % من الأطفال، وذلك انطلاقًا من كونه المنصة التي تستهدف الأطفال حتى 12 عام، فقد أتاح يوتيوب ميزة السماح للأطفال للوصول إلى محتوى ملائم لفئتهم العمرية YouTube Kids، وعلى الرغم من هذا، فإن هناك نسبة محدودة من الأطفال يستخدمون هذه الخاصية (التميمي، 2020)، حيث أوضحت الدراسة أن هناك حوالي 40 % من مستخدمي منصة يوتيوب ممن هم دون الخامسة يستخدمون هذه الخاصية، وانخفضت هذه النسبة إلى 33 % ممن هم دون الثامنة، ومن هم دون الثانية عشر.

 

المحور الثاني: القيم المتضمنة داخل أفلام الكرتون المنشورة على المنصات الرقمية

القيم والتنشئة الاجتماعية للأطفال

أوضح العطار أن الأسرة هي الوسط الأول الذي يقوم الأطفال من خلاله بالتواصل والتفاعل الدائم مع الوالدين، وبالتالي فهي العنصر الأول في بناء المجتمع، ومن هنا، فإن الدور الأكبر لتوجيه سلوك أطفالهم والاعتناء بهم والوقوف بقوة أمام من يحاول التأثير على سلوكياتهم، سواء بتصرفات شاذة أو أفكار منحرفة (العطار، 2017).

أكدت دراسة Anderson (2009) أن هناك تأثير قوي ملحوظ على سلوكيات الأطفال عند مشاهدتهم لبرنامج Blue’s Clues الذي يُعرض على التلفزيون على تطور مهاراتهم العقلية ومهارة حل المشكلات لديهم في مرحلة ما قبل المدرسة، وأوضحت الدراسة أن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة كانوا في المرحلة التعليمية من البرامج، وذلك كان ملحوظ جدًا، حيث أنهم كانوا موثوقين للغاية وهادئين جدًا (عثمان، 2020)، إلا أنهم عندما تعرضوا للمحتويات التلفزيونية أصبح عندهم فاعلية أكثر وتفاعلية أكبر من ذي قبل، وبهذا، فإن البرامج التلفزيونية والمحتويات الدرامية الموجهة للأطفال، لها تأثير إيجابي وفقًا للدراسات السابقة على التطور المعرفي لدى الأطفال المبحوثين. (Anderson، 2009)

وفي ذات الإطار أوضحت (Lin، 2015) أنه كلما زادت معدلات التعرض للمحتويات التلفزيونية الموجهة للأطفال، سواء من خلال البرامج أو أفلام الكرتون أو الرسوم المتحركة، كلما زادت خطورة تأخر تطور النمو المعرفي واللغوي والحركي لدى هؤلاء الأطفال ممن يتعرضون بشكل متكرر للتلفزيون، أو المنصات التي تعرض المحتويات الموجهة للأطفال، وأشارت كذلك إلى وجود ارتباط بين التأخر الحركي واللغوي والمعرفي لدى الأطفال بشكل كبير بمدى الوقت الذي يقضونه في مشاهدة التلفزيون. 

تأثير البرامج الموجهة للأطفال على دماغ الطفل

وعلى الرغم من أن المواد المتلفزة هي أكثر المواد الجاذبة للأطفال بما تتميز به من الألوان والحركة، إلا أن الطفل يعتبر مادة ثرية جدًا للتفاعل المباشر مع هذه المواد، حيث إن الطفل لا يملك القدرة على التعرف على المعاني المختلفة والتفرقة بين المحتويات المناسبة له وما هو غير مناسب، وبالتالي فإن الأطفال يتأثرون بالمواد المعروضة أمامهم بدون أدنى شك (المحرج، دقنة، 2022).

وقد أثبتت الدراسات أن دماغ الطفل يحتاج إلى 18 شهر لكي يُدرك الحركات والرموز التي يمكن من خلالها ربطها بمعانيها، وبهذا، فإن تطور دماغ الطفل يعتمد بشكل أساسي على التعلم التفاعلي، وهو ما أتاحته المنصات التفاعلية الرقمية، فالطفل يحتاج إلى أن يتحدث مع الأشخاص من حوله (عثمان، 2020)، وتوصي هذه الدراسات بأن الطفل يجب أن يرتبط أكثر بالبيئة المحيطة به، فيحاور أفراد واقعيين، ويشاهد وجوههم، ويسمع صوتهم وبتفاعل معهم، بديلًا عن تواجده أمام شاشة الهاتف أو التلفاز مما يُسبب تقييد لتطور ونمو الطفل المعرفي. (David L. Hill، 2016)

وقد أثارت بعض الأبحاث التي أجريت على بعض التطبيقات المُصممة خصيصًا للأطفال الجدل، حيث أشار بعضها إلى أن الأطفال اكتسبوا مجموعة من المهارات الجيدة عند تعرضهم لهذه التطبيقات، حيث أن هذه التطبيقات تم تصميمها بشكل متقن وجيد لتحقيق التفاعل بينها وبين الطفل، مما يُكسب الطفل مهارات وقيم مختلفة بشكل إيجابي (المحرج، دقنة، 2022)، في حين أن هناك باحثين أشاروا إلى عدم الجدوى لمعظم هذه التطبيقات، حيث أشار أولياء الأمور إلى أن هذه التطبيقات تعتبر تطبيقات تعليمية، وأنهم يُفضلون ترك أطفالهم يتعرضون لهذه المحتويات حتى لو ظهرت على أطفالهم مجموعة من التصرفات والسلوكيات المغايرة للمعايير والقيم المتعارف عليها. (مرسي، 2020)

ومن هنا، فإنه على أولياء الأمور أن يتأكدوا من صلاحية المواد القيمية المتداولة في المحتويات التي يتعرض لها أطفالهم، حيث إن معظم المنصات الرقمية تقدم محتويات غير مُدققة علميًا ولم تخضع للدراسة التربوية والتحليل العلمي لتحديد مدى توافقها مع أخلاقيات وقيم المجتمع وكذا للبيئة التي يتم إذاعتها من خلالها، بالإضافة إلى الفئة المستهدفة منها في الأساس. (David L. Hill، 2016)

إيجابيات مشاهدة الطفل للبرامج الموجهة للأطفال

  1. تتمتع البرامج الموجهة للأطفال وأفلام الرسوم المتحركة وأغاني الأطفال بمجموعة من المميزات التي تجعلها النوع الأقرب والأفضل لدى الأطفال، حيث إنها تحتوي على كافة عوامل التشويق والجذب القادرة على الاستحواذ على إعجابهم، نظرًا لاحتوائها على المؤثرات والصور والرسومات والإيحاءات والألوان، مما جعلها الفن الأقرب للجميع سواء أطفال أو بالغين، ومن الإيجابيات التي تنعكس على الطفل جراء مشاهدة أفلام الرسوم المتحركة والكرتون: (العيد، 2020)

  2. تعتبر البرامج الموجهة للأطفال وأفلام الرسوم المتحركة وأغاني الأطفال وسيلة ترفيهية للطفل، حيث تعتبر أكثر فائدة وأقل أذى من أي أنشطة أخرى يمكن للطفل أن يقضيها مع أقرانه. (عثمان، 2020)

  3. تعمل البرامج الموجهة للأطفال وأفلام الرسوم المتحركة وأغاني الأطفال على تنمية ملكات الطفل العقلية، وتنمية معلوماته وتنشيط مداركه، فهي تفتح أمام الطفل آفاق معرفية مختلفة تنقله إلى عوالم جديدة لم يكن الطفل ليتعرف على خباياها عن طريق خبراته الحياتية المحدودة. (التميمي، 2020)

  4. تلبي البرامج الموجهة للأطفال وأفلام الرسوم المتحركة وأغاني الأطفال بعض احتياجات الطفل النفسية، فضلًا عن إشباع جانب العديد من الغرائز مثل حب الاستطلاع، ومن ثم تجعله بشكل دوري يستكشف أشياء جديدة (المحرج، دقنة، 2022).

  5. تعليم الطفل وتلقينه مجموعة من القيم الإيجابية مثل المشاركة والصدق والتعاون.

سلبيات مشاهدة الطفل للبرامج الموجهة للأطفال

تشترك البرامج الموجهة للأطفال وأفلام الكرتون وبرامج الرسوم المتحركة وأغاني الأطفال مع التلفزيون في السلبيات المختلفة، ففي غالب الأوقات تعتبر هذه المواد الإعلامية هي في باطنها برامج مستوردة من الثقافة الغربية الغريبة على ثقافتنا، والتي بدورها تنقل وتبث القيم المغايرة لثقافتنا العربية، وتتمثل جزء من هذه السلبيات في التالي: (التميمي، 2020)

  • التلقين اللغوي السلبي، حيث إن هذه المواد في الأساس غالبًا ما تكون مترجمة من اللغات الأجنبية، وبالتالي نجد الكثير من المترجمين لا يستخدمون اللغة العربية الفصحى، بل يتم استخدام لغة الدولة الأساسية التي ينتمي إليها المترجم، مما يبث مجموعة من الألفاظ المغايرة للثقافة داخل الدولة التي ينتمي إليها الطفل. (الشريف، 2019)

  • التلقي لا المشاركة، حيث تقدم البرامج الموجهة للأطفال وأفلام الرسوم المتحركة وأغاني الأطفال عالم سلبي لا يسمح للطفل من خلاله بالتفاعل أو المشاركة (عثمان، 2020).

  • تشبع الطفل بمجموعة من المفاهيم الغربية، حيث إن الطفل حين يُشاهد البرامج الموجهة للأطفال وأفلام الرسوم المتحركة وأغاني الأطفال المترجمة فهو بالتالي يُشاهد نسق ثقافي وقيمي أجنبي مخالف للثقافة والقيم الداخلية في مجتمعه (عثمان، 2020).

 

نتائج البحث ومناقشتها

تحليل النتائج:

السؤال الأول: هل يستخدم طفلك منصة نتفليكس؟

 أشارت إجابات أفراد العينة إلى أن 47 % منهم يُشاهد أطفالهم في الوقت الحالي منصة نتفليكس، أي ما يوازي 94 مُفردة، بينما توقف نسبة 53 % من أطفال أفراد العينة عن مشاهدة منصة نتفليكس، أي أنه توقف عدد 106 من أفراد العينة أطفالهم عن مشاهدة منصة نتفليكس.

السؤال الثاني: مدة استخدام منصة نتفليكس؟

 أوضحت إجابات العينة على السؤال الثاني، أن أعلى مدة مُشاهدة أتت للاختيار ساعتين في اليوم بنسبة 45 %، أي أن مُدة تَعَرض نسبة 45% من أفراد العينة ساعتين في اليوم، أي ما يوازي 90 فرد، تليها نسبة مُشاهدة لمدة أقل من ساعة في اليوم بنسبة 30 %، أي ما يُوازي 61 مُفردة، بينما أتت أقل نسبة 6 % لنسبة المشاهدة أكثر من ساعتين في اليوم بمعدل 12 مٌفردة، في حين أن نسبة 19 % من أفراد العينة أجابوا بـ ساعة في اليوم أي ما يوازي 37 مُفردة من أفراد العينة.

السؤال الثالث: تردد استخدام نتفليكس؟

أوضحت النتائج أن عدد 102 يُشاهد من أفراد العينة، أي نسبة 51 % منصة نتفليكس عدة مرات في الأسبوع، بينما تتقارب النسبة المتبقية لمعدل الاستخدام الأسبوعي لمنصة نتفليكس حيث أتت أقل من مرة في الأسبوع بنسبة 25 %، أي 50 مُفردة، وأتت يوميًا بنسبة 24 %، أي 48 مُفردة.

السؤال الرابع: أنواع المحتوى الذي يشاهده الطفل على نتفليكس؟

أظهرت البيانات الخاصة بالسؤال رقم 4، أن الأطفال يُشاهدون الرسوم المتحركة في المقام الأول بنسبة 41 % أي 111 من أفراد العينة يُشاهد أطفالهم الرسوم المتحركة، بينما يليه الأفلام بشكل عام بتكرار 56 مُفردة، بنسبة 20 %، ثم أشار عدد 48 من المبحوثين أن أطفالهم يُشاهدون كل ما سبق أي يُشاهدون: الأفلام، والرسوم المتحركة والمحتويات التعليمية والمسلسلات والوثائقيات، بنسبة 18 %، ثم تأتي الوثائقيات بعدد 29 مبحوث، بنسبة 11 %، والمحتوى التعليمي بعدد 20 مفردة بنسبة 7 %، والمسلسلات بعدد 6 تكرارات بنسبة 2 %، وأخيرًا يظهر عدد 4 مبحوثين لا يشاهدون أي منصات في الوقت الحالي بنسبة 1 %.


السؤال الخامس: كيفية اختيار محتوى نتفليكس للطفل؟

أجاب المبحوثين على السؤال الخامس، كالتالي حيث أجاب 89 مبحوث بأن الطفل يختار بنفسه المحتوى الذي يشاهده على منصة نتفليكس، بنسبة 23% يعتمد على بحث الطفل الخاص، بينما أجاب 79 مبحوث بأنهم يختارون المحتوى وفقًا لآراء الأصدقاء، بنسبة 21%، في حين أجاب 61 من المبحوثين بأن المرافق للطفل هو من يختار المحتوى الذي يشاهده الطفل على نتفليكس، بنسبة 16 %، وأجاب 53 مبحوث بأنهم يعتمدون على تقييمات نتفليكس لاختيار محتوى نتفليكس للطفل، بنسبة 14 %، بينما تساوى كل ممن يعتمدون على آراء العائلة بعدد 52 ونسبة 13 %، ومن يعتمدون على توصيات نتفليكس بعدد 51 بنسبة 13 %.

السؤال السادس: ما هي أنواع القيم التعليمية التي تلاحظها في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال؟

جاءت نتائج السؤال السادس كالتالي: احتلت القيم الثقافية (الاستكشاف – التحدي – التسابق.......) الصدارة بعدد 102 مبحوث، بنسبة 26 %، تلتها القيم المعرفية (الشجاعة – البساطة – تعلم مصطلحات جديدة. ...) بعدد 93 مبحوث، بنسبة 23 %، والقيم الأخلاقية (الصدق – الأمانة – التحدي.....) بعدد 88 مبحوث، بنسبة 22 %، وأجاب عدد 59 مبحوث بالقيم العاطفية (الحزن - المواساة - السرور...) بنسبة 15 %، وبعدد 56 مبحوث أتت القيم الاجتماعية (التعاون – الإخلاص – صلة الرحم...) بنسبة 14 %.

السؤال السابع: ما مدى تقييمك لوجود قيم تعليمية (الشجاعة – البساطة – تعلم مصطلحات جديدة...) في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال؟

يرى عدد 85 مبحوث أن هناك قيم تعليمية بمعدل متوسط في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال، بنسبة 42 %، في حين يرى 57 مبحوث أن محتوى نتفليكس الموجه للأطفال يحتوي على قيم تعليمية بتقييم مُرتفع، بنسبة 29 %، و34 مبحوث يُقيّم وجود قيم تعليمية في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال مرتفع جدًا، بنسبة 17 %، ويُقيم عدد 24 مبحوث وجود قيم تعليمية في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال بكثافة منخفضة بنسبة 12 %.

السؤال الثامن: ما هي أنواع القيم الثقافية (الاستكشاف – التحدي – التسابق...) التي تلاحظها في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال؟

يرى عدد 107 مبحوث أن القيم الثقافية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيم عالمية، بنسبة 41 %، في حين يرى 54 مبحوث أن القيم الثقافية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيم عربية، بنسبة 21 %، و48 مبحوث أن القيم الثقافية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيم دينية، بنسبة 18 %، ويُقيم عدد 43 مبحوث أن القيم الثقافية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيم تاريخية بنسبة 17 %، بينما يأتي رأي عدد 9 مبحوث أنه لا يوجد أي قيم ثقافية متضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال.

السؤال التاسع: ما مدى تقييمك لوجود قيم ثقافية (الاستكشاف – التحدي – التسابق...) في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال؟

يرى عدد 73 مبحوث أن هناك قيم ثقافية بمعدل متوسط في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال، بنسبة 36%، في حين يرى 65 مبحوث أن محتوى نتفليكس الموجه للأطفال يحتوي على قيم ثقافية بتقييم مُرتفع، بنسبة 32%، و49 مبحوث يُقيم وجود قيم ثقافية في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال مرتفع جدًا، بنسبة 25%، ويُقيم عدد 13 مبحوث وجود قيم ثقافية في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال بكثافة منخفضة بنسبة 7%.

السؤال العاشر: ما هي أنواع القيم السلوكية الإيجابية التي تلاحظها في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال؟

يرى عدد 121 مبحوث أن القيم السلوكية الإيجابية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيمة التعاون، بنسبة 21 %، في حين يرى 96 مبحوث أن القيم السلوكية الإيجابية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيمة المسؤولية، بنسبة 17 %، و82 مبحوث أن القيم السلوكية الإيجابية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيمة احترام الآخرين، بنسبة 14 %، ويُقيم عدد 77 مبحوث أن القيم السلوكية الإيجابية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيمة احترام الذات بنسبة 14 %، بينما يأتي رأي عدد 69 مبحوث أن القيم السلوكية الإيجابية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيمة الشجاعة، بنسبة 12 %، و61 مبحوث أن القيم السلوكية الإيجابية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيمة الصدق، بنسبة 11 %، و51 مبحوث أن القيم السلوكية الإيجابية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيمة الأمانة، بنسبة 9 %، و9 مبحوث أنه لا يوجد أي قيم سلوكية إيجابية متضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال، بنسبة 2 %.

السؤال الحادي عشر: ما مدى تقييمك لوجود قيم سلوكية إيجابية في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال؟

يرى عدد 93 مبحوث أن هناك قيم سلوكية إيجابية بمعدل متوسط في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال، بنسبة 46%، في حين يرى 50 مبحوث أن محتوى نتفليكس الموجه للأطفال يحتوي على قيم سلوكية إيجابية بتقييم مُرتفع، بنسبة 25%، و31 مبحوث يُقيم وجود قيم سلوكية إيجابية في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال مرتفع جدًا، بنسبة 16%، ويُقيم عدد 26 مبحوث وجود قيم سلوكية إيجابية في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال بكثافة منخفضة بنسبة 13%.

السؤال الثاني عشر: ما هي أنواع القيم السلبية التي تلاحظها في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال؟

يرى عدد 130 مبحوث أن القيم السلبية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيمة العنف، بنسبة 20 %، في حين يرى 118 مبحوث أن القيم السلبية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيمة الأنانية، بنسبة 18 %، 115 مبحوث أن القيم السلبية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيمة التعري، بنسبة 18 %، ويُقيم عدد 104 مبحوث أن القيم السلبية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيمة المبالغة بنسبة 16 %، بينما يأتي رأي عدد 64 مبحوث أن القيم السلبية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيمة الكذب، بنسبة 10 %، و61 مبحوث أن القيم السلبية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيمة الغش، بنسبة 10 %، و30 مبحوث أن القيم السلبية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيمة المثلية، بنسبة 5 %، و4 مبحوثين أن القيم السلبية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيمة الصراخ، بنسبة 1 %، و4 مبحوثين أن القيم السلبية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيمة اللامبالاة، بنسبة 1 %، و4 مبحوثين أن القيم السلبية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال هي قيم تتعلق بالعقائد الوثنية، بنسبة 1 %.

السؤال الثالث عشر: تأثير محتوى نتفليكس على سلوكيات الأطفال؟

يرى عدد 82 مبحوث أن تأثير محتوى نتفليكس على سلوكيات الأطفال إيجابي إلى حد ما، بنسبة 41 %، في حين يرى 58 مبحوث أن تأثير محتوى نتفليكس على سلوكيات الأطفال سلبي إلى حد ما، بنسبة 29 %، ويرى47 مبحوث تأثير محتوى نتفليكس على سلوكيات الأطفال إيجابي للغاية، بنسبة 23 %، ويُقيّم عدد 13 مبحوث تأثير محتوى نتفليكس على سلوكيات الأطفال سلبي للغاية بنسبة 7 %.

السؤال الرابع عشر: تأثير محتوى نتفليكس على أفكار الأطفال؟

يرى عدد 91 مبحوث أن تأثير محتوى نتفليكس على سلوكيات الأطفال سلبي إلى حد ما، بنسبة 46%، في حين يرى 79 مبحوث أن تأثير محتوى نتفليكس على سلوكيات الأطفال إيجابي إلى حد ما، بنسبة 39%، و17 مبحوث تأثير محتوى نتفليكس على سلوكيات الأطفال إيجابي للغاية، بنسبة 8%، ويُقيم عدد 13 مبحوث تأثير محتوى نتفليكس على سلوكيات الأطفال سلبي للغاية بنسبة 7 %.

السؤال الخامس عشر: تأثير محتوى نتفليكس على مشاعر الأطفال؟

يرى عدد 90 مبحوث أن تأثير محتوى نتفليكس على مشاعر الأطفال إيجابي إلى حد ما، بنسبة 45%، في حين يرى 74 مبحوث أن تأثير محتوى نتفليكس على مشاعر الأطفال سلبي إلى حد ما، بنسبة 37 %، و26 مبحوث تأثير محتوى نتفليكس على مشاعر الأطفال سلبي للغاية، بنسبة 13 %، ويُقيم عدد 10 مبحوث تأثير محتوى نتفليكس على مشاعر الأطفال إيجابي للغاية بنسبة 5 %.

السؤال السادس عشر: ما هي أنواع التأثيرات الإيجابية التي تلاحظها في محتوى نتفليكس على سلوك الأطفال؟

لم يُلاحظ عدد 89 مبحوث أي تأثيرات إيجابية في محتوى نتفليكس على سلوك الأطفال، بنسبة 29%، في حين يرى 71 مبحوث أن التأثيرات الإيجابية التي تلاحظها في محتوى نتفليكس على سلوك الأطفال هي تنمية المهارات المعرفية، بنسبة 23%، 51 مبحوث أن التأثيرات الإيجابية التي تلاحظها في محتوى نتفليكس على سلوك الأطفال هي تنمية المهارات الاجتماعية، بنسبة 16%، ويُقيم عدد 50 مبحوث أن التأثيرات الإيجابية التي تلاحظها في محتوى نتفليكس على سلوك الأطفال هي تحسين مهارات اللغة، بنسبة 16%، بينما يأتي رأي عدد 41 مبحوث أن التأثيرات الإيجابية التي تلاحظها في محتوى نتفليكس على سلوك الأطفال هي تعزيز القيم الإيجابية، بنسبة 13%، و10 مبحوث أن التأثيرات الإيجابية التي تلاحظها في محتوى نتفليكس على سلوك الأطفال هي تحسين مهارات السلوك، بنسبة 3%.

السؤال السابع عشر: ما هي أنواع التأثيرات السلبية التي تلاحظها في محتوى نتفليكس على سلوك الأطفال؟

لاحظ عدد 140 مبحوث أن التأثيرات السلبية في محتوى نتفليكس على سلوك الأطفال هي قلة التركيز، بنسبة 28%، في حين يرى 124 مبحوث أن التأثيرات السلبية التي تلاحظها في محتوى نتفليكس على سلوك الأطفال هي السلوكيات العدوانية، بنسبة 25%، 98 مبحوث أن التأثيرات السلبية التي تلاحظها في محتوى نتفليكس على سلوك الأطفال هي السلوكيات العنيفة، بنسبة 19%، ويُقيم عدد 76 مبحوث أن التأثيرات السلبية التي تلاحظها في محتوى نتفليكس على سلوك الأطفال هي اضطرابات النوم، بنسبة 15%، بينما يأتي رأي عدد 65 مبحوث أن التأثيرات السلبية التي تلاحظها في محتوى نتفليكس على سلوك الأطفال هي المخاوف أو القلق، بنسبة 13%.

السؤال الثامن عشر: مدى رضاكم عن محتوى نتفليكس للأطفال؟

أشار عدد 70 مبحوث أنهم غير راضون إلى حد ما عن محتوى نتفليكس للأطفال، بنسبة 35%، وعدد 64 مبحوث راضون إلى حد ما عن محتوى نتفليكس للأطفال، بنسبة 32%، وعدد 34 مبحوث راضون تمامًا عن محتوى نتفليكس للأطفال، بنسبة 17%، وعدد 32 مبحوث غير راضون تمامًا عن محتوى نتفليكس للأطفال، بنسبة 16 %.

السؤال التاسع عشر: ما هي الإجراءات التي تتخذها لمراقبة تأثير محتوى نتفليكس على أطفالك؟

أوضحت إجابات المبحوثين على السؤال التاسع عشر أن عدد 110 مبحوث يُشاهدون بعض البرامج مع أطفالهم، بنسبة 31 %، وعدد 89 مبحوث يُناقشون محتوى البرامج مع أطفالهم، بنسبة 25 %، بينما يقوم عدد 77 مبحوث بتحديد مدة مشاهدة نتفليكس لأطفالهم، بنسبة 22 %، وعدد 76 مبحوث يستخدمون أدوات الرقابة الأبوية، بنسبة 22 %.

السؤال العشرون: هل توصي باستخدام منصة نتفليكس للأطفال؟

أوضحت إجابات المبحوثين على السؤال العشرون: أن هناك نسبة 45 % من المبحوثين يرون أن منصة نتفليكس لا يمكن استبدالها بأنشطة أو منصات أخرى، بواقع 90 مبحوث، بينما يوصي عدد 76 مبحوث باستخدام منصة نتفليكس للأطفال، ولكن بشروط، بنسبة 38 %، بينما يرى عدد 30 مبحوث يوصون باستخدام منصة نتفليكس للأطفال بشدة، بنسبة 15 %، بينما أوصى عدد 4 مبحوثين باستخدام المنصات البديلة الموجهة للأطفال، مثل قناة سبيستون وقناة المجد، بنسبة 2 %.

السؤال الحادي والعشرون: لماذا تثق في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس؟ 

أتت إجابات المبحوثين على السؤال الحادي والعشرين، كالتالي: أن عدد 105 مبحوث يثق في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس لأنهم يختارون ما يشاهده أطفالهم، بنسبة 32 %، وعدد 70 مبحوث يثقون في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس لأنهم يتابعون ما يقوم به أطفالهم من أفعال على مدار الوقت، بنسبة 23 %، وعدد 58 مبحوث يثقون في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس لأنها تقوم بزيادة معلوماته وتعمل على الربط بين المحتوى وبين العالم الخارجي، بنسبة 18 %، وعدد 37 مبحوث يثقون في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس لأن أغلب ما يُشاهده الطفل لا يحتوي على مشاهد عنف، بنسبة 11 %، وعدد 24 مبحوث يثقون في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس لأنها تهتم بعرض محتوى لا يضر بعقل الطفل أو نفسيته، بنسبة 8 %، وعدد 19 مبحوث يثقون في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس لأنها تقوم بزيادة القدرات العقلية للطفل، بنسبة 6 %، وعدد 9 مبحوث لا يثقون في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس، بنسبة 3 %، ويثق 4 مبحوثين في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس لأنها شر لابد منه في عالم اليوم (سيطرة الأجهزة الحديثة على النشاط اليومي للبشر، بنسبة 1 %.

السؤال الثاني والعشرون: لماذا لا تثق في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس؟

وأكدت إجابات السؤال الثاني والعشرين على التالي:

أن هناك عدد 108 مبحوث لا يثقون في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس لأنها تقلل من انسجام الطفل اجتماعيًا سواء على نطاق الأسرة أو خارجها، بنسبة 25%، وعدد 90 مبحوث لا يثقون في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس لأنها تستخدم بعض المصطلحات غير المفيدة، بنسبة 21%، وعدد 85 مبحوث لا يثقون في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس لأنها تعمل على نشر بعض العادات غير المرتبطة بالمجتمع العربي والإسلامي، بنسبة 20 %، وعدد 83 مبحوث لا يثقون في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس لأنها تشوه العالم الحقيقي للطفل وتزين الخيال لديه، بنسبة 19 %، وعدد 65 مبحوث لا يثقون في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس لأنها تؤكد على مفهوم العنف والقوة كحلول للمشكلات، بنسبة 15 %.

السؤال الثالث والعشرون: ما هي الشروط التي تجعل استخدام منصة نتفليكس مناسبة للأطفال؟

كشفت إجابات المبحوثين على السؤال الثالث والعشرين عن التالي: أن عدد 100 مبحوث يرون أن الشروط التي تجعل استخدام منصة نتفليكس مناسبة للأطفال هو أن المنصة تتيح التحكم في المحتوى وبيانات المستخدم وبالتالي منع وصول طفلي إلى المحتوى غير المناسب، بنسبة 27%، وعدد 97 مبحوث يرون أن الشروط التي تجعل استخدام منصة نتفليكس مناسبة للأطفال هي القدرة على التحكم في مدة ووقت المشاهدة، بنسبة 27%، بينما يرى 87 مبحوث يرون أن الشروط التي تجعل استخدام منصة نتفليكس مناسبة للأطفال لأنها توفر للمستخدم تطبيقات الرقابة في حالة وجود ولي الأمر خارج المنزل، بنسبة 24%، ويرى عدد 76 مبحوث يرون أن الشروط التي تجعل استخدام منصة نتفليكس مناسبة للأطفال بأنها تساعد في إنشاء ملف شخصي مخصص للطفل، بنسبة 21%، وعدد 4 مبحوثين يرون أن الشروط التي تجعل استخدام منصة نتفليكس مناسبة للأطفال بإتاحة بدائل من ألعاب وأنشطة رياضية في البيت، بنسبة 1%.

السؤال الرابع والعشرون: ما هي التوصيات التي تقدمها للأهالي لاستخدام منصة نتفليكس بشكل أفضل مع أطفالهم؟

أوضحت إجابة السؤال الرابع والعشرين التالي:

تمحورت إجابات 42 مبحوث حول ضرورة المراقبة والمتابعة للأهالي الذين يستخدم أطفالهم منصة نتفليكس، بنسبة 21 %، وأجاب عدد 27 مبحوث بـ راقب طفلك جيدًا عند استخدام هذه المنصة لأنها خطيرة وغير مناسبة كثيرًا للأطفال، بنسبة 14 %، وتساوت الإجابات التالية: لا ينصح باستخدام المنصة نفسها لأنها تدعو إلى المثلية والعنف وتدعم عالم الخيال حيث يعيش أطفالهم، ووجوب الرقابة والمتابعة وتحديد الوقت، وضرورة إيجاد بديل، وتقنين المحتوى، وتعزيز القيم الدينية، ولا يوصي باستخدامها مطلقًا لأنها مُقاطعة تضامنًا مع القضايا الإنسانية، وآخرين أشاروا بأنها منصة جيدة جدًا ولا يحتاجون إلى التوصية بشأنها، وذلك بعدد 9 إجابة لكل اختيار، بنسبة 5 % لكل اختيار كذلك، واتفق كذلك عدد 8 مبحوثين على ضرورة الانتباه للطفل أثناء استخدام المنصة، بنسبة 4%، بينما اتفق 6 مبحوثين على أن المراقبة بطريقة غير مباشرة لما يشاهده الطفل من خلال متابعة سجل المشاهدة في حسابه الخاص على المنصة، وأنه على الأهالي مشاهدة المحتويات مع أطفالهم ومراقبة ما يشاهدون، بنسبة 3%، واتفق كذلك عدد 4 مبحوثين على الإجابات التالية: أن الأفضل متابعة ما يُعرض للأطفال وزيادة المناعة السلوكية لهم والفكرية كي يعززوا ثقتهم بأنفسهم واتخاذ الأفضل لهم، الصدق، متابعة المحتوى الذي ينمي مهاراتهم وأخلاقهم، أن يشاهد الطفل المحتوى على شاشة كبيرة متاحة للأسرة ليشاركوا في مراقبة المحتوى بشكل أفضل، أنهم لم يعودوا يستخدمونها لأنها مقاطعة، وعدم منع الطفل من التعامل معها بشكل نهائي لأن هذا سيزيد من تعلقه بها وإصراره عليها ولكن مشاركته بشكل مكثف فيما يتابع ويوجهه بأسلوب غير مباشر للبعد عن السيئ والاستفادة من الجيد، لا تترك طفلك يختار بمفرده ما يشاهده، مراقبة سلوكيات الطفل، مناقشة ما يتعلم الطفل من قيم وسلوكيات، لا يستخدم منصة نتفليكس إطلاقًا، متابعة الأطفال والمحتوى الذي يشاهدونه على المنصة، بنسبة 2 %.

مناقشة النتائج

أشارت النتائج إلى أن أكثر من نصف العينة توقفوا عن مشاهدة منصة نتفليكس، أي ما يُساوي 53% من مجتمع الدراسة، وهو ما يُترجم عزوف مُعظم أفراد العينة عن مشاهدة ومتابعة المنصة، حيث أوضحت العينة أن 45 % يُشاهدون منصة نتفليكس لمدة ساعتين يوميًا، ونسبة 19% يُشاهدون المنصة ساعة في اليوم، ويُشاهد 102 من أفراد العينة، أي نسبة 51 % منصة نتفليكس عدة مرات في الأسبوع، بينما تتقارب النسبة المتبقية لمعدل الاستخدام الأسبوعي لمنصة نتفليكس حيث أتت أقل من مرة في الأسبوع بنسبة 25 %، أي 50 مُفردة، وأتت يوميًا بنسبة 24%، أي 48 مُفردة.

بينما أشارت قياسات عدد القيم التي يحصل عليها الطفل جراء مشاهدته لمنصة نتفليكس إلى أنهم يحصلون على القيم الثقافية (الاستكشاف – التحدي – التسابق....) بنسبة 26 %، تليها القيم المعرفية (الشجاعة – البساطة – تعلم مصطلحات جديدة. ...) بنسبة 23 %، والقيم الأخلاقية (الصدق – الأمانة – التحدي.....) بنسبة 22 %، والقيم العاطفية (الحزن - المواساة - السرور...) بنسبة 15%، والقيم الاجتماعية (التعاون – الإخلاص – صلة الرحم...) بنسبة 14%.

وهو ما يعكس العلاقة ما بين مُشاهدة نسبة 45 % من أفراد العينة لمنصة نتفليكس بمعدل يومي ثابت لمدة ساعتين يوميًا، ونسبة القيم التي حصل عليها الأطفال في العينة، حيث رصدت الدراسة نسبة تحصيل القيم 100%، أي أن كافة الأطفال الذين يتعرضون لمحتويات منصة نتفليكس بمعدلات يومية وأسبوعية حصلوا على نوع أو أكثر من القيم، مما يُثبت أن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين مدة تعرض الطفل للأفلام المعروضة على منصة نتفليكس وبين عدد القيم التي يحصل عليها الطفل، وبالتالي فإن نتائج الدراسة تثبت صحة الفرض الأول القائل بـ:

وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين مدة تعرض الطفل لأفلام الكرتون المعروضة على منصة نتفليكس وبين عدد القيم التي يحصل عليها الطفل.

أكدت إجابات المبحوثين أن الأطفال حصلوا على مجموعة من القيم تباينت في النسب، حيث أوضحت أن القيم الثقافية هي أعلى القيم التي تحصل عليها الأطفال بنسبة 26%، بينما تلتها القيم المعرفية (الشجاعة – البساطة – تعلم مصطلحات جديدة. ...) نسبة 23%، والقيم الأخلاقية (الصدق – الأمانة – التحدي.....) بنسبة 22%، والقيم العاطفية (الحزن - المواساة - السرور...) بنسبة 15%، والقيم الاجتماعية (التعاون – الإخلاص – صلة الرحم...) بنسبة 14%.

وأوضحت نتائج الدراسة أن الأطفال تأثروا بنسب متفاوتة بالقيم السلبية والإيجابية، حيث تأثر نسبة 20% من عينة الدراسة بقيمة العنف، وقيمة الأنانية بنسبة 18%، وقيمة التعري بنسبة 18%، وقيمة المبالغة بنسبة 16%، وقيمة الكذب بنسبة 10%، وقيمة الغش بنسبة 10%، وقيمة المثلية بنسبة 5%، وقيمة الصراخ بنسبة 1%، وقيمة اللامبالاة بنسبة 1%، وقيم تتعلق بالعقائد الوثنية بنسبة 1%. بينما تعكس نتائج الدراسة أن تأثير محتوى نتفليكس على سلوكيات الأطفال إيجابي إلى حد ما بنسبة 41%، وأن تأثير محتوى نتفليكس على سلوكيات الأطفال سلبي إلى حد ما بنسبة 29%، وتأثير محتوى نتفليكس على سلوكيات الأطفال إيجابي للغاية، بنسبة 23%، وتأثير محتوى نتفليكس على سلوكيات الأطفال سلبي للغاية بنسبة 7%.

في حين أوضحت نتائج الدراسة أنه لم يُلاحظ أفراد العينة أي تأثيرات إيجابية في محتوى نتفليكس على سلوك الأطفال بنسبة 29%، ونوع التأثيرات الإيجابية التي لاحظها أفراد العينة في محتوى نتفليكس على سلوك الأطفال التأثيرات الإيجابية التي لاحظها أفراد العينة في محتوى نتفليكس على سلوك الأطفال هي تنمية المهارات المعرفية بنسبة 23%، تليها تنمية المهارات الاجتماعية بنسبة 16%، ثم تحسين مهارات اللغة بنسبة 16%، بينما تأتي تعزيز القيم الإيجابية بنسبة 13%، وتحسين مهارات السلوك بنسبة 3%.

وهو ما يُثبت أن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين القيم المتضمنة داخل المضامين التي تعرضها منصة نتفليكس وتأثر الأطفال بها، وبالتالي فإن نتائج الدراسة تثبت صحة الفرض الثاني القائل بـ:

وجود فروق ذات دلالة إحصائية على القيم المتضمنة داخل أفلام الكرتون التي تعرضها منصة نتفليكس التي لاحظها الآباء والأمهات وتأثر الأطفال بها.

وأكدت إجابات أفراد العينة أن أعلى مدة مُشاهدة أتت للاختيار ساعتين في اليوم بنسبة 45%، تليها نسبة مُشاهدة لمدة أقل من ساعة في اليوم بنسبة 30%، بينما أتت أقل نسبة 6% لنسبة المشاهدة أكثر من ساعتين في اليوم، في حين أن نسبة 19% من أفراد العينة أجابوا بـ ساعة في اليوم، هذا إلى جانب أن نسبة 51% منصة نتفليكس عدة مرات في الأسبوع، بينما تتقارب النسبة المتبقية لمعدل الاستخدام الأسبوعي لمنصة نتفليكس حيث أتت أقل من مرة في الأسبوع بنسبة 25%، ويوميًا بنسبة 24%.

بينما أوضحت النتائج أن نسبة 25% من المبحوثين لا يثقون في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس لأنها تقلل من انسجام الطفل اجتماعيًا سواء على نطاق الأسرة أو خارجها، ونسبة 21% من المبحوثين لا يثقون في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس لأنها تستخدم بعض المصطلحات غير المفيدة، ولا يثقون في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس لأنها تعمل على نشر بعض العادات غير المرتبطة بالمجتمع العربي والإسلامي بنسبة 20%، ولا يثقون في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس لأنها تشوه العالم الحقيقي للطفل وتزين الخيال لديه بنسبة 19%، ولا يثقون في المحتوى الموجه للطفل على منصة نتفليكس لأنها تؤكد على مفهوم العنف والقوة كحلول للمشكلات بنسبة 15%.

وأظهرت النتائج كذلك أن 28% من المبحوثين أوضحوا أن التأثيرات السلبية في محتوى نتفليكس على سلوك الأطفال هي قلة التركيز، والسلوكيات العدوانية بنسبة 25%، والسلوكيات العنيفة بنسبة 19%، واضطرابات النوم بنسبة 15%، والمخاوف أو القلق بنسبة 13%.

وأكدت هذه الاستجابات أن تأثير محتوى نتفليكس على مشاعر الأطفال سلبي إلى حد ما بنسبة 37%، وسلبي للغاية بنسبة 13%، وإيجابي للغاية بنسبة 5%، وأن تأثير محتوى نتفليكس على سلوكيات الأطفال سلبي إلى حد ما بنسبة 46%، وسلبي للغاية بنسبة 7%، بالإضافة إلى أن تأثير محتوى نتفليكس على سلوكيات الأطفال إيجابي إلى حد ما، بنسبة 41%، وسلبي إلى حد ما بنسبة 29%، وسلبي للغاية بنسبة 7%.

وحول القيم السلبية المتضمنة في محتوى نتفليكس الموجه للأطفال، فقد أتت النتائج أن أعلى قيمة هي قيمة العنف بنسبة 20%، وقيمة الأنانية بنسبة 18%، وقيمة التعري بنسبة 18%، وقيمة المبالغة بنسبة 16%، وقيمة الكذب بنسبة 10%، وقيمة الغش بنسبة 10%، وقيمة المثلية بنسبة 5%، وقيمة الصراخ بنسبة 1%، وقيمة اللامبالاة بنسبة 1%، والقيم التي تتعلق بالعقائد الوثنية بنسبة 1%

وبهذا، فإن نتائج الدراسة الحالية تُثبت خطأ الفرض الثالث، حيث إن الدراسة رصدت وجود نسب مرتفعة للقيم السلبية بين المبحوثين الذين يقضون عدد ساعات أكثر من غيرهم أمام المضامين التي تعرضها منصة نتفليكس، وينص الفرض على:

عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين القيم السلبية التي تعرضها أفلام الكرتون على منصة نتفليكس وبين عدد ساعات المشاهدة اليومية لهذه الأفلام.

 

خاتمة

اهتمت هذه الدراسة بالبحث في المضامين القيمية في محتوى منصة نتفليكس الموجه للأطفال من وجهة نظر الآباء والأمهات، حيث اعتمدت الباحثة فيها على المنهج الوصفي لوصف مشكلة الدراسة وأبعادها واستخدمت استمارة الاستقصاء كأداة لجمع البيانات، والتي تم تطبيقها على عينة قوامها 200 مُفردة من أولياء الأمور ممن لديهم أبناء في سن الطفولة، وممن يستخدمون منصة نتفليكس لمتابعة المواد الترفيهية والدرامية.

وجاءت أهم النتائج كالتالي:

  • أن كافة الأطفال الذين يتعرضون لمحتويات منصة نتفليكس بمعدلات يومية وأسبوعية حصلوا على نوع أو أكثر من القيم، مما يُثبت أن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين مدة تعرض الطفل للأفلام المعروضة على منصة نتفليكس وبين عدد القيم التي يحصل عليها الطفل، وبالتالي فإن نتائج الدراسة تثبت صحة الفرض الأول القائل بـ: وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين مدة تعرض الطفل لأفلام الكرتون المعروضة على منصة نتفليكس وبين عدد القيم التي يحصل عليها الطفل.

  • وأن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين القيم المتضمنة داخل المضامين التي تعرضها منصة نتفليكس وتأثر الأطفال بها، وبالتالي فإن نتائج الدراسة تثبت صحة الفرض الثاني القائل بـ: وجود فروق ذات دلالة إحصائية على القيم المتضمنة داخل أفلام الكرتون التي تعرضها منصة نتفليكس التي لاحظها الآباء وتأثر الأطفال بها.

  • وتُثبت كذلك خطأ الفرض الثالث، حيث إن الدراسة رصدت وجود نسب مرتفعة للقيم السلبية بين المبحوثين الذين يقضون عدد ساعات أكثر من غيرهم أمام المضامين التي تعرضها منصة نتفليكس، وينص الفرض على: عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين القيم السلبية التي تعرضها أفلام الكرتون على منصة نتفليكس وبين عدد ساعات المشاهدة اليومية لهذه الأفلام.


 

التوصيات

توصيات لصناع المحتوى في نتفليكس:

  • الحرص على تقديم مجموعة متنوعة من القيم الإيجابية، مثل التعاون، الاحترام، التسامح، والعمل الجماعي، وتجنب التركيز على قيم معينة بشكل مفرط.

  • تطوير نظام تصنيف أكثر تفصيلاً للمحتوى، بحيث يتمكن الآباء من اختيار المحتوى المناسب لأعمار وأذواق أطفالهم.

  • تطوير أدوات رقابة أبوية أكثر فعالية، وتوفير خيارات متنوعة للآباء للتحكم في المحتوى الذي يشاهده أطفالهم.

  • التعاون مع علماء النفس والتربويين لتطوير محتوى يعزز النمو الصحي للأطفال

  • إدراج عناصر تعليمية في المحتوى الترفيهي، لتعزيز التعلم والاستكشاف لدى الأطفال.

 توصيات للوالدين:

  • مشاهدة المحتوى مع الأطفال ومناقشة القيم المعروضة فيه.

  • تحديد وقت محدد لمشاهدة التلفزيون، وتشجيع الأطفال على ممارسة أنشطة أخرى.

  • اختيار المحتوى الذي يتناسب مع عمر الطفل وقيمه.

  • الاستفادة من أدوات الرقابة الأبوية المتاحة.

  • تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة الأخرى، مثل القراءة واللعب.

 توصيات للسياسات التربوية:

  • تطوير برامج توعية للآباء حول أهمية اختيار المحتوى المناسب لأطفالهم.

  • دعم إنتاج المحتوى المحلي الذي يعكس القيم الثقافية للمجتمع.

  • تضمين التربية الإعلامية في المناهج الدراسية من خلال تعليم الأطفال كيفية تقييم المحتوى الإعلامي وتحديد المصادر الموثوقة.

توصيات لأبحاث مستقبلية:

  • إجراء دراسات طويلة الأمد لتقييم الأثر الطويل الأمد لمحتوى نتفليكس على سلوك الأطفال.

  • مقارنة آراء الوالدين وتأثير المحتوى على الأطفال في مختلف الثقافات.

  • دراسة تأثير استخدام الأجهزة الذكية في مشاهدة المحتوى على الأطفال.

قائمة المراجع

أولاً: المراجع العربية

  • Netflix (2024). ما هي نتفليكس؟، تاريخ الاسترداد: 4أغسطس2024، https://help.netflix.com/ar/node/412

  • إبراهيم، د. ياسمين محمد، وموسى، د. منة الله كمال. (يناير - مارس، 2021). تأثيرات المشاهدة النهمة لمحتوى منصة نتفليكس على البناء القيمي للمجتمع المصري: دراسة تطبيقية في ضوء نظرية الحتمية القيمية. مجلة بحوث العلاقات العامة الشرق الأوسط - العدد 31، الصفحات 392-434.

  • تقي الدين، يحيى. (2018). القيم الثقافية المكتسبة من خلال استخدام الشباب لشبكات التواصل الاجتماعي: دراسة إثنوجرافية، رسالة دكتوراه غير منشورة. الجزائر: جامعة صالح بوبنيدر قسنطينة 3.

  • التميمي، نواف. (2020). إسرائيل و "نتفليكس": منصة عالمية لـ "هاسباراه" الدعائية: تحليل لمضمون المسلسل التلفزيوني الإسرائيلي "فوضى". مركز الجزيرة للدراسات.

  • جلوكسمان، أندريه. (2000). عالم التلفاز بين الجمال والعنف، ترجمة وجيه عبدالمسيح. 

  • الشريف، داليا معن. (2019). القيم في برامج الرسوم المتحركة المدبلجة للعربية ومدى توافقها مع قيم المجتمع العربي: مسلسل حكايات جنجر أنموذجًا، رسالة ماجستير غير منشورة. الأردن: جامعة الشرق الأوسط.

  • طبيشات، عبد الناصر. (2010). تأثير البرامج التلفزيونية على طلبة جامعة اليرموك. مجلة اتحاد الجامعات العربية للآداب - المجلد 7 - العدد 3، الصفحات 469-492.

  • طهطاوي، سيد أحمد. (1996). القيم التربوية في القصص القآني

  • عبد الغفار، أ. د. عادل. (2013). دراسة الإعلام ومعالجة قضايا حقوق الطفل بالدول العربية. القاهرة: المجلس العربي والطفولة والتنمية.

  • عبدإله، د. خالد سالم. (ديسمبر، 2019). أثر التلفزيون على عملية التنشئة الاجتماعية للطفل. مجلة كلية الفنون والإعلام - السنة الرابعة - العدد الثامن، الصفحات 89-111.

  • عثمان، د. داليا. (أكتوبر/ ديسمبر، 2020). تأثير مشاهدة المسلسلات المقدمة على منصة نيتفليكس على النسق القيمي للمراهقين: دراسة كيفية. المجلة العربية لبحوث الإعلام والاتصال - العدد 31، الصفحات 168-199.

  • العطار، د. محمد محمود. (يونيو، 2017). دور الأسرة ورياض الأطفال في تنمية قيم المواطنة لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة في المملكة العربية السعودية. مجلة جامعة الباحة للعلوم الإنسانية، المجلد الثاني، العدد 11، الصفحات 448-476.

  • علي، د. أسامة عبد الرحيم. (2006). القيم التربوية في صحافة الأطفال: دراسة في تأثير الواقع الثقافي. مصر الجديدة: إيتراك للنشر والتوزيع.

  • العيد، طاهري لخضر. (31 ديسمبر، 2020). وسائل الإعلام وآثارها الاجتماعية على الأسرة الجزائرية: رؤية سوسيولوجية. مجلة الأكاديمية للبحوث في العلوم الاجتماعية: المجلد 2 - العدد 2، الصفحات 59-80.

  • المحرج، د. يزيد عبد الله، ودقنة، أ. سراج طلال. (ديسمبر، 2022). الأعمال الدرامية لمنصة Netflix وانعكاسها على القيم الثقافية والاجتماعية في الوطن العربي: دراسة نقدية للمسلسلات الأكثر مشاهدة في ضوء نظرية تحليل الإطار الإعلامي. جامعة أم درمان الإسلامية - مجلة علوم الاتصال - المجلد السابع - العدد الرابع 1444هـ، الصفحات 127-176.

  • مراد، د. ميلود. (مارس، 2018). اللوائح التشريعية لحقوق الطفل الإعلامية: التجربة الجزائرية أنموذجًا. مجلة الباحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية - العدد 33، الصفحات 577-588.

  • مرسي، د. رشا محمد أحمد. (مارس، 2020). تأثير التعرض للأفلام الكرتونية والرسوم المتحركة في التلفزيون والإنترنت على النمو اللغوي والإدراكي لدى الطفل المغترب من وجهة نظر أمهاتهم. مجلة جامعة أم القرى للعلوم الاجتماعية، المجلد الثاني عشر، العدد الثاني، الصفحات 1-59.

  • عكوباش، هشام. (يونيو، 2017). الفضاء الإشهاري التلفزيوني وتمثيل الطفل: رصد ونقد. مجلة آفاق للعلوم - العدد الثامن - الجزء الأول، الصفحات 257-275.

  • وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات. (2023). تقرير عن المحتوى الرقمي للأطفال والشباب في عصر شبكات التواصل الاجتماعي. الرياض: مركز استشراف التقنية.

ثانيًا: المراجع الأجنبية

  • Adway, A. (2023، June). Israeli Propaganda: Reading in the Soft Power. Vision, 1-337.

  • al. G. A. (2021). Binge-Watching Serial Video Content: Exploring the Subjective Phenomenology of the Binge-Watching Experience. Mass Communication and Society.

  • Budzinski Oliver & Lindstädt-Dreusicke، N. (2020). Antitrust policy in video-on-demand markets: the case of Germany. Journal of Antitrust Enforcement.

  • Zündel, J. (2019). Netflix, binge watching and the role of pretexts in old and new televisions. International Journal of Audience Research.

  • Philipp, D. (2016, October 21). Healthy Children. Retrieved from the American academy of pediatrics: www.healthychildren.org

  • Hill, D.L. (2016). Why to Avoid TV for Infants & Toddlers. www.healthychildren.org.

  • Lin L.Y&R.C. (2015). Effects of television exposure on developmental skills among young children. Infant Behave.

  • Anderson, D. R. B. J. (2009). Researching Blue’s Clues: Viewing Behavior and Impact.